Next Page  128 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 128 / 362 Previous Page
Page Background

ملف العدد: الهمجيّة والحضارة

128

2016 )9(

العدد

على الطريقة التي تعمل بها المجتمعات الإنسانية ووظائف

25

Radcliffe -Brown

م)

1955

م -

1881

و رادكيف براون (

linoweski

24

فإنّما اتّفقا علىضرورة تفسير الظواهر تفسيراً اجتماعياً وظيفياً من

26

نظمها الاجتماعية، ورغم اختلاف الباحِثَينفي تحديد مفهوم الوظيفة

.

28

، وضرورة الاستناد إلى الدراسات الميدانية من جهة أخرى

27

جهة

م) منحى جديداً، وذلك عندما شيّد «ليفي ستراوس»

2009

م-

1908

على أنّ المقاربة الوظيفية قد اتخذت مع «كلود ليفي ستراوس» (

بنيان النظرية البنيوية الأنثروبولوجية على فكرة رئيسة مدارها على إبراز الأنساق الداخلية المتحكّمة في الظواهر الثقافية والدينية

والاجتماعيّة، وذلك بغية فهم الظاهرة من داخل البنية الثقافية المدروسة، وغنيّ عن البيان أنّ هذه النظرية همّشت العوامل الخارجية

والنفسية، ولم تعط أهمية للدور الذي تنهض به تلك العوامل في حياة الفرد والجماعة.

وقد عُدّت هذه المسألة أهمّ مجالات النّقود العديدة التي وُجّهت إلى الأنثربولوجيا البنيوية، ورغم تنوّع النقود وكثرتها فإنّ «ليفي

ستراوس» لم يتزحزح عن ثوابته قيد أنملة، فالبنيوية الأنثربولوجية هي في تقديره المسلك الوحيد القادر على بناء تصوّر واضح في ما

يتعلق بالخصائص العامة للعقل الإنساني.

قدّمت الأنثربولوجيا البنيوية للبحث الأنثربولوجي إضافاتعديدة، أهمّها قدرتها على تجاوز القراءات المعيارية (متوحّش/ متمدّن)،

وإثباتها أنّ ثقافة البدائي لا تقلّ قيمة عن ثقافة المتمدّن. وهي رؤية تجلّت أبعادها في جعل البنيوية تنفتح على مجالات متنوّعة؛ منها الأدب

والفلسفة واللغة والميثولوجيا (الأسطورة) والدين.

. فقد

29

على أنّ أهم ما ُسب للوظيفية والبنيوية كشفهما عن وجوه «التركيب الرمزي» للظواهر الإنسانية (الثقافية، الاجتماعية، ...)

، وهو تصوّر على

30

لاحظ مالينوفسكي أنّ الأساطير عند الشعوب لا تفسّ الظواهر بقدر ما ترسي دعائم المعتقدات المشكّلة للمجتمع

.

31

أهميته لم يمنع ليفي ستراوس من الإشارة إلى عدم اكتراث مالينوفسكي بالبعد الرمزي واقتصاره على البعد الحرفي لتلك الأساطير

  ـ مالينوفسكي، أنثربولوجي بولندي عاش في المملكة المتحدة، انتقل من الاهتمام بالرياضيات والفيزياء إلى الأنثربولوجيا، بعد مطالعته كتاب الغصن الذهبي لجيمس

24

فريزر. عُّ أستاذاً للأنثربولوجيا في جامعة لندن، وهو يُعدّ إلى جانب براون أهمّ أعلام الأنثربولوجيا الاجتماعية، فقد دارت أعماله في شأن الأسطورة على إثبات الوظائف

.192-191

الاجتماعية (الاندماج، ...) التي تنهض بها الأساطير. راجع ميشيل (دينكن): معجم علم الاجتماع، (سبق ذكره)، ص ص

  ـ راد كيف براون، أنثربولوجي بريطاني، عمل أستاذاً للأنثروبولوجيا بجامعة أكسفورد، تأثّر -شأن مالينفسكي- بالنظرية الوظيفية لعالم الاجتماع الفرنسي دوركايم في

25

م)

1958( ”

دراسة المؤسسات الاجتماعية عند الشعوب البدائية. وقد وضع براون أسساً جديدة للأنثروبولوجيا الاجتماعية في كتابه “المنهج في الأنثروبولوجيا الاجتماعية

Method in social anthropology

.236-235

  ـ لومبار (جاك): مدخل إلى الأثنولوجيا، (سبق ذكره)، ص ص

26

.130

  ـ ستراوس (كلود ليفي): الإناسة البنيانية - الأنثربولوجيا البنيوية (القسم الثاني)، (سبق ذكره)، ص

27

172

  ـ لومبار (جاك): مدخل إلى الأثنولوجيا، (سبق ذكره)، ص

28

.28

، ص

2008 ،

، بيروت لبنان

1

  ـ أوجيه (مارك) وكولاين (جان بول): الأنثربولوجيا، ترجمة جورج كتوره، سلسلة نصوص، دار الكتاب الجديد المتحدة، ط

29

  ـ مثّلت آراء مالينوفسكي في الأسطورة المهاد النظري الذي انطلق منه مرسيا إلياده في بناء نظريته حول الأسطورة ودورها. راجع في ذلك نهاية الفصل الأول «بنية

30

Eliade (Mircea) (1907 -1986): Aspects du mythe, Gallimard, collection »

من كتاب مرسيا «مظاهر الأسطورة

La structure des mythes »

الأساطير

.Folio essais,  Paris, 1963, P 32

22 16-

  ـ ستراوس (كلود ليفي): الإناسة البنيانية - الأنثربولوجيا البنيوية (القسم الثاني)، (سبق ذكره)، ص ص

31

محمّد يوسف إدريس