Next Page  203 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 203 / 362 Previous Page
Page Background

203

2016 )9(

العدد

فيها معنى النصدون أن يكون هنالك ادّعاء من طرف التأويلات

بأنّا قبضت عليها أو جسّدته في تجارتها الرمزية مع النص. لنقرأ

) تفيد الترابُط أو

inter

إذن هذه الاستحالة في المقولة: البادئة (

) تنعت الكلام أو التعبير أو القول.

dit

التواصُل والمفردة (

) تفيد إذن الرابط الكائن بين الأقوال، أو

inter-dit

إنّ الكلمة (

العلاقة القائمة بين التأويلات. هي علاقة لادونية لأنّ التأويلات

تجد مكانا ومكانتها، تجد موقعها ووظائفها، في العلاقات التي

تقيمها فيما بينها. معنى ذلك: يستحيل على كل تأويل أن يقول

معنى النص دون أن يكون هنالك تأويل آخر له الحق في أن

يقول معنى النص بالإرادة نفسها. «يستحيل» معناه ويمتنع

على كل تأويل أن يدّعي بأنّه قبض على معنى النص. هذا المنع

أو الامتناع (استحالة انتفاء) هو ما يتيح إمكانية المعنى المتجوّل

بين التأويلات (استحالة تحوّل وتجوّل). استحالة المعنى هي ما

يمتنع احتكاره من كل تأويل، واستحالة المعنى هي ما يمكن

تحوّله في كل تأويل: الاستحالة إحالة لحالة. لا ينفكّ المعنى

عن التحوّل، لأنّ كل تأويل يحيل إليه في علاقته بتأويل آخر

في استدارة تنعطف على النص. تتيح العلاقة العمودية بالنص

(التأويل) العلاقة الأفقية بين التأويلات (التآوُل): أن «تتآول»

التأويلات ليس فقط أن «تتأوّل» مسألة نصية أو واقعة خطابية،

لكن أن ترى العلاقة اللادونية الكائنة بينها، أو نظام «اللغوة»

الذي يدبّرها. ليست المسألة مجرّد «موقف» من النص، لكن أيضاً

مسألة «موقع» بالمقارنة مع الآخر: أكثر من مجرّد «هيرمينوطيقا»،

إنّا «طوبولوجيا» تدرس مواقع التأويلات وارتحال الدلالات.

فهي تدرس المآل (ما تؤول إليه في نظام اشتغالها) بعدما حدّدت

)، أوّل الشيء أو صدر الكائن.

principe

قبلياً، على سبيل المبدأ (

بين الأول والمآل ثمّة تفعيل الآلة التي نسميها التأويل.

إنّ الإباحة الكامنة في الحظر هي ما يجوز فعله لما يمكن تجاوزه.

إنّ المعنى الحقيقي الذي ينطلق من النص، عندما يجوز ارتحاله بين

التأويلات، أي مجاوزته لكل أشكال التثبيت أو القبض، يصبح

مجازاً في تداول هذه التأويلات. هذا معنى التأويل الذي نجد له

): «ومعنى التأويل هو إخراج

1126-1198

تحديداً عند ابن رشد (

دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية من غير أن

يخلّ ذلك بعادة لسان العربفي التجوّز، من تسمية الشيء بشبيهه

أو بسببه أو لاحقه أو مقارنه، أو غير ذلكمن الأشياء التي عُدّدت

؛ وهذا المجاز عند سيزار

31

في تعريف أصناف الكلام المجازي»

«شكل تنتقل بموجبه الدلالة الحقيقية

:)1676-1756

ديمارسيه(

. بين

32

من كلمة إلى دلالة أخرى تقارنا موضوعة في الذهن»

الحقيقي والمجازي تشاكل، مثلما نقول إنّ زيداً أسدٌ: التشاكل

في هذه العبارة ليس التشابُه، لكن الجواز (الإباحة) الذي يتيح

التجاوز (الإحالة): إنه المجاز. لأنّ زيداً يشبه في شجاعته الأسد،

لكن لا يشبه في خِلقته الأسد. الإباحة هنا هي نوع من الإزاحة

التي تنقل المضامين إلى مواقع جديدة من الاستئثار التأويلي. هذه

الإزاحة هي الاستحالة: تحوّل، تعدّل، تبدّل، أي كل المراحل أو

al�

الـ[است]حالات التي قد تتقهقر نحو الأسوأ أو الأرذل

(

). بين

altérité

) فيما كانت تبحث عن غيرية في الذات (

tération

«الغ َْ» و«التغ َّ» عجينة لغَوية وطينة لغْوية مشتركة تجعل البحث

عن الغَْ (غير-الأنا، عبر-القول...) هو شكل من أشكال التغّ

في الذات: بحث عن الآخر في الأنا (استشعار)، بحث عن الأنا

في الآخر (استدراك)، محاكاةً أو عداوةً.

إنّ الحقائق هي

1873

ليس غريباً أن يقول نيتشه في نص

) إلى غاية التلف

usage

استعارات من فرط الاستعمال (

. فقط لأنّ المعنى في ارتحاله من الدلالة

33

)

usure

والاستنزاف (

- أبو الوليد ابن رشد، فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال،

31

.32

، ص

1983 ،2

دراسة وتحقيق محمد عمارة، دار المعارف، القاهرة، ط

32- César Chesneau Dumarsais, Les tropes de Dumarsais, Paris,

Belin, 1818, p. 155.

33- . Nietzsche, Le livre du philosophe, tr. Angèle Kremer-Marietti,

Paris, Flammarion, 2014, p. 123. Texte original : «Was ist also

Wahrheit? Ein bewegliches Heer von Metaphern, Metonymien,

Anthropomorphismen kurz eine Summe von menschlichen

Relationen, die, poetisch und rhetorisch gesteigert, übertragen,

geschmückt wurden, und die nach langem Gebrauche einem Volke

fest, canonisch und verbindlich dünken: die Wahrheiten sind

Illusionen, von denen man vergessen hat, dass sie welche sind,

Metaphern, die abgenutzt und sinnlich kraftlos geworden sind,

Münzen, die ihr Bild verloren haben und nun als Metall, nicht

mehr als Münzen in Betracht kommen » (Ueber Wahrheit und

Lüge im aussermoralischen Sinne, 1873).

التشاكُل الحضاري وأنظمة الاختلاف

مقالات