قراءة الكتاب المقدس


فئة :  ترجمات

قراءة الكتاب المقدس

قراءة الكتاب المقدس[1]

جوليا كريستيفا[2]

ترجمة: عبد الرحيم نور الدين[3]

موقفان من المقدس:

أن نقرأ الكتاب المقدس (la Bible) كما نقرأ (رأس المال) أو (أناشيد مالدورور)، وأن نفكّ فيها شفرة تشبيكات نص شبيه بالنصوص الأخرى؛ ذلك من دون شك موقف منبثق عن البنيوية والسيميولوجيا. قد يبدو ذلك مختزِلاً أو فاضحاً. ومع ذلك، ينبغي ألا ينسى المرء أن كل تأويل للظاهرة أو للنص الديني يفترض إمكانية تكوينه كموضوع تحليل. وإن تطلب الأمر الانتباه إلى أنّه يخفي ما لا يقبل التحليل. من المؤكد أنه يمكن التساؤل عن الهاجس التأويلي الذي يعاند في جعل النص المقدس يقول ما يقوله دون أن يقوله. سأرجع في ما بعد، لتناول ما أظنّ أنه الدافع إلى هذا العود الأبدي، المجيد أو الدنيوي، إلى الألوهية.

إن «العلوم الإنسانية»، الخاضعة لعقلانية تصبو إلى كشف المنطق الكوني المودع في أسطورة مّا، هي منقادة، إزاء الكتاب، إلى الاقتصار على دراسة منطق النص أو بلاغته. إنّها لا تأخذ في اعتبارها، لحظة الانطلاق، قوّته المقدسة. لكنّها تأمل، عند نهاية ذلك التحليل الوضعي والمحايد، اكتشافَ آليةِ، بل حتى لغزِ، ما هو مستقبل كشيء «قدسي»، ويعمل ضمنياً من حيث هو كذلك. إن النص الكتابي ينقاد، ربّما أحسن من الكتابات الأخرى، إلى التسمع السيميولوجي. بالفعل، إن التقليدين التلمودي والقبّالي، بفتحهما الطريق للتأويلات، يستدعيان دوماً تأويلاً جديداً آخر. وبالإضافة إلى ذلك، إن الكتاب (le Livre) يهيمن على التجربة الدينية اليهودية، ويخفي طقسها أو، أكثر ممّا سبق، إنّه يقوم، من خلال فرضه، بتجاوزه لفائدة الحرف وقيمه التأويلية والمعنى الواحد، لكنِ اللانهائي الذي يسند رغبة الإنسان أمام إلهه. أليست قراءة وتأويل الكتاب، في النهاية، بمثابة الطقس المهيمن، بل الإنهاك للطقوسي والمقدس اليهوديين في اللغة وفي المنطق؟

للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا

[1]- مجلة تأويليات العدد الثاني

[2]- Esprit, n° 9, septembre 1982, pp. 143- 152

[3]- أستاذ فلسفة ومترجم – المغرب.

[4]- The Idea of Purity in Ancient Judaism, Leiden, E. J. Brill, 1973

[5]- Cf. Mary Dougglas, De la souillure, Maspero, 1971

[6]- Cf. J. Soler, “Sémiotique de la nourriture dans la Bible” in Annales, juillet-août 1973, p. 93 sqq.

[7]- E. M. Zuesse, “Taboo and the Divine Order” in Journal of the American Academy of Religion, 1974, t. XLII, n°3, pp. 482-501

[8]- Cf. J. Kristeva, Pouvoirs de l’horreur, essai sur l’abjection, Seuil, 1980

[9]- S. Freud, “Le Moi et le Ça”. in Essais de psychanalyse, p. 200

[10]- Cf. J. Kristeva, «L’abject d’amour», in Confrontation, n° 6, 1981, pp. 123- 125, repris in Histoires d’amour, Denoël, 1983, pp. 53- 65, Folio “Essais”, Gallimard, 1985

[11]- Cf. J. Kristeva, «Héréthique de l’amour», in Tel Quel, n° 74, hiver 1977, repris dans «Stabat Mater», in Histoires d’amour, op. cit, pp. 295- 327

[12]* عبارة l’hainamouration هي حاصل جمع كلمتي "كره" و"هيام"، المترجم.