221
2016 )9(
العدد
يشير ما سبق إلى أنّ برنارد لويسلم يكتفِ بدوره كمؤرخمحايد،
بل وظّف معرفته التاريخيّة لغايات وأهداف سياسيّة أيديولوجيّة
توجّه صانع القرار السياسي، ممّا كان له نتائج كارثيّة على صعيد
السياسة العالميّة أثناء الحربين اللتين شنتهما الولايات المتحدة على
أفغانستان والعراق. ولا يبرّئُ لويسمن التهمة تنصّلُه في مذكراته
من أيّ دور لعبه في توجيه الإدارة الأمريكية نحو شنّ الحرب على
هذين البلدين اللذين ما زالا يعانيان من سياسة الولايات المتحدة
الخرقاء التي كان لويس واحداً من المستشارين الذين لعبوا دوراً
خفيّاً فيها.
لقد كان لويس، رغم الميراث البحثيّ الضخم الذي وضعه،
مثالاً سيئاً للمؤرخ والعالم في عصرنا.
حول الإطاحة بصدام حسين. ولذلك فإنه يؤكّد أنّ دوره في الحرب على العراق لم
يتمثّل في تقديم اقتراحات، بل في توفير خلفيّة ومعلومات تفصيلية يمكن أخذها
في الحسبان عند وضع السياسات واتخاذ القرارات. لكنه يقول في جملة كاشفة:
«لقد كان دوري في صناعة القرار صغيراً، لكنّ المبالغة في تقدير هذا الدور في
بعض وسائل الإعلام هي أمرٌ سخيف».
مقالات
«برنارد لويس» ... يتأمّل تاريخه في قرن من الزمان




