قراءة في مشروع نصر حامد أبو زيد الفكري (1943 ـ 2010)


فئة :  مقالات

قراءة في مشروع نصر حامد أبو زيد الفكري (1943 ـ 2010)

قراءة في مشروع نصر حامد أبو زيد الفكري (1943 ـ 2010)*


1: سيرة نصر حامد

أ- لمحة عن نشأته وتكوينه العلمي

نصر حامد أبو زيد (1943م -2010م) مفكّر وباحث جامعي مصريّ معاصر اختصّ بالأساس في الدراسات الإسلاميّة[1]ولد في قرية قحافة طنطا محافظة الغربية في 10 من جويلية 1943م. حفظ القرآن الكريم وهو طفل وانضم إلى جماعة "الإخوان المسلمين" (1954م)، وهو فتى واتصل بالمتصوفة وتأثّر بهم في الفترة نفسها.

مَنَعَ الفقر وموت الأب نصر حامد من مواصلة الدراسة الجامعية، فاكتفى في البداية بالحصول على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي (1960م) ليواصل بعد ذلك دراسة اللغة العربية وآدابها في كليّة الآداب جامعة القاهرة (1967م)، ومنها تحصّل على شهادة الليسانس (1972م)، وشهادة الماجيستير (1976م)، وشهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلاميّة (1979م).

وقد عمل مدرسا في جامعات القاهرة وبني سويف والخرطوم، وذلك في رتب عديدة (معيد، مدرّس مساعد، أستاذ مساعد، أستاذ)، فأستاذاً زائراً في جامعة "أوساكاOsaka " باليابان خلال الفترة الممتدة من 1985م إلى 1989م.

ب- اتهامه بالإلحاد

قدّم نصر حامد سنة 1993م بحثا جامعيا عنوانه "نقد الخطاب الديني" قصد الحصول على درجة الأستاذية في الجامعة، بيد أنّ رئيس اللجنة العلمية عبد الصبور شاهين (1929م - 2010م) اتّهم في تقريره الباحث بالكفر والإلحاد والارتداد عن الإسلام. وسرعان ما تحوّلت المسألة إلى قضية رأي عام عندما تمّت إحالة نصر حامد على القضاء للتفريق بينه وبين زوجه عملا بمبدإ الحسبة الذي أقرّه الفقه الحنفيّ المعمول به في محكمة الأحوال الشخصية في مصر، وفي 14 جوان 1995م أصدرت محكمة استئناف القاهرة حكم التفريق بحجّة أنّه لا يجوز زواج المسلمة بغير المسلم. [2] ليغادر نصر حامد وزوجه إلى إسبانيا فهولاندا التي تولّى فيها تدريس الفكر الإسلامي في جامعة "ليدن" في منذ 1995م.

ج- الأوسمة والجوائز:

كرّمت مؤسسات أكاديمية وبحثية ودول نصر حامد اعترافا منها بمنزلته العلمية وتقديرا لأعماله التجديدية، ونذكر من أهم الجوائز والأوسمة التي تحصّل عليها:

* جائزة عبد العزيز الأهواني للعلوم الإنسانية جامعة القاهرة 1982

* وسام الاستحقاق الثقافي الجمهورية التونسية 1993

* جائزة اتحاد الكُتّاب الأردني لحقوق الإنسان 1996

* ميدالية "حرية العبادة"، مؤسسة إليانور وتيودور روزفلت 2002

* جائزة مؤسسة "ابن رشد للفكر الحر" معهد فان غوته برلين ألمانيا 2005

د- وفاته

توفي نصر حامد عن عمر ناهز السابعة والستين، وذلك في صباح الخامس من جويلية 2010 بعد إصابته بفيروس غير معروف فَقَدَ معه الوعي أياما قبل وفاته.

2: مؤلّفات نصر حامد

تتكوّن مؤلّفات نصر حامد من كتب ومقالات ومداخلات قدّمها في ندوات ومؤتمرات إلى جانب الحوارات والترجمات ومقدّمات الكتب، وقد تعلّقت جميع كتبه وأغلب مقالاته بقضايا الفكر الديني والتراث والحداثة، وفيها رام بناء رؤية نقدية تجديدية، وذلك بإعادة النظر في التراث الديني من كل جوانبه، وهذا ما يفسّر تعدد المحاور التي ما انفك أبو زيد يراودها في أغلب مؤلّفاته التي خصص جزءا مهمّا منها للنظر في العلاقة القائمة بين الثالوث الآتي: التأويل، الإنسان، المعرفة الدينية.

