278
2016 )9(
العدد
*
تقديم وترجمة: حسن الغُرفي
-
1
-
تقديـم:
يُعتبر الشاعر والكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس
أحد أهم علامات الإبداع الأدبي في القرن العشرين. تميز مشواره
بإنتاج ثري ومتنوع شمل مختلف مجالات الأدب من شعر وقصة
ودراسات وترجمات.
في بوينس آيريس، تنقل مع أسرته في
1899
ولد بورخيس سنة
عدة مدن وعواصم أوروبية، ومنها جنيف التي مكث بها طيلة
الحرب العالمية الأولى، وأكمل تعليمه الثانويبها، ثم أمضىعامين
.
1921
في إسبانيا، ليعود بعد ذلك إلى مسقط رأسه عام
ظهرت بوادر موهبته منذ فترة مبكرة من حياته، فقد تملكه
شغف قوي بالقراءة، وكان يشعر منذ نعومة أظفاره بأنّ مستقبله
سيزدهر في عالم الثقافة والأدب، ولهذا عكف الطفل قصير النظر
هذا على مكتبة أبيه ينهل منها، وقد قال عنها لاحقاً: (الحقيقة أّ
كبرتُ في حديقة وراء شبكة من حديد، وفي مكتبة ملأى بكتب
إنجليزية لا ُصى)، وأضاف: (إذا سُئلتُ ما الشيء الأكثر اعتباراً
في حياتي قلتُ مكتبة أبي، يحدث لي أن أفكر أّ لم أخرج أبداً من
هذه المكتبة).
وبالفعل لم يغادر بورخيس مكتبة والده إلا إلى المكتبة الوطنية،
حيث عمل مديراً بها لعدة سنوات، وقد واصل القراءة في
الثقافات والآداب العالمية، بما فيها الثقافة العربية الإسلامية،
وفي شتى العقائد والفلسفات، كما انشغل بالكتابة بوصفها توأماً
للقراءة.
خورخي لويس بورخيس
)1986
ـ
1899(
في سن السادسة كتب أقصوصته الأولى «النهر المحترم»، وفي
التاسعة من عمره ترجم كتاب «الأمير السعيد» لأوسكار وإيلد
من الإنجليزية إلى الإسبانية، وكان قد أتقن الإنجليزية قبل لغته
الأصلية عن طريق مربيته وجدّته ذات الأصل البريطاني. ومن
ثمّ تابع قراءاته، فمن «ألف ليلة وليلة» إلى «الكوميديا الإلهية»
و«دون كيشوت»، كما ظلّ يقرأ لكبار المبدعين العالميين من أمثال:
ستيفنسون، كبلينغ، فيرلين، هـ. ج. ويلز، كونراد، إدغار ألان بو،
كافكا، ويتمان، بالإضافة إلى اطلاعه المبكر على أعمال الفلاسفة:
بركلي وهيوم وشوبنهاور، وحفظه عن ظهر قلب جميع قصائد
شيلي وكيتسوسوينبرن. بعد هذا شرع في كتابة قصائده التجريبية
تحت عنوان: «وله
1923
الأولى، إلى أن نشر ديوانه الأول سنة
بوينس آيريس»، أتبعه بحوالي ثمانين كتاباً طيلة حياته الإبداعية،
ومن أهمها:
«ألف»، «خيالات»، «التاريخ الكوني للخزي»، «مديح الظل»،
«كتاب الرمل»، « قصص»، «القمر المواجه»، «دفاتر سان مرتن»،
«تاريخ الأبدية»، «محاضرات»، «تقرير برودي»، «الكائنات
الخيالية»، «الرقم»، «الوردة العميقة»، «المتأمرون»، «قصائد
مختارة»، «متاهات»، «ذهب النمور»، «ما هي البوذية؟»، وغيرها
من الكتاباتالتيتميزتبانفتاحها على فضاءاتأجناسية متنوعة،
بالإضافة إلى ما أنجزه من ترجمات من اللغة الفرنسية والإنجليزية
إلى الإسبانية، وخاصة في مجالات (الشعر والمسح والرواية) .
في الخمسينات بدأ كلّ من تيستور إيبارا وروجير كايوا بترجمة
بعضأعمال بورخيسإلى الفرنسية، وبفضلهما عرفه الوسط الأدبي
الفرنسي، وترجمت كتاباته إلى عشرات اللغات، وكتَب عنه كُتّاب
ونقاد عديدون، تحدثوا عن تجاربه الإبداعية وعوالمه السحرية.
وتهافت المثقفون إلى سماع محاضراته فيجامعات الولايات المتحدة
أدب وفنون: نقد
أكاديمي من المغرب.
*




