فلسفة التاريخ وتكوين البشرية عند يوهان هردر: من نظام المعرفة إلى نظام الحقيقة


فئة :  أبحاث محكمة

فلسفة التاريخ وتكوين البشرية عند يوهان هردر: من نظام المعرفة إلى نظام الحقيقة

فلسفة التاريخ وتكوين البشرية عند يوهان هردر:

من نظام المعرفة إلى نظام الحقيقة


محاور الدراسة:

-عناصر بيوغرافية

-تكوين فكر هردر: المرجعيات الصريحة والمرجعيات الضمنية

-فلسفة أخرى للتاريخ: نقد النزعة العقلية والتوجّه بالتراث

-فلسفة تكوين البشرية: المعرفة، الحقيقة، أبجديات السعادة

-سجال حول التاريخ: كانط ضد هردر

ملخص الدراسة:

يوهان غوتفريد هردر Johann Gottfried Herder (موهرينغن 1744 – فايمار 1803)، فيلسوف ومؤرخ وأديب ألماني، لاهوتي لوثري (بروتستنتي). القليل نعرفه عن هذا المفكر من عصر الأنوار، وخصوصاً بلغتنا العربية، لانعدام الترجمات والكتابات. مؤلفاته المتنوّعة التي كانت تستلهم من روح العصر، عصر التحوّل السياسي والفكري والأدبي في أوروبا، جعلته مرجعية نافذة في ميدانه، ميدان الدراسات اللاهوتية واللغوية (الفيلولوجيا) والفلسفية والأدبية والتاريخية، وأحد الممثلّين البارزين لتيار «العاصفة والعاطفة» أو «الهجوم والاصطلام»[1] (Strum und Drang) وللنزعة الإنسية في طبعتها الألمانية (Humanität)، المناهضتين للأنوار الحاملة لأحلام عقل صارم وجاف. فكانت الحاجة، مع هردر ومع جيله (غوته، شيلر، هومبولت)، إلى إعادة استثمار الاقتصاد العاطفي للإنسان، بالتركيز على قيم القوة والانفعال والرومانسية؛ أي كل القيم التي احترست منها الأنوار وجعلتها العائق في سبيل تحرير العقل وتنويره، ليتماشى مع زمنه ويبتغي سبيل التقدم.

درس هردر اللاهوت في كونيسبرغ (Königsberg) ابتداءً من 1762، حيث تردد على محاضرات إيمانويل كانط (كونيسبرغ 1724-1804) وتتلمذ عليه. لكنه سرعان ما ابتعد عن فحوى فلسفته مناهضاً للعالمية ومشدّداً على الخصوصية، هاجراً للعقلانية ومنتبهاً إلى الرومانسية، مستهجناً التقنية ومنبهاً إلى الإنسانية. كل هذه المعطيات جعلته في صراع مع الروح التنويرية الغالبة في عصره، مقتفياً أثر جون جاك روسو (جنيف 1712- باريس 1778) في الإعلاء من شأن الطبيعة المهدورة والمنسيّة أمام حضارة كاسحة ومنمّقة، حضارة التصنّع والرونق ولحن القول وزخرف الفعل. عكس ذلك، كان هردر يُعلي من شأن الطبيعة والحساسية والخيال والذوق وكل القيم الجمالية والفنية، وكان يعتبر الأمم إن هي إلا تجليّات الحق في التاريخ، تجليات الألوهية في التأسيسات البشرية، تجليات لا تنفك عن الاكتمال بالاشتغال على مقوّمات الذات من لغة وتراث ودين وفن وأخلاق. بدعوة من يوهان غوته (فرانكفورت 1749- فايمار 1832)، انتقل هردر إلى فايمار (Weimar)، حيث وجد البيئة ملهمة وتساعد على الكتابة والبحث، فاستقر به الحال في هذه المدينة حتى وفاته...

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا


[1]- أستعمل معجماً صوفياً للدلالة على هذا التيار السابق على الرومانسية، حيث "الهجوم" في الاصطلاح الصوفي معناه «ما يفجأ القلب من الغيب على سبيل الوهلة» (سعاد الحكيم، المعجم الصوفي، دندرة للطبع والنشر، بيروت، 1981، ص1100)، و"الاصطلام" معناه «الوله الغالب على القلب» (عبد الرزاق القاشاني، معجم اصطلاحات الصوفية، تحقيق وتقديم عبد العال شاهين، دار المنار، القاهرة، 1992، ص 55). ولعل أشعار شيلر ورواية غوته «آلام الشاب فرتر» (1774) كانت العلامة البارزة على جبين هذا العصر المفعم بالانفعالات في تواز وأحياناً في تضاد مع الأنوار الكاسحة وقتها.