ورشة علمية حول كتاب: " الوحي؛ دراسة تحليلية للمفردة القرآنية " للمؤلف صابر مولاي أحمد

فئة: أنشطة سابقة

ورشة علمية حول كتاب: " الوحي؛ دراسة تحليلية للمفردة القرآنية " للمؤلف صابر مولاي أحمد

نظمت مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" بقاعة صالون جدل التابع لها بالرباط، ورشة علمية حول كتاب: " الوحي؛ دراسة تحليلية للمفردة القرآنية " للمؤلف صابر مولاي أحمد؛ الصادر عن دار مؤمنون بلا حدود للنشر 2019 يوم السبت الموافق ل 23 مارس 2019 شارك فيها كل من الدكتور فريد شكري، وهو أستاذ التعليم العالي في الجامعة المغربية مختص في مقاصد الشريعة، والدكتور محمد التهامي الحراق، وهو كاتب وباحث مغربي مختص في قضايا التصوف الإسلامي، وقد أدار اللقاء وقدم له الدكتور أحمد مونة، وهو أستاذ التعليم العالي بالجامعة المغربية مختص في الفكر الإسلامي؛ وفيما يلي خلاصة لمداخلة المشاركين:

د. محمد التهامي الحراق

اتخذت المداخلة عنوان : "في أسئلة تحرير فهم القرآن الكريم ... قراءة في كتاب مولاي أحمد صابر "الوحي؛ دراسة تحليلية للمفردة القرآنية". وقد سعت المداخلة إلى تقديم قراءة في كتاب د. مولاي أحمد صابر، من خلال أسئلة مفتاحية ثلاثة: سؤال الرؤية، وسؤال المنهج، وسؤال الحوار، هكذا وبعد تسجيل أهمية الكتاب بسلاسة لغته وجرأة طرحه والنفس النقدي الذي يتخلله، تطرقت المداخلة لسؤال الرؤية، فكشفت أن الغاية من هذا الكتاب كانت هي الإسهام في تحرير الفهم السائد للقرآن الكريم من الرؤية التجزيئية، والتي تهدر ذاك الأفق الكلي الكوني في الرؤية القرآنية للعالم والوجود والإنسان، ومن ثم طموح الكتاب لتجاوز هذا التجزيئ بقراءة المفردة القرآنية في بنائيتها الخاصة ونظامها النسقي الدلالي من داخل النص. هكذا حللت المداخلة من خلال سؤال الرؤية أسباب إهدار الرؤية القرآنية الكلية كما يطرحها الكتاب، و هي الأسباب المتمثلة أساسا في تغليب ثقافة النص على النص في تفسيره، ثم توسيع مفهوم الوحي مع الشافعي، ليستوعب مفهوم السنة النبوية، ثم تجزيئ النص وتشظيته باعتماد معارف علوم القرآن المتوارثة. وبعد بسط المداخلة للقضايا الاشكالية التي تطرحها مسألة "الرؤية البنائية" في الكتاب، انتقلت إلى مدخل سؤال المنهج، وذلك بإبراز النقد المنهجي الذي ينطلق منه الكتاب للتعامل مع بعض مقاربات الفكر الإسلامي المعاصر، والتي يؤكد فيها المؤلف اتفاق تلك المقاربات حول ضرورة تفكيك و تحليل ونقد التراث، لكنه يعيب عليها قصورها عن صياغة رؤية بنائية قرآنية داخلية تخرجنا من مآزق التجزيء وتشظية المتن القرآني. وقد ناقشت المداخلة المقترحات المنهجية للكتاب متفقة تارة، ومختلفة تارة ومستشكلة تارة ثالثة، لتنتقل في لحظة ثالثة إلى مدخل سؤال الحوار، وهو مدخل سلكت فيه المداخلة مسلك محاورة المؤلف في جملة من تأويلاته وأحكامه ونتائجه، وذلك بغية تثمير النقاش الغني والجاد للمستوى المعرفي الرفيع الذي كتب به الكتاب. وقد انتهت المداخلة بفتح مداخل أخرى للاقتراب من الكتاب منفلتة من كل دعاوى الإحاطة بتشعب قضايا الكتاب، أو بأبعاد موضوع متعدد الرهانات المعرفية والدينية والأنطولوجية، مما يصبح معه التواضع العلمي في تناوله ضرورة وليس فقط فضيلة". مع تحيات محمد التهامي الحراق.

د. فريد شكري

هذا الكتاب المعنون بـ : "الوحي دراسة تحليلية للمفردة القرآنية" لصاحبه الدكتور صابر مولاي أحمد؛ كتاب فريد من نوعه ومن حيث موضوعه؛ وذلك بكونه يتصف بجرأة عالية بالنظر إلى النتائج التي قال بها المؤلف؛ فصاحب الكتاب وفي لمنهج اشتغال المدرسة الوحدة البنائية للقرآن الكريم؛ التي تتبع موضوعات وقضايا القرآن الكريم من داخله؛ متوسلة في ذلك بالعمل على فهم وتحليل مواضيع القرآن الكريم على ضوء وحدته البنائية؛ وفي الوقت ذاته التعاطي مع الوحدة البنائية للقرآن بكونها وحدة مفتوحة على الكون والإنسان والوجود؛ فالمؤلف سبق أن وظف هذا المنهج في كتابه: "منهج التصديق والهيمنة في القرآن الكريم سورة البقرة أنموذجا" والذي يدور حول التقريب المنهجي للمنهج الذي اعتمده ؛ القرآن في نظرته لما قبله من الكتاب؛ وهو منهج التصديق والهيمنة؛ إذ لا يمكن فهم التوراة والإنجيل اليوم أي الكتاب المقدس بمعزل عن القرآن الكريم؛ الكتاب الذي نحن بصدده يعد جزءا ثانيا للكتاب الأول للمؤلف؛ فأفكاره وطروحاته تدور في مدار التأكيد المنهجي بأن القرآن الكريم كتاب مهيمن ومصدق على السنة وما يدور في فلكها من الآثار. في تقديري الكتاب ينغي نقاشه من حيث المنهج الذي اعتمده المؤلف؛ بدل نقاشه في النتائج التي توصل إليها؛ لأن نقاش المقدمات والمنهج المعتمد؛ سيفضي بنا إلى نقاش علمي؛ أما إن ناقشناه في النتائج فلا محالة سنسقط في نقاش سجالي عقيم لا يفضي إلى شيء.

المؤلف طرق باب القول بالنسخ في القرآن وبين بأنه أمر لا يستقيم؛ وطرق موضوع اسباب النزول وبين بأنه لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كلي في فهم القرآن؛ وتطرق لثقافة وزمن النزول ولغة القرآن ولغة الشعر؛ مبينا بأنه لا يمكن بحال ان نعتمد على الشعر في فهم القرآن؛ فالحمولة الدلالية للألفاظ تختلف بين الشعر والقرآن؛ وتطرق لعلاقة محمد صلى الله عليه وسلم بالوحي؛ كل هذه المواضيع وغيرها حاول المؤلف أن يجد لها ناظما علائقيا ودلاليا من داخل البنائية القرآنية؛ ليخلص من خلال تلك العلائق الدلالية لبناء تصور عن الموضوعات التي جئنا على ذكرها تبعا للرؤية القرآنية؛ مقدما المفهوم الذي يقول به القرآن للوحي عن غيره مما تشكل في الثقافة العربية الإسلامية.