Next Page  285 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 285 / 362 Previous Page
Page Background

285

2016 )9(

العدد

12

تحت السقف

لا تُقلّد المرآة

سوى القمر.

13

تحتضوء القمر

وحيد

هذا الظل الممتد.

14

وميضٌ ينطفئ

هو مملكة أو لعلّه

يراعــة؟

15

قمر جـديد

هي تنظر إليـه

من باب آخر.

16

من بعـيد

هل يعرف العندليب

بأنه يواسيك؟

17

اليد العاجزة

ما فتئتتخط بيتَ شعر

إلى حدّ النسيان.

***

ثانياً: قصة قصيرة

القــرص

أنا حطّاب، اسمي لا يهم، والكوخ الذي ولدت فيه ومن الممكن

أن أموت فيه، ينتصبفيحافة الغابة. يقال عن الغابة إنّا تمتد بعيداً

كالبحر الذي يضرب في كلّ أرجاء الأرض، والأكواخ الخشبية

فيها، المشابهة لكوخي تتجه صوب البحر، لم أكن أعرف إن كنت

قد رأيت هذا البحر من قبل، ولم أعرف الجهة الأخرى من الغابة.

عندما كنا صغاراً، تعاهدتوأخي الكبير بأن نقطع كلّ أخشاب

الغابة بحيث لا ندع أيّة شجرة. مات أخي، وما أبحث عنه الآن

وسأظلّ أبحث عنه شيء آخر.

في الجهة الغربية يتدفق جدول كنت أعرف كيف أصطاد

السمك بيدي فيه. في الغابة ثمة ذئاب ...، لكنّ الذئاب لا

تفزعني، ولم تكن فأسي قد خذلتني أبداً. لم أفكر أبداً بعد سنوات

عمري، كنت أعرف أنّا كثيرة. كانت عيناي لا تريان بعيداً.

في القرية ـ حيث لم أعد أجازف أكثر مذ فقدتطريقي ـ عرفت

كرجل بخيل، ولكن أيّة ثروة يستطيع أن يدّخرها مجرد حطّاب؟

أقفلت باب منزلي بالحجارة كي لا ينفذ الثلج إلى داخله.

في إحدى الأمسيات القديمة أصغيت لوقع خطوات منهكة

تقترب، ومن ثمّ سمعتضربات ففتحت الباب ليدخل رجل

غريب، كان شيخاً طويلاً يتدثر ببطانية رثة والفزع يغطي ملامح

وجهه، وبدا كأنّ سني عمره قد منحته الثقة أكثر ممّا أورثته

الضعف، ولكني لاحظت أنّه لا يستطيع المشي دون أن يستند

إلى عصا.

تبادلنا عدة كلمات لا أذكرها الآن، وأخيراً قال: لا وطن لي،

وأنا أنام حيثما تقودني خطواتي، لقد سافرت في كلّ أنحاء هذه

البقعة من أراضي الساكسون، كانت هذه الكلمات شاهداً على

عمره الطويل.

كان والدي يتحدث دائماً عن الساكسون حيث يسميها الناس

الآن إنكلترا.

كان لديّ خبز وسمك، ولم نتفوّه بكلمة واحدة أثناء العشاء.

بدأ المطر يهطل، وبواسطة جلود قليلة أعددت له فراشاً على

الأرض حيث كان أخي قد مات، وحين أقبل الليل كنا قد

استسلمنا للنوم.

كان الفجر قد تنفّس عندما غادرنا الكوخ، وكانت الأمطار قد

توقفت، والأرضمغطاة بطبقة شفيفة من الثلج.

خورخي لويس بورخيس

أدب وفنون: نقد