184
2016 )9(
العدد
الذين كانوا يريدون العيش في وطنهم والمساهمة في تقدّمه،
تسفيرهم إلى سوريا للجهاد من أجل الناتو. إنه لمن المؤسفجداً،
أقول: إنه لمدعاة للأسى والغبن أنّ البلد الذي كان سبّاقاً لما يُسمى
بالثورة أصبح أكبر مصدّر للإرهاب في العالم. الآن اكتشفنا، بعد
أن خفتت فورة النشوة الأولى، أنم كانوا يلعبون بنا، وأنّ كلّ ما
حدث كان مبرمجاً بإحكام وإتقان، وأنّ القوى الغربية ساهمتفي
تدمير العالم العربي، وأنا تحالفت في الخفاء مع الإسلاميين (ليس
منسبيل المصادفة أنّ أغلبقادتها هم من ذوي الجنسية المزدوجة)
وهيّأتهم منذ زمان للحكم. إنّ تنصيب الإسلاميينفي الحكم يعني
القضاء على مؤسسات الدولة، فتحها كسوق للبضاعة الغربية،
تدمير مقدراتها البشرية والاقتصادية، انسحاب الدولة من إدارة
وترشيد الاقتصاد، وفي المقابل هيمنة المحسوبية والسقة ومكافئة
الإرهابيين على إرهابهم بأموال منهوبة من عرق المواطنين، أمّا من
الجانب السياسي فلا ديمقراطية ولا يحزنون، بل الحسبة وشريعة
البتر والجلد والرجم، ونبش القبور وأكل لحوم البشر. إنه مشهد
سوريالي فظيع، ما كنّا لنتوقّع حدوثه بهذه الصيغة الفجّة العنيفة،
لكنه يتحقق أمامنا كلّ يوم، ونراه بالصوت والصورة في تونس
وليبيا وسوريا والعراق.
حوارات
المهدي مستقيم