أ- الكتب

إذا ما تأمّلنا كتب[3] نصر حامد ألفيناها تتصل بمحاور أربعة، وهي قضيّة تكفيره ومفهوم التّراث وآليات القراءة البنّاءة وبنية الخطاب الديني والمفاهيم التي تدور في فلكه (التأويل، النص،....). ففيما يتعلق بالمحور الأول رأى نصر حامد أبو زيد أنّ ما حدث معه يُعدّ مثالا دالا على الصراع القائم بين القوى الرجعية المسيطرة على الخطاب الديني والفكر الحرّ، ولذلك لم يسرد وقائع محاكمته بقدر ما ركّز على طبيعة العلاقة القائمة بين الفكر التقليدي والفكر الحرّ كاشفا عن آليات اشتغال الفكر الانغلاقي الذي يسارع دائما إلى تصفية الخصوم والمخالفين له في الرؤية من خلال التكفير وتحريض الرأي العام باسم الانتصار للإسلام وحمايته دون أنْ يحاول فتح حوار بنّاء مع الفكر المغاير، وفي ذلك دلالة قاطعة على دغمائية الفكر الأصولي، وهو ما عبّر عنه في "التفكير في زمن التكفير ضد الجهل والزيف والخرافة" وكتاب "القول المفيد في قصة أبو زيد."[4] أمّا المحور الثاني ففيه بيّن أنّ التراث اسم جامع لمجالات معرفية متعدّدة، وذلك ما دفعه إلى تنويع مجالات البحث في مؤلّفاته التي ارتبطت بقضايا "اللغة" و"النقد" و"البلاغة" و"العلوم الدينية".

وقد كانت الغاية من تناول تلك القضايا الكشف عن الروابط الخفية بين مختلف الدوائر المعرفية، وهو ما تجلّى في:

* الاتجاه العقلي في التفسير، دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة.

* هكذا تكلم ابن عربي.

في حين يختصّ المحور الثالث بآليات اشتغال الخطاب الديني. وكيف تحوّل الفكر الديني من فكر حرّ إلى فكر منغلق يرفض الانفتاح على الواقع ويسعى دائما إلى كبح جماح العقل البشري من جهة، ومن جهة أخرى حلّل اهتمّ بمحاولات مفكّرين معاصرين أمثال أدونيس وحسن حنفي ومواقف تيارات فكرية مثال اليسار الإسلامي محاولا من خلال تلك الأمثلة الوقوف على مسلمات القراءات المعاصرة التي رامت تفكيك الخطاب الديني محدّدا أسباب فشلها، وذلك في:

* نقد الخطاب الديني

* الخطاب الديني رؤية نقدية

* الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجية الوسطية

* دوائر الخوف: دراسة في خطاب المرأة[5]

* التجديد والتحريم والتأويل

* اليسار الإسلامي: إطلالة عامة

* العنف الأصولي: نوّاب الأرض والسماء (بالاشتراك مع آخرين)

أمّا المحور الرابع ففيه رسم نصر حامد أبو زيد آليات القراءة البنّاءة التي تحرر النصوص والإنسان من سلطة الأوصياء ومن مقالة امتلاك الحقيقة المطلقة، وهي إشكاليات متشابكة حللها في:

* فلسفة التأويل: دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي

* إشكاليات القراءة وآليات التأويل

* الخطاب والتأويل

* النص السلطة الحقيقة: إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة

* دراسات أدبية مفهوم النص دراسة في علوم القرآن.

ب- المقالات

تجاوزت مقالات نصر حامد الخمسين مقالا،[6] وهي تتوزع على النحو الآتي:

- حوالي ثلاثين مقالا كُتب باللغة العربية (نشرها في جرائد ومجلات محكّمة وغير محكّمة مثل فصول المصرية، الكرمل الفلسطينية، الأدب المصرية، الهلال المصرية، مجلة العربي الكويتية، جريدة الحياة اللندنية، ....)

- خمسة وعشرون مقالا كُتب بالأنجليزية صدرت منها خمسة مقالات ضمن الموسوعة القرآنية، إشراف جان ماكليف، دار بريل، ليدن هولندا.

وتتوزّع المقالات إلى ثلاثة أصناف مدار الأول على مباحث لا صلة لها بقضايا الفكر الديني، ويتكوّن هذا الصنف من مقالات ثلاث، وهي:

* أزمة الأغنية المصرية، مجلة الأدب، القاهرة مصر، مج 9، ع 7، 1964، ص ص 406-408.

* الفوازير: وظيفتها وبناؤها اللغوي، مجلة الفنون الشعبية، القاهرة مصر، ع 18، مارس 1978، ص ص 60-66.

* الرؤيا في التراث السردي العربي، مجلة فصول، القاهرة مصر، ديسمبر 1994.

أمّا الصنف الثاني فيُعدّ امتدادا لما ألّف من كتب بالنظر إلى وقوف نصر حامد في تلك المقالات على بعض أعلام الفكر الإسلامي الذين سبق وأنْ تناول بالدرس أفكارهم ورؤاهم في بعض مؤلفاته (محاولة قراءة المسكوت عنه في خطاب ابن عربي، مجلة الهلال، القاهرة مصر، ماي 1992 ،....)،[7]في حين تميّزت مقالات الصنف الثالث بتناول نصر حامد أعلاما ومفكّرين لم يُعرّج على أفكارهم في مؤلّفاته (محمّد شحرور، محمّد جابر الأنصاري، أحمد صادق سعد،...)

