Next Page  286 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 286 / 362 Previous Page
Page Background

286

2016 )9(

العدد

سقطت عصا صاحبي من يده فأمرني أن أناوله إياها.

سألته: لم يجب أن أطيعك؟

فأجاب: لأّ ملك.

اعتقدت أنّه مجنون .

وبينما كنت أناوله العصا التي سقطت من يده، كان يتحدث

.)

secgens

بصوت مختلف: أنا ملك «السكجن»(

وأضاف قائلاً: في أغلب المعارك الحامية كنت أقود قومي إلى

النصر، ولكن في ساعة مشؤومة فقدت مملكتي، اسمي أيس من

سلالة أودن.

قلت: أنا لا أؤمن بأودن بل بالمسيح.

استمرّ في حديثه كما لو أنّه لم يكن قد سمعني: أمضيت سنواتي

في المنفى، ولكني ما أزال ملكاً، لأّ أمتلك القرص معي، هل

تريد أن ترى القرص؟

فتح قبضة يده، ولم يكن منشيء فيها ـ بعد ذلكفقط ـ أدركـت

أنّه كان دائماً يطبق يده.

نظر إليّ بخشونة وقال: يجب أن تلمس القرص.

وبتردّد وريبة امتدّت أصابعي لتلمس ما في قبضة يده، شعرت

بوجود جسم بارد ورأيت شيئاً برّاقاً، اليد أحكمت قبضتها، ولم

أقل أيّ شيء، بينما استمرّ الرجل يتحدث بصبر وكأنّه يتحدث

إلى طفل: إنّه قرص أودن وله وجه واحد فقط، في كلّ العالم ليس

ثمّة شيء يمتلك وجهاً واحداً، وطالما يبقى القرص معي سأظل

ملكاً.

سألت الرجل: أهو من الذهب؟

- لا أعرف ...، إنّه قرص أودن.

وهو ذو وجه واحد فقط.

بعد ذلك استبدّ بي الطمع كي أستحوذ على القرص، لو كان

القرصمعي لتاجرت به كسبيكة ذهبية وأصبحت ملكاً.

قلت لهذا المتشرد الذي ما زالتحتى هذا اليوم أكرهه:

في كوخي قد دفنت صندوقاً مليئاً بالنقود الذهبية المتألقة

كالفأس، إذا أعطيتني قرص أودن فسوف تنال هذا الصندوق.

قال بعناد: لا أريد ذلك.

بعد هذا قلت: إذن تستطيع أن تواصل رحلتك.

وإذ أدار ظهره لي، كانتضربة فأس واحدة باتجاه عنقه كفيلة

بأن تجعله ينهار على الأرض، وحالما سقط تراخت يده وانفتحت

لأرى في الهواء ذلك الشيء البراق.

سحبت الرجل الميت إلى الجدول الذي كان يتدفق سريعاً

وعميقاً، وهناك ألقيت بالجثة.

وحين عدت إلى الكوخ بحثت عن القرصولم أجده.

كان ذلك منذ سنواتخلت، وما زلت أبحثحتى الآن .

اعتمدنا في ترجمة القصائد والقصّة القصيرة على الأعمال الآتية:

- Jorge Luis Borges :

- Œuvre Poétique (1925 – 1965).

- Éditions Gallimard, 1970, Paris.

- Les Conjurés.

- Le chiffre.

- Éditions Gallimard, 1988, Paris.

- Le livre de Sable.

- Éditions Gallimard, 1978, Paris.

تقديم وترجمة: حسن الغُرفي

أدب وفنون: نقد