Next Page  281 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 281 / 362 Previous Page
Page Background

281

2016 )9(

العدد

نعمة البصرقد أتاح لي من ناحية أخرى الشعور والتفكير الأفضل

بالأدب).

- 3 -

قالوا في بورخيس:

- (خورخي لويسبورخيسهو واحد من بينعشرة كُتّاب، أو

خمسة، من المؤلفين الحداثيين الذين ينبغي أن نطلع على إنتاجهم.

فبعد أن نعاشره نغدو مختلفين، بل إنّ رؤيتنا للكائنات والأشياء

تبدو مختلفة أيضاً، إذ نصبح أشدّ ذكاء). كلود مورياك

- (خورخي لويس بورخيس كاتب عظيم، لم يكتب سوى

القليل من القصصوالمقالات، ومع ذلك فإنّ هذا القليل يكفينا

لنحكم على الكاتب بأنّه عظيم بفضل ما تتمتع به هذه الأعمال

من ذكاء مدهش وثراء في الابتكار وأسلوب مشدود يكاد يكون

رياضياً. إنّ بورخيس أرجنتيني بالولادة والمزاج، ولكنه تغذّى

وتربّى على الأدب العالمي، فهو لا ينتمي إلى أي وطن روحي.

إنّه يخلق خارج الزمان والمكان عوالم متخيّلة ورمزية. ومن علائم

أهميته أنّه يقترن في أذهاننا بما هو غريب وبالغ درجة الكمال من

الأعمال الأدبية، فهو قريب حدّ الالتصاق من (كافكا) و(بو)،

وقريب أحياناً من (هنري جيمس) و(ويلز)، ولكنك تجد فيه

(فاليري) دوماً، بسبب ما يتّسم به أدبه من طرح مفاجئ وعرضي

في الظاهر لأطروحاته الفكرية ونقائضها بشكل أطلق عليه الناس

اسم «ميتافيزيقا بورخيس الخاصة».

إنّ مصادر معارفه غير متوقعة ولا تحصى. قرأ بورخيس كلّ

شيء، وخاصة كلّ ما لم يعد أحد من الناس يقرأه: القبلانيين،

إغريق الإسكندرية، فلاسفة القرون الوسطى. إنّ معرفته ليست

من النوع المتعمق، إذ تكفيه منها الومضات الذهنية والأفكار،

)

1964

ولكنّها معرفة واسعة بما لا يقبل الشك). أندريه موروا (

- (يتمتع بورخيس في قارة أمريكا اللاتينية، وبالأخص في

الأرجنتين، إمّا بالاحترام أو بالكراهية. فبالنسبة إلى متبعي مبدأ

الأدب الملتزم يُعتبر فناناً رجعياً غير ملتزم. أمّا بالنسبة إلى الآخرين

فإنّه عبقري الأسلوب، قام بتعليم جيل كامل من روائيي أمريكا

اللاتينية كيف يكتبون بالإسبانية. كما يُعتبر الرجل الذي أعاد

للخيال وضعه المناسب في أدب أمريكا اللاتينية، وذلك بتحرير

القصة من واجب توثيق (الواقع). حتى لو كان بورخيس

محترماً أو مكروهاً، فإنّه الكاتب الذي لا يُمكن تجاهله ببساطة.

فهو مرجع رئيس لأيّ روائي في أمريكا اللاتينية، حتى بالنسبة

إلى أولئك الذين يبغضونه. وكما يقوم بورخيس بدور في القصة

النثرية يقوم سيزار فاليجو ونيرودا بأدوارهما في مجال الشعر). د.

ب . غالغر (أدب أمريكا اللاتينية الحديث)

- (في آثاره خيال مضاعف، خيال العالم الجديد. أمّا مضامينه

فتتخذ نقطة انطلاقها من أنّنا محكومون بالعبثية). كارلوس

فوينتس

- (كان بورخيسأحد كبار الكُتّابفي زماننا، وأحد سادة اللغة

الإسبانية) . أرنستو ساباتو

- (أعتقد بالنسبة إليّ أنّ أهم شيء حاول أن يفعله وينجزه

بورخيس للأدب، يتمثل في تحويل الأفكار الفلسفية الكبرى

للأدب وتذويبها فيه. وهناك على سبيل المثال قصة أحبها كثيراً

وهي «الخرائب الدائرية»، وفيها يقوم بورخيس بتحويل المذهب

البوذي وصهره بالأدب. ثم يجب أن أذكر أنّه كان لبورخيس

تكوين فلسفي واسع وشامل، وأكثر من نصف الكتب التي

تحتويها مكتبته، تقريباً، هي كتب فلسفية ودينية. وهذا أمر طبيعي،

خاصة إذا علمنا أنّ والده علّمه الفلسفة منذ صغره من دون أن

يعرف بورخيس أنّه يدرس الفلسفة. وهذا مهم جداً لأنّه تمّ في

أول تكوينه، كان أساس تكوينه وقاعدته. وأنبّه إلى أنّ خلفيته

الفلسفية بعيدة عن السطحية، بل هي عميقة جداً، وهذا ما يجعل

من أعماله أعمالاً خالدة سوف تبقى وتعمّر طويلاً، لأنّا ليست

مجرّد أعمالحكائية بسيطة وسطحية وساذجة. لقد استطاع بطريقة

خارقة ومتفردة التعمق في إنجازات العقل البشري، وطوّر ذلك

من خلال أسلوبه المتفرد والعجيب في القصة والشعر، وكلّ هذه

الأشياء موجودة في كتاباته ومؤلفاته). ماريا كوداما

- (بورخيس لم يخن نفسه أبداً، ولم تؤثر فيه التحولات

السياسية، لأنّه لم يكن من طينة أولئك الذين يغ ّون جلودهم

ومواقفهم حسب تغير الأحوال، لقد كان عبقرياً يدافع عّ يؤمن

به ويعتقده). ماريا كودما

خورخي لويس بورخيس

أدب وفنون: نقد