3: قراءة في مشروع نصر حامد

إنّ القضية الرئيسة بالنسبة إلى نصر حامد لا تتمثل في كيف نجدّد التراث بقدر ما تتجلّى في إعادة تفسير التراث طبقا لحاجات العصر،[8] ولتحقيق هذه الغاية يتبنّى آليات تحليل الخطاب فيتعامل مع النصوص الدينية باعتبارها نصوصا منتجة للمعنى الكلي.

وفي هذا السياق شدّد على ضرورة الوعي بأنّ جميع النصوص بما في ذلك النصوص المقدّسة هي نصوص لغوية موصولة بالسياقات الاجتماعية والثقافية التي تشكّلت فيها، بيد أنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنّ "إشكاليات القراءة [تتمثل في] اكتشاف الدلالات في سياقها التاريخي الثقافي الفكري، بل تتعدّى ذلك إلى محاولة الوصول إلى المغزى المعاصر للنص التراثي [...فكل] قراءة لا تبدأ من فراغ بل هي قراءة تبدأ من طرح أسئلة تبحث لها عن إجابات [...فـ] طبيعة الأسئلة تحدّد للقراءات آلياتها"[9].

ومن هذا المنطلق اعتنى المشروع النقدي لنصر حامد بطرق قراءة النصوص الدينية بتفكيك بناها وتبيّن مقوّماتها. وذلك بالاستناد إلى المكتسبات المعرفية المعاصرة المُستمَدّة من علوم عديدة منها اللسانيات والسيمولوجيا وتحليل الخطاب... على أنّ أهم مقاربة عوّل عليها في قراءة الموروث الديني هي المقاربة التأويلية التي تُعدّ المقوّم الرئيس في مشروعه النقدي الساعي إلى تجاوز النظرة التقليدية للتراث من خلال إعادة النظر في المسلمات التي حوّلها الضمير الديني إلى حقائق متعالية عن التاريخ.

أ- خصائص التراث الإسلامي وطرق قراءته

رأى نصر حامد أنّ الحقول المعرفية في الثقافة العربية الإسلامية على تعدّدها وتنوّعها تظل موصولة ببعضها البعض تتحكّم فيها بنية فكرية واحدة، فتنوّع مجالات التأليف والتفكير (اللغة، البلاغة، المنطق والفلسفة، علم الكلام،...) لا ينفي وجود جامع بينها، فهي تصدر عن رؤية فكرية واحدة اتخذت لها أشكالا معرفية متعدّدة.[10]

إنّ القراءة الواعية للعلاقات القائمة بين مختلف الدوائر المعرفية المُشكّلة للفكر الإسلامي تؤكّد أنّ الإلمام بخصائصه يقتضي الوعي بالخيط الجامع لمختلف الحقول المعرفية المشكّلة له، فالنحاة المسلمون القدامى (سيبويه، ...) لم يسنّوا قواعد اللغة ولم يضعوا الأسس النظرية للنحو العربي بمنأى عن تأثير المنظومات الدينية (التفسير، الفقه، ...). وكذا الأمر بالنسبة إلى البلاغيين (عبد القاهر الجرجاني، ...) والمتكلّمين (المعتزلة، الأشاعرة، ...).[11]

فالبحث النحوي مع سيبويه أو المبحث البلاغي مع الجرجاني موصول بالمبحث الفقهي وبمباحث علوم القرآن (علم القراءات، ...)، وهو ما يؤدّي إلى القول إنّ ثمّة روابط قوية بين التصوّرات الدينية عن الله والعالم والإنسان وبين تصور القدامى لطبيعة اللغة وعلاقتها بالعالم وبالبلاغة (المجاز).

وفيما يتعلق بهذه المسألة أشار إلى ضرورة الوعي بأنّ الفكر الإسلامي محكوم بسلطة المرجع الثقافي والمذهبي، مرتبط ارتباطا مباشرا بالسلطة السياسية، وهو ما جعل نصر حامد يسعى إلى وضع أسس قراءة علمية تكشف عن خفايا الخطاب الديني وتميط اللثام عن دور السياسي في بناء الفكر الديني ومقالات الأصوليين والمتكلّمين... منبّها على أنّ للأفكار تاريخاً يبيّن أنّ ما قام به القدامى لا يعدو أنْ يكون اجتهادات لابد من تجاوزها، ناقدا بذلك القائمين على المؤسسة الدينية الذين حوّلوا اجتهادات القدامى ومدوّناتهم الفقهية والتفسيرية... إلى نصوص مقدّسة ماحين الحدود الفاصلة بين النص القرآني والنصوص الحواف ساعين إلى التوحيد بين الفكر والدين بإلغاء المسافة التي تفصل بين الذات والموضوع، وبهذا الشكل نصّب الفقهاء والدعاة والوعاظ أنفسهم أوصياء على الدين يكلمّون الناس بلسان الله. وذلك كي يتحكّموا في العباد باستعارة سلطة دينيّة مطلقة مقدّسة ينكرها النصّ القرآنيّ ذاته، وهي ممارسة تؤدّي إلى إلغاء المسافة المعرفيّة بين الذات الباحثة في النصّ القرآنيّ وموضوعها. ومن مظاهر ذلك رفع اجتهادات السلف أمثال الشافعي (ت204هـ) إلى منزلة القرآن الكريم ومحاولة إسقاطها على حياتنا الراهنة بكلّ ملابساتها ومستجداتها ومتغيّراتها، وفي ذلك "إهدار للبعد التاريخي".[12] فالارتباط العضويّ بين "التوحيد بين الفكر والدين" و"اليقين الذهنيّ والحسم الفكريّ" ينتهي إلى محو المسافة التاريخيّة الفاصلة بين واقعنا وواقع السلف، وما يؤكّد ذلك اعتماد الخطاب الديني آلية الإسقاط المتمثّلة في ردّ جملة من المفاهيم المعاصرة مثل الديمقراطيّة والبرلمان إلى مبدأ الشورى....

