نظريَّة الديمقراطيَّة بين التمثيل الشعبي والمشاركة السياسيَّة والمداولة العامَّة


فئة :  أبحاث محكمة

نظريَّة الديمقراطيَّة بين التمثيل الشعبي والمشاركة السياسيَّة والمداولة العامَّة

نظريَّة الديمقراطيَّة بين التمثيل الشعبي والمشاركة السياسيَّة والمداولة العامَّة([1])

جدال رولز وهابرماس

منير الكشو

ملخص:

يكتسب الجدل، الذي دار بين رولز المدافع عن الديمقراطيَّة الليبراليَّة، وهابرماس المناصر لنموذج الديمقراطيَّة المداولاتيَّة، وأنصار المذهب الجمهوراني المتحمّسين لمبدأ المشاركة السياسيَّة الفاعلة سبيلاً لإخراج الديمقراطيَّة من أزمتها؛ يكتسب، في هذا السياق، أهميَّة خاصَّة. وفي هذا العمل سندافع ضدَّ القراءة التي تقول بالتعارض الجذري بين الديمقراطيَّة الليبراليَّة الدستوريَّة التمثيليَّة، التي يدافع عنها رولز، والديمقراطيَّة المداولاتيَّة التي يناصرها هابرماس، صيغة راديكاليَّة في تحقيق القيم الديمقراطيَّة، على الرأي الذي يرى أنَّ الاختلاف بين المنوالين لئن كان مهماً، فهو ليس جوهرياً إلى حدٍّ يحول دون إمكانيَّة التوفيق بينهما. فديمقراطيَّة المداولة والمشاركة المكثفة في الجدل العام يمكنها أن تجدّد الديمقراطيَّة التمثيليَّة الليبراليَّة، وتبعث فيها حياة جديدة، لكنَّها تظلّ من جهة في حاجة إلى وفاق سابق لإجرائيَّة المداولة حول مبادئ التنظيم العادل لمؤسسات المجتمع وشروط الحُكم الجيّد. ومن جهة أخرى، لا يمكنها أن تأمل تحقيقَ مقتضى المشاركة الواسعة والجماهريَّة لعموم المواطنين في المداولات العامَّة لأسباب تتعلق، في رأينا، بسيكولوجيَّة الأفراد في المجتمعات الحديثة ومنطق الفعل الجماعي، وهو ما سنعمل على بيانه في آخر مقالنا.

وسنبدأ، أولاً، بتفصيل مظاهر وأسباب أزمة الديمقراطيَّة التمثيليَّة بوصفها قائمة على إجرائيَّة الاختيار، لنتطرَّق ثانياً إلى المشاركة السياسيَّة سبيلاً لإنعاشها، كما يقترح الجمهورانيون، والصعوبات التي يطرحها ذلك التمشي من وجهة نظر رولز، لننظر ثالثاً في اختلاف التصوُّرات بين رولز والجمهورانيين حول مفهوم الحريَّة ذاته، لنتطرَّق رابعاً إلى نموذج المداولة، وإن كان حقاً يتعارض مع نظريَّة العدالة إنصافاً، وإلى أيّ مدى يمثل تجاوزاً للّيبراليَّة والجمهورانيَّة واحتواء لمآثر كلٍّ منهما، كما يزعم هابرماس. وسننهي مقالنا بتأكيد أنَّ الديمقراطيَّة المداولاتيَّة لا تمثّل بديلاً للديمقراطيَّة الليبراليَّة التمثيليَّة، وإنَّما هي رافد لها؛ إذ يظلُّ المثال الأعلى المداولاتي الذي تتشبّث به صعب التحقيق في الديمقراطيات الحديثة لأسباب سنأتي على تفصيلها.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

________________________________________________________

[1]- مجلة ألباب العدد 10