177
2016 )9(
العدد
حوارات
حوار مع المفكر التونسيمحمد المزوغي
* كيف تقدّم نفسك للقارئ العربي؟
مُثقف تونسي مقيم بإيطاليا، وُلد وعاش وسَيَموت، له بعض
الهموم المعرفية عّ عنها من خلال كُتبه ومقالاته، عرَضَها على
القرّاء العرب، البعض منهم ارتاح لها وثمّنها إيجابياً، البعض
الآخر رفضها وانتقدها، وهذه هي دورة الفكر وسُنّة الثقافة.
* مَكّنتك إقامتك الطويلة في إيطاليا من الاحتكاك بالفكر
الغربي والتواصل المباشر مع ألمع أسمائه. هل لك أن تحدّثنا عن
هذه التجربة؟
لا أريد الخوضفي الأمور الشخصية، ولكن بما أنّ الأمر يتعلّق
بتكويني الفكري فلا بأس من التعريج سريعاً على هذه النقطة.
ربما كنت محظوظاً نوعاً ما لأنني صادفتُ في تلك الفترة أساتذة
ذوي كفاءة علمية عالية، فانتهزتُ الفرصة لكي أنل منهم
وأحتكّ عن قرب بأفكارهم وأتعمّق في المسائل الفكرية منوّعاً
) مثلاً
Schelling
من مصادري الفلسفية. لقد درستُ شيلّينغ (
على أيدي أكبر متخصص في فلسفته: الفرنسي كسافيي تيليات
)، صاحب المؤلف الضخم (في جزأين)
Xavier
Tilliette
(
Schelling. Une philoso�
بعنوان «شيلينغ: فلسفة في تحوّل»
(
phie en devenir, t. I, Le Système vivant, 1794-1821,
)، أذكر كيف
t. II, La Dernière Philosophie, 1821-1854
كان هذا الرجل الثّمانيني يختم السيمينار بالكلمة الفصل، ويقوم
بحوصلة دقيقة للمقاطع التي هي موضوع الدرس من نصّ
شيلينغ الشهير «جوهر الحرية الإنسانية». ومن بين أساتذتي
Paul Gil�
المؤطّرين هناك الفيلسوف البلجيكي بول جيلبار
(
)، الذي كان يُبهرنا بتحاليله الثاقبة خلال كل درس من
bert
دروسه؛ استمتعتُ أيضاً بالتعمّق في فلسفة هايدغر على أيدي
،)
Karl Huber
فلاسفة ألمان متخصصين مثل كارل هوبر (
)، حيث قرأنا مع هذا
Armin Schwibach
وآرمين شفيباخ (
الأخير، لمدّة سُداسي كامل، «الوجود والزمان»، وتناولنا هذا
العمل بالشرح والتحليل في مباريات تأويليّة شائقة بين الطلبة
والأستاذ. فضلاً عن الفلسفة اليونانية القديمة التي كنتُ شغوفاً
Kevin
بها، وكان أستاذيفي تلك المادة الأمريكي كيفين فلانيري (
) من جامعة أكسفورد الذي له دراية عميقة بالفلسفة
Flannery
الكلاسيكية، وخصوصاً أرسطو، وكان يُتقن اللغتين اليونانية
في مجمل مؤلفات أركون الرئيسة، ونظرة نقدية لإنتاجاته الفكرية واستتباعاتها العملية، أثبت فيها المزوغي أنّ إسلاميات أركون التطبيقية
هي الوجه الآخر للعدمية، بجميع أشكالها: النظرية والأخلاقية والسياسية).
. (دراسة نقدية لأعمال المؤرخ التونسي
2014
* منطق المؤرخ. هشام جعيط: الدولة المدنية والصحوة الإسلامية، منشورات الجمل،
هشامجعيط، مع التركيز علىمواقفه السياسية ومصادراته الإيديولوجية التيوجد فيها المزوغي تقارباً كبيراً بينها وبينأفكار الإسلاميين).
. (فيه صراع دامٍ مع الدين وتصوّره للإله، ونقد موضوعي وعميق لمنظومته
2014
* تحقيق ما للإلحاد من مقولة، منشورات الجمل،
العقائدية، مع التركيز دائماً على فكرة الله، وقد ختمه المزوغي بانتصار للإلحاد كبديل عقلاني ضد اللاعقل الديني، وكدافع مركزي في
سبيل تحرير الإنسان من أسر الأسطورة والعنف الديني).
(تناول فيه علاقة بعض المؤرخين العرب مع المستشرقين
2016
* الاستشراق والمستشرقون في فكر هشام جعيّط، منشورات الجمل،
وموقفهم من البحوث الاستشراقية عموماً، وحلل الانتقادات التي قدمها جعيط والاعتراضات ضد أعمالهم وضد فكرة الاستشراق
ذاتها، وذلك من وجهة نظره كمؤرخ للسيرة ودارس للتاريخ الإسلامي. النتيجة التي استخلصها المزوغي هي أنّ انتقادات جعيط
للمستشرقين غير موضوعية، تنقصها الدقة والكفاءة والعدّة المفهومية، وتطغى عليها المسلمات الإيديولوجية الإسلاموية، وبالتالي فهي
قصرمن ورق).