ب- الخطاب الديني وتقديس المنجز البشري

عدّد نصر حامد أسباب انغلاق الفكر الإسلامي ومظاهره مؤكّدا أنّ التيارات الدينية على اختلاف ألوانها ما انفكّت تتلاعب بالنص القرآني وبالمقدّس خدمة للسياسي الذي يسعى إلى الإبقاء على الأوضاع الاجتماعية والسياسية بما يُلائم حاجته، وذلك باستخدام الدين حجّة دامغة تضمن ولاء العامة وانصياعها لصاحب السلطان، فالدين من هذا المنظور سلطة رمزية مؤثّرة في حيوات المؤمنين وسلوكياتهم ومواقفهم، وفي هذا المستوى أشار الباحث إلى تقاطع المصالح بين السياسي والفقيه ... وللمحافظة على تلك المصالح التي تقوى في ظل انتشار ثقافة الاتباع تمّت الدعوة إلى اجترار مواقف القدامى وتبني آرائهم، فإذا بالأخذ بما أقرّوه من أحكام واجب على كل مؤمن، فالسلف هم المثال والنموذج الذي عرف ماهية الدين وسلك أفضل الطرق للتقرّب إلى الله، وهي صورة مشرقة يقابلها موقف سلبي من الواقع والتاريخ.

إنّ المقلّد يرفض الانخراط في التاريخ ويتجاهل قضايا الواقع المعيش بالانغلاق على الآفاق التي حدّدها القدامى، وهو بذلك يؤكد جهله بالعلاقة الجدلية القائمة بين النص والتاريخ وما يترتب عليها من إقرار بأنّ الدين تجربة حيّة استمرارها مرتبط بقدرة المؤمنين على تجديد العلاقة بين النص المقدّس والواقع. ذلك أنّ "النصوص الدينية تحيا أو تموت بحسب إقبال المؤمنين بها عليها أو بحسب إعراضهم عنها."[13]

فالفكر الديني القديم لم يع العلاقة التفاعلية بين الواقع والنص المقدّس الذي اختُزل في أحكام ونواه ثابتة يجب الامتثال إليها، في حين أنّ النص المقدّس شأنه شأن جميع النصوص يعبر عن واقع مخصوص، ويمثّل غياب هذا الوعي - في تصور نصر حامد - أهم العوائق التي تحول دون إقامة الإنسان قراءة بنّاءة ومتجدّدة مع القرآن الكريم الذي حُوّل إلى مجموعة من الأوامر والنواهي فبدلا من أنْ يكون منشئا للواقع أصبح بفعل المتكلّمين باسم الله نصّا مكبّلا للإنسان، وهو ما تجلّى في إقرارهم مبدإ "لا اجتهاد مع النص".

وقد لاحظ نصر حامد أبو زيد أنّ مفهوم النص في التراث الإسلامي لا يحيل على المعنى المُتداول في الفكر الديني الإسلامي. فالخطاب الدينيّ المعاصر من منطلق الدعوة إلى "الحاكميّة" حمّل "النص" دلالات لا صلة لها بما تواضع عليه القدامى الذين جعلوا النص دالا على كل خطاب يحمل معنى واحدا واضحا، على حين أنّ القرآن الكريم حفل في تقديرهم بالمتشابهات والأمور المجملة ممّا جعل منه نصا مجازيا نحتاج لفهمه إلى إقامة علاقة تفاعلية بينا (القرّاء) وبينه.

ج- النص، القراءة، التأويل

إنّ النص القرآني في تقدير نصر حامد شأنه شأن أيّ نصّ آخر قُدّ من لغة مخصوصة تعبّر عن المجتمع المُشكّل له، وبهذا المعنى فالنص القرآني "منتج ثقافي" أي أنّه تشكل في الواقع الجاهلي خلال عشرين سنة (تقبّل الرسول محمّد للوحي)، وفي ذلك تقويض للطرح التقليدي المهيمن على الفكر الإسلامي القائل بأنّ للنص وجودا ميتافيزيقيا غيبيا سابقا لوجوده في عالم الشهادة.

