مجلة يتفكرون - العدد التاسع

74 / 362

ملف العدد: الهمجيّة والحضارة
74
2016 )9( العدد
تأليف إدغار موران
* ترجمة وتقديم الزواوي بغوره
مقدمة:
، يعرف 1921 ) المولود في عام Edgar Morinمنذ الخمسينات من القرن العشرين، والفيلسوف الفرنسي إدغار موران (
حضوراً فكرياً متنامياً، وذلك لما تميز به من ملاحظات دقيقة للوقائع الاجتماعية والقضايا الفكرية الجديدة التي درسها في أعماله العلمية
والفكرية المختلفة، فقد بدأ بدراسة قضية حيوية متعلقة بمصير الإنسان الحي، تلك القضية التي لم يتوقف الإنسان عن طرح السؤال
الإنسان والموت. 1956حولها والبحث عن الحلول لها، ألا وهي قضية الموت، وذلكفي كتابه الصادر عام
وقد ظلّ مرتبطاً بأهم الأسئلة التي طرحها في حينه، وبخاصة العلاقة مع الزمن وطبيعة الإنسان مما دعاه إلى التركيز على العلوم
الطبيعية، وعلى رأسها البيولوجيا في علاقتها بالعلوم الإنسانية. ثم تبعها بدراسة لجانب من جوانب الحياة الروحية للإنسان وهو الخيال،
عاد من جديد إلى مسألة الموت ليناقشها من 1962دراسة حول السينما والإنسان والخيال في كتابه: حياة النجوم. وفي عام 1957فنشرعام
سلسلة من الدراسات السياسية والحضارية والفلسفية، 1965جهة اتصالها بفكرة الزمن، فنشر كتاباً بعنوان: فكرة الزمن. وبدأ في عام
فنشر كتاباً بعنوان: سياسة الإنسان، ليشرع بعد ذلك في تحقيق مشروعه العلمي والفلسفي: المنهج، الذي صدر منه إلى حد الآن ستة
أجزاء.
وبصدور هذه الأجزاء أصبح إدغار موران واحداً من العلماء في العلوم الاجتماعية والإنسانية، وفيلسوفاً من فلاسفة الألفية الثالثة.
وقد شمل مشروعه عدة مواضيع تدل عليها عناوينه؛ منها: طبيعة الطبيعة، وحياة الحياة، ومعرفة المعرفة، وإنسانية الإنسان، ...إلخ.
على أنه من المهم أن نشير إلى أنّ إدغار موران قد نشر على هامش هذا المشروع أعمالاً أخرى أساسية، منها على وجه الخصوص: من
Samiأجل الخروج من القرن العشرين، العلم والوعي، مدخل إلى الفكر المركب، سياسة الحضارة بالاشتراك مع صديقه سامي نيير(
)،...إلخ. بالإضافة إلى اهتماماته الأدبية والشعرية والفنية على العموم، بحيث نشرفي هذا المجال عملاً دالاً بعنوان: حب، وشعر، Nair
.1997وحكمة، في عام
هذا العرض الموجز لأعمال هذا العالم والفيلسوف يبين مدى اتساع وتشعب اهتماماته وفي الوقت نفسه مدى ارتباطها بالإنسان،
وتحليله لمختلف المناحي الكونية والتاريخية والاجتماعية والثقافية المرتبطة به. على أنّ ما يجب التشديد عليه هو أنّ إدغار موران ليسعالماً
وفيلسوفاً فقط، وإنّما هو مناضل سياسي ينتصرلكل القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها قضية فلسطين، كما يناضل من أجل وضع حد
لعنف العولمة الليبرالية، والحفاظ على البيئة والمناخ، وإنجاح الحوار بين الشمال والجنوب.
الحضارة فيسياسة
أكاديمي من الجزائر*