Next Page  220 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 220 / 362 Previous Page
Page Background

220

2016 )9(

العدد

فخريصالح

كانوا يأتون من المستعمرات ليُعِدّوا رسائل دكتوراه ينتقدون

فيها ما تفعله القوات الاستعمارية البريطانية في بلادهم، يقول:

«إنّ في إمكانه أن يطلق على هذا النوع البريطاني من الاستعمار

«الإمبريالية الديموقراطية».

.ارتباطاته الإسرائيلية وتعاطفه مع الدولة العبرية:

2

يكتب لويس هذه العبارة الكاشفة في مذكراته: «رغم أنّ

اشتغالي الأساسي كان، ولبعض الوقت، منصبّاً على التاريخ

الإسلامي العامّ، فإنني لم أنسَ أبداً اهتمامي بالدراسات العبريّة

واليهوديّة التي قادتني يوماً إلىحقل الدراساتشرق الأوسطيّة».

ومن هنا فإنّ رحلات لويس إلى إسرائيل، وقبل ذلك إلى فلسطين،

لم تنقطع منذ أربعينيّات القرن الماضي. كما أنه أمضى أوقاتاً طويلة

في الجامعات ومراكز الدراسات الإسرائيلية على مدار حياته

. وقد كتب بعض الدراسات باللغة العبرية،

3

الأكاديمية والبحثية

وترجم شعراً عن العبرية لعدد من الشعراء اليهود المعاصرين.

وهو يشير في أكثر من موضع من مذكراته إلى صلاته بالسياسيين

.

4

الإسرائيليين

على جائزة هارفي التي يمنحها معهد التخنيون

1974

ـ حصل برنارد لويس عام

3

في حيفا (أي المعهد التكنولوجي التابع لجامعة حيفا).

لعقد اتفاقية سلام

1969

  ـ يقول لويس في مذكراته إن الجوّ كان مهيأً منذ عام

4

بين المصريين والإسرائيليين. لقد استشف ذلك من رحلاته الكثيرة إلى مصر في

وذهب

1969

نهاية ستينيات القرن الماضي. ويضيف أنه سافر إلى إسرائيل عام

لمقابلة رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الحين غولدا مائير، وحاول إقناعها بأنّ

المصريين أصبحوا مستعدين للسلام، وأنّ المحادثات المباشرة ممكنة. لكن غولدا

مائير لم تصدقه، وقالت إنه سمح للمصريين بخداعه. وقد حاول إقناع وزير

الدفاع موشي دايان، وهو يظن أنّ دايان صدّقه، لكنه لم يستحسن الفكرة، فهو لم

يكن يريد التفاوض مع المصريين، حسب كلام لويس. وينقل عنه كلامه: «إذا كنا

سنتفاوض معهم، فعلينا أن نعطيهم شيئاً. عن ماذا سنتحدث إذًا؟» «كان يظن

وقتها أنّ في إمكان إسرائيل أن تحتفظ بنصف شبه جزيرة سيناء.» ويشير لويس

إلى أنه قال الكلام نفسه لإسحق رابين، وكتب له رسالة بهذا الخصوص. لكنهم،

وحسب كلامه، لم يصدقوه، أو أنهم لم يرغبوا في تصديقه. هذه حكايةٌ كاشفةٌ

عن طبيعة انغماسه في الشأن السياسي، وعدم حياده كمؤرخ، والأهمّ من ذلك

فهي تدلّ على اهتمامه المفرط بالشأن الإسرائيلي، وانحيازه الواضح لها، وعلاقاته

الوثيقة بالطبقة السياسية الإسرائيلية، تدلّ على ذلك رحلاته وإقاماته الكثيرة في

تل أبيب.

. علاقته الوطيدة بالإدارة الأمريكية في عهد جورج

3

بوش الابن وأعضاء تلك الإدارة ومستشاريها الفاعلين:

يقرّ لويس بأنّ علاقته بالمحافظين الجدد في إدارة جورج بوش

الابن تعود إلى فترة مبكّرة نسبيّاً من إقامته في الولايات المتحدة.

بدأت هذه العلاقة أثناء رحلة إلى أمريكا ألقى فيها لويس عدداً

من المحاضرات. وازدادت هذه العلاقة قوّة بعد إلقائه محاضرةً

حول الوضع في الشرق الأوسط وسياسة القوى الخارجيّة على

جمهور محدود في واشنطن. وبعد انتهاء محاضرته اقترب منه شابّ

صغير وأخبره أنه يعمل مساعداً للسِناتور الديموقراطي هاري

م. جاكسون «سكوب». ولم يكن هذا الشاب الذي عرّفه على

الذي

Richard Perle

السناتور جاكسون سوى ريتشارد بيرل

يُعدّ واحداً من أكثر المحافظين الجدد تأثيراً في إدارة جورج بوش

الابن. وقد توثّقت هذه العلاقة مع أعضاء آخرين في جماعة

المحافظين الجدد، ومع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، ومع

.

5

الرئيس الأمريكي جورج بوش، فيما بعد

، استُدْعيَ إلى البيت

1991

ـ يقول لويس إنه بعد احتلال صدام للكويت عام

5

الأبيض لمقابلة وزير الدفاع الأمريكي ديك تشيني لمعرفة رأيه فيما حدث، وإنهما

استمرا في لقاءاتهما خلال السنوات التالية. ولكنه يدّعي أنّ أحداً لم يستشره

، وأنه على

2003

بخصوص الهجوم على العراق لإسقاط العراق واحتلاله عام

العكس من ذلك كان ضد هذا الاحتلال، وأنه كان يفضّل لو تعاون الأمريكان مع

الأكراد في شمال العراق لإسقاط نظام حكم صدّام حسين. وهو يقول عن الاتهام

الذي وجهته إليه بعض وسائل الإعلام حول دوره في احتلال العراق إنه مُجانِبٌ

Peter Waldeman

للحقيقة. ويردّ على ما كتبه الصحفي الأمريكي بيتر والديمان

، حول دوره في التأثير على سياسات إدارة

2004

في وول ستريت جورنال عام

جورج بوش الابن، وخصوصاً فيما يتعلق بغزو العراق، بأنّ دوره المشار إليه كان

مبالَغاً فيه، كما تعرّض للكثير من التشويه والتحريف. لكنه يقرّ بأنه حافظ على

تواصل مع ديك تشيني، الذي أصبح في ذلك الوقت نائباً للرئيس، وأنه زار مكتبه

عدة مرّات، وتباحث معه في شؤون منطقة الشرق الأوسط. كما يشير إلى دعوته

إلى البيت الأبيض لكي يحاضر بصورة سريّة على موظفي البيت الأبيض. ويذكر في

موضع آخر من مذكراته حديثَه مع مستشارة الأمن القومي الأمريكي كوندوليزا

رايس في مكتبها في لقاء خاص. كما تمّت دعوته للقاء الرئيس جورج بوش في ثلاث

مناسبات، وطُلِب منه أن يوجّه اقتراحاته، من خلال البريد الإلكتروني إلى ستيفن

هادلي، الذي توّ منصب مستشار الأمن القومي، وقد بعث إليه خمسة إيميلات

اقترح فيها بعض الاقتراحات حول إيران وليس العراق، وبعد أن تمّ غزو العراق

بالفعل. وقد تركّزت اقتراحاته، حسب قوله، حول المشروع النووي الإيراني، وليس

مقالات