وبخصوص هذه المسألة حرص الباحث على التمييز بين بين مصدر النص وطبيعة النص، فأنْ يكون القرآن الكريم وحيا إلهيا فإنّ ذلك لا ينفي عنه أنّه نص بشري بالنظر إلى أنّ الوحي قد تأنس عندما تجسّد في اللغة والتاريخ، مما يجعل "القرآن الكريم" محكوما بجدلية الثبات والتغيّر، فالنصوص ثابتة في المنطوق مُتحركة مُتغيّرة في الدلالات، فالقول بألوهية مصدر النص لا ينفي واقعية محتواه، ولا ينفي انتماءه إلى البشر، وعلاقته الجدلية مع الواقع.

لقد انطلق نصر حامد في فهم لماهية "النص" من مقدمة مؤدّاها أنّ النص صنو الواقع الذي نشأ فيه، ذلك أنّ اللغة لا تكون مفارقة لثقافة الجماعة المُستخدمة لها، وبناء على ذلك ذهب إلى أنّ النظر في النص القرآني يقتضي الإلمام بنظام اللغة العربية ومنظومة القيم والأعراف والتقاليد الجاهلية.

كل النصوص لا تعدو أنْ تكون امتدادا للظاهرة الثقافيّة الخاصة بكل منظومة دينية أو ثقافية، ومن شأن اللغة المجازية التي تشكّلت منها تلك النصوص أنْ تجعل العالم متحرّكا غير ثابت (التأويل). فأصالة النصوص تُقاس بقدرتها على احتوى الرؤى المختلفة مما يعطى حياة للنص. فالمشكلة الرئيسة عنده تتمثّل في كيفية تفاعل الإنسان مع النص، ذلك أنّها لا تحمل دلالة نهائية، وهو ما يجعل البحث في أُحادية المعنى أضغاث أحلام لا قيمة له معرفيا من منطلق أنّ النص الذي ينص على الحقيقة ينتهي بانتهائها.

وفي هذا المستوى يشير نصر حامد إلى أنّ فهم النص يتحدّد في ضوء الإلمام بمنطلقات فعل القراءة وثقافة القارئ وانتماءاته الفكرية... فالقراءة هي إنتاج للنص على هيأة جديدة، وهو ما عبّر عنه الإمام علي بن أبي طالب (ت 35هـ) بقوله إنّ القرآن "خطّ مسطور بين الدّفتين لا ينطق بلسان[...] وإنّما تنطق عنه الرّجال."[14]

وبهذا المعنى فإنّ النص بما له من وجود (المنطوق، المكتوب) ينطوي على مجموعة من التعابير المجازية الرمزية، تجعل من القارئ (المفسر، ...) مُنتِجًا للنص أي المعنى وفق ثقافته ورؤاه ومواقفه، وهو ما يعني أنّ كل قراءة تظلّ قراءة مُمكنة من بين قراءات أخرى، وهو بذلك يجعل القراءة الفاعلة قراءة قابلة للتجدد والتغيّر مُتحرّرة من قيود امتلاك الحقيقة وأحادية المعنى مخرجا بذلك النصّ الدينيّ من دائرة التأويل والتأويل المضاد وفق مصالح المؤولين وانتماءاتهم الإيديولوجيّة.

لا بدّ من قراءة القرآن الكريم في ضوء المنهج العلميّ الموضوعيّ الذي يقيم للمعطيات التاريخيّة وللأحداث التي ينجزها الإنسان أهمية واضحة تنزع عن النصّ القرآنيّ كلّ أشكال الخرافة والأسطورة بما يعيد الاعتبار للعقل، فالنصّ القرآنيّ حثّ الإنسان على العمل والأخذ بالأسباب والفعل في التاريخ واعتماد العقل ورفض الكهنوت الذي أسس له الخطاب الدينيّ المنغلق عندما ادعى أنّه وحده الذي يمتلك الحقيقة الإلهيّة من خلال فهم جوهر النصّ القرآنيّ ومقاصده فهما مطلقا.

لا يُوجد في تصوّر نصر حامد فَهْمٌ مطلق، فالنصوص عندما لا تعدّد معانيها تنتهي، ولذلك يحثّ الباحث الفكر الديني على تجاوز القراءة الأحاديّة إلى رحاب القراءة المنفتحة التي لا تقتل النصّ القرآنيّ ولا تسقط من اعتبارها الشروط التاريخيّة الحافّة ببعض الأحكام الواردة فيه.

عمل نصر حامد في جميع مؤلّفاته على تخليص الفكر الديني من سلطة الأوصياء بتبيّن الطابع الأيديولوجي الذي سيطر - وما يزال - على الفكر الديني، ذلك أنّ "كل الخلافات الاجتماعية (الاقتصادية، السياسية، الفكرية) بين الجماعات المختلفة في تاريخ الدولة الإسلامية كان يتمّ التعبير عنها من خلال اللغة الدينيّة في شكلها الأيديولوجي."[15]

4: القراءات النقدية

تنوّعت القراءات النقدية التي تناولت أعمال نصر حامد بالتحليل، وما ميّز تلك القراءات اختلافها في مستوى المسلمات وطرق النظر، فبحوث نصر حامد لقيت رفضا من المؤسسة الدينية القائمة في مصر، وهو ما أدّى إلى كثرة الدراسات والكتب التي هاجمت نصر حامد من منظور جدالي تقليدي، وفي المقابل سعت جماعة أخرى من الباحثين إلى الوقوف على خصائص مشروعه وتقييمه اعتمادا على حس نقدي علمي أكاديمي.

وبناء على ذلك فإنّ الدراسات الناقدة لمؤلّفات نصر حامد انطلقت - وما تزال - من مرجعيات فكرية متباعدة، ومن أهم القراءات النقدية التي سعت إلى إنصاف الباحث قراءة كل من "حسن حنفي" في "حوار الأجيال" وقراءة "علي حرب" الذي يُعدّ - في تقديرنا - أكثر النقّاد موضوعية في تقييم مشروع نصر حامد. وقد تطرق حرب إلى مشروع نصر حامد في أكثر من موضع ومن زوايا مختلفة، ونخصّ بالذكر الفصل الموسوم بـ "نصر حامد أبو زيد: خطاب يناهض الأصولية ولكنّه يقف على أرضها"[16] من كتاب النص والحقيقة (الجزء الأوّل): نقد النص والفصول الثلاثة الأخيرة من كتاب "الاستلاب والارتداد: الإسلام بين روجيه غارودي ونصر حامد أبو زيد"، ففي البحث الأوّل عمل علي حرب على تفكيك بنية الخطاب النقدي لنصر حامد. وقد أدّى النظر في هذا الخطاب النقدي إلى اكتشاف تناقضات عديدة تحكم فكر نصر حامد، ومن أهم مظاهر التناقض انطواء خطاب الباحث على تلفيق منهجي[17] تجلّى في "القول من جهة بأنّ الإيمان بالوجود الميتافيزيقي للنص يطمس إمكانية فهمه العلمي والقول من جهة ثانية (كذا) بأنّ الإيمان بمصدره الإلهي لا يتعارض مع إمكانية تحليله وفهمه"،[18] وهو في رأي علي حرب اجترار لمواقف القدامى، وفي ذلك دلالة واضحة على أنّ مشروع نصر حامد قليل الجدّة والطرافة، فالبحث في مفهوم جديد للنص ادعاء معرفي لا وجود له، أمّا في مستوى مرجعيات الخطاب فثمّة استعمال لافت للانتباه للمعجم الماورائي الغيبي، وفي ذلك مفارقة عجيبة، ذلك أنّ نصر حامد ما انفكّ ينادي بتحرير الخطاب الديني من هذه اللغة، وبهذا المعنى كان نصر حامد أبو زيد أصوليا يسعى إلى التستّر عن حقيقة مواقفه، فهو أصولي في بنية التفكير علماني في مستوى المصرّح به.[19] أمّا في كتابه "الاستلاب والارتداد" فقد تتبّع حرب الطرق التي استعملها نصر حامد في تناول إشكاليات النص الديني وآليات اشتغال الخطاب الديني وأهم مصطلحاته، فانتهى إلى أنّ الباحث بدلا من الحفر في أس الخطاب الديني راح يمارس "لاهوت التنوير" اللاهوت التقدمي العلماني لتحرير الإسلام وأهله من الاستبداد الكهنوتي وإرهاب العقل، وفي هذه القراءة سعى حرب إلى كشف البعد الأيديولوجي المتحكّم في فكر نصر حامد، وهي مفارقة من نوع خاص، ففي أغلب أعماله ما انفكّ يبيّن الخلفيات الأيديولوجية التي سيّرت الخطاب الديني، دون أن يتفطّن إلى أنّ المرجعية الأيديولوجية المتحكّمة في خطابه النقدي جعلته يتخذ مواقف رجعية (نقد الزركشي)،[20] أدت في أغلب الأحيان إلى التضحية بالنص وإهدار كينونته".[21]

يضاف إلى ذلك أنّ النظر في إشكاليات الحرية، ... تمّ التعامل معها من منظور تقليدي لا يختلف في شيء كثير عن منطلقات التيارات الرجعية التي وجّه لها سهام نقده اللاذع. أمّا فيما يتصل بالمفاهيم والمصطلحات التي قام عليها مشروع نصر حامد النقدي فإنّ أغلب دارسي مؤلّفاته قد أشاروا إلى الالتباس الذي حفّ بأغلب المفاهيم التي اعتمدها، فمفهوم النص الذي يُعدّ المفهوم الرئيس اتخذ عنده دلالات مغايرة للمرجعيات التي انطلق منها (تحليل الخطاب).[22]

وفي المقابل لاحظ "حسن حنفي" جمع نصر حامد بين تصوّرين مختلفين معرفيا (المنزع العقلي/ المنزع الصوفيَ)، وفي هذا الجمع دلالة واضحة - في تقدير حنفي - عن عجز الباحث عن "إيجاد الوَحدة العضوية بين المعتزلة وابن عربي بين التراث القديم والتراث الغربي...".[23]

لقد أقام نصر حامد أبو زيد مشروعه النقدي على ثنائيات واضحة، وقد كان واعيا بما يفصل بينها، بيد أنّ إيمانه بأنّ الثقافة الإسلامية على اختلاف نظمها المعرفية ظلّت منظومة متداخلة الأبعاد هو ما شرّع له الاشتغال على مجالات تبدو في الظاهر متباعدة، ولكن المتأمّل في بعض مؤلّفاته يكتشف أنّ اهتمامه ببعض الحقول المعرفية لاسيما التصوّف يعود إلى أسباب شخصية (النشأة)، وفيما يتصل بهذه المسألة نتساءل عن الحدود التي وضعها نصر حامد للتمييز بين الذاتي والموضوعي في التعامل مع خطاب وجداني عطّل العقل وألغاه أو قلّل من شأنه.

إنّ مواقف الباحث من تجربة محيي الدين بن عربي تكشف عن إعجاب واضح بالتجربة الصوفية، تجلّى في تخصيص كتابين ومقال للنظر في تصوف ابن عربي، ونقدّر أنّ مأتى هذا الاهتمام ما كان للتصوف في نفس نصر حامد من منزلة تشكّلت أيام الطفولة في طنطا.[24] فإذا بالخطاب النقدي عنده ينطوي على أبعاد ذاتية عاجز - في تقدير بعض النقّاد - عن التحرر من مسلمات الفكر اليساري أثناء قراءة الخطاب الديني،[25]فإذا به يقع في أدلجة الخطاب وهو ما حذّر منه واعتبره سمة مميزة للخطاب الديني المنغلق.

تعددت مجالات نقد مشروع نصر حامد فاتصلت بعض النقود بمسلمات الباحث وتعلقت أخرى بالمقاربات التي اعتمدها والمفاهيم التي وظّفها (النص، ...) وأهداف مشروعه، على أنّ ما يلفت الانتباه في جميع ما كُتب اختلاف الآراء في قيمة هذا المشروع فلئن كان عند البعض مشروعا نقديا جريئا فإنّ البعض الآخر رأى فيه مشروعا أصوليا لا يضيف شيئا. وأيا يكن الأمر فإنّ ما يُحسب لنصر حامد طرق أبواب مجالات بحثية ظلّت موصدة قبله بمقاربات جديدة قطعت مع السائد مقدّمة تصورا جديدا لماهية الفكر الإسلامي والخطاب الديني بعيدا عن النزعة الدوغمائية.

5: قائمة ببليوغرافية ببعض ما كُتب عن نصر حامد[26]

- بن زين (رشيد): نصر حامد أبو زيد: التفسير القرآني من النقل إلى التأويل ضمن كتاب المفكّرون الجدد في الإسلام، تعريب حسّان عبّاس، سلسلة معالم الحداثة، دار الجنوب للنشر، تونس 2009.

- حبّ الله (حيدر): الدرس القرآني وتجاذبات المناهج قراءة في علوم القرآن عند الدكتور نصر حامد أبو زيد، الموقع الرسمي لحيدر حب الله http://hobbollah.com/articles/ اُسترجع في تاريخ 30 جوان 2014.

- حديد (أسماء): في تاريخية النص القرآني عند نصر حامد أبو زيد، إشراف عبد الغني بارة، (رسالة ماجيستير/ بحث مرقون)، جامعة فرحات عبّاس سطيف، الجمهورية الجزائرية، 2010.

- حديد (أسماء): تاريخيّة النص القرآني في خطاب نصر حامد أبو زيد التنظيري (المفهوم والمرجع)، مجلة الكوفة، جامعة الكوفة العراق، عـدد الأول السنة الثالثة، شتاء 2014.

- حرب (حرب): النص والحقيقة (الجزء الأول): نقد النص، المركز الثقافي العربي، ط1، الدار البيضاء/ المغرب بيروت لبنان، 1993.

- حرب (علي): الاستلاب والارتداد: الإسلام بين روجيه غارودي ونصر حامد أبو زيد، المركز الثقافي العربي، ط1، الدار البيضاء المغرب /بيروت لبنان، 1997.

حنفي (حسن): الفصل الثاني عشر من كتاب "حوار الأجيال"، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، القاهرة مصر، 1998.

زمرد (فريدة): أزمة النص في مفهوم النص عند نصر حامد أبو زيد، مطبعة أنفو برانت، فاس المغرب، (د ت).

الشربجي (محمّد يوسف): مفهوم النص عند نصر حامد أبو زيد عرض ونقد، مؤتمر التعامل مع النصوص الشرعية عند المعاصرين، كلية الشريعة في الجامعة الأردنية، 4/5/6 نوفمبر 2008 http://fr.scribd.com/doc/92531561 اُسترجع في تاريخ 30/06/2014.

- عمارة (محمّد): التفسير الماركسي للإسلام، دار الشروق، ط 2، القاهرة مصر، 2002.

- قويسم (إلياس): إشكاليّة قراءة النصّ القرآني في الفكر العربي المعاصر: نصر حامد أبو زيد أنموذجا: بحث مرقون لنيل شهادة الدراسات المعمّقة بالمعهد العالي لأصول الدين جامعة الزيتونة (تونس)،1998-1999 تاريخ المناقشة جويلية 2000، رقم الحفظ بالمكتبة ح 331.

- قويسم (إلياس): استبدال هوية النص القرآني من القداسة إلى التاريخيّة: نشر بموقع الملتقى الفكري للإبداع في 04-03-2009 http://www.almultaka.net/index.php اُسترجع في تاريخ 30 /06/2014.

- قويسم (إلياس): الفكر العربي المعاصر ومحاولات دنيوية النصّ القرآني، أعمال المؤتمر الدولي الأوّل: القراءات المعاصرة للقرآن الكريم، 19-20-21 أفريل 2011 كلية شعيب الدكالي - الجديدة - المغرب.

- النيلي (العالم سبيط) (1956م-2000م) فصل "ذاتيات" ضمن كتاب "بين الانغلاق الديني والنشاز الثقافي"، المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، بيروت لبنان، 2008.

- وحدة البحث اتصال العلوم وانفصالها في الثقافة العربية: كلية الآداب والعلوم الإنسانية سوسة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (تونس): المشروع العقلاني العربي في فكر "نصر حامد أبو زيد" و"محمد أركون" و"محمد عابد الجابري" ندوة دولية أيام: 3 و4 و5 مارس 2011.

- يوبي (عبد السلام): المسكوت عنه في نقد نصر حامد أبو زيد لآليات الخطاب الديني: قراءة تحليلية نقدية، إشراف الأستاذ عبد القادر بو زيده (شهادة الماجيستير بحث مرقون) جامعة مولود معمري تيزي وزو كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الأدب العربي، الجمهورية الجزائرية 2011.


* هذا البحث مستل من مشروع بحثي بعنوان "أعلام التجديد في الفكر الإسلامي"، أشرف عليه الدكتور بسام الجمل في إطار مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.

[1] نشير إلى أنّ نصر حامد قد اهتم في مقالات عديدة بالأغنية المصرية وبالإنتاج التلفزي وبالسرد العربي القديم... راجع الموقع الرسمي لمؤسسة نصر حامد أبو زيد للدراسات الإسلامية http://www.abuzaidislamic.org/abuzaid_/Nasr_new/ اُسترجع في تاريخ 30 جوان 2014

[2] اُنظر تفاصيل القضية في الملحق الوثائقي من كتاب التفكير في زمن التكفير ضد الجهل والزيف والخرافة، مكتبة مدبولي، ط 2، القاهرة مصر، 1995، من ص 262 إلى ص 400. وكتاب "القول المفيد في قضية أبو زيد"، مكتبة مدبولي، ط 1، القاهرة مصر، 1996

[3] اكتفينا بعناوين الكتب دون الإحالة على الطبعات ودور النشر بالنظر إلى تعدد الناشرين والطبعات، ولعله من المفيد في هذا المقام الإشارة إلى صدور الأعمال الكاملة لنصر حامد عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود والمركز الثقافي العربي، 2014

[4] تولّى نصر حامد في هذا الكتاب جمع الآراء الصادرة عن أهم المفكرين والصِحافيين المصريين من قضية تكفيره.

[5] نشير إلى أنّ هذا الكتاب على جميع المقالات التي كوّنت كتاب "المرأة في خطاب الأزمة".

[6] لم نحص المقالات التي أعاد نشرها في بعض مؤلّفاته (إشكاليات القراءة وآليات التأويل، نقد الخطاب الديني، النصّ السلطة الحقيقة: إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة، الخطاب والتأويل، ...).

[7] نشير في هذا المقام إلى أنّ جميع كتب نصر حامد أبو زيد قد نُشرت دون خواتم، ونحسب أنّ المؤلّف قد تعمّد ذلك ليؤكّد أنّ مواضيع كتبه تحتاج إلى قراءات أخرى تجلّى بعضها في المقالات التي حرّرها.

[8] حمزة (محمّد): إسلام المجدّدين، سلسلة الإسلام واحد ومتعدّدا، إشراف عبد المجيد الشرفي، رابطة العقلانيين العرب ودار الطليعة للنشر والتوزيع، ط 1، بيروت لبنان، 2007، ص 37

[9] أبو زيد (نصر حامد): إشكاليات القراءة وآليات التأويل، المركز الثقافي العربي، ط 7، الدار البيضاء المغرب/ بيروت لبنان، 2005، ص 6

[10] المصدر نفسه، ص 5

[11] هذا التصوّر هو سبب كثرة المباحث والكتب والفصول والمقالات التي أفردها نصر حامد أبو زيد للنظر في إشكاليات المجاز (عند المعتزلة/ إشكاليات القراءة...) ومفهوم اللغة وعلاقتها بالأنظمة الدلالية.

[12] أبو زيد (نصر حامد): نقد الخطاب الديني، المركز الثقافي العربي، ط 3، الدار البيضاء المغرب/ بيروت لبنان، 2007، من ص 46 إلى ص 61

[13] أبو زيد (نصر حامد): الخطاب والتأويل، المركز الثقافي العربي، ط1، الدار البيضاء المغرب / بيروت لبنان، 2000، ص 264

[14] ابن أبي طالب (علي): نهج البلاغة، تقديم محمّد عبده، مراجعة وتحقيق علي أحمد حمّود، المكتبة العصرية، صيدا لبنان، 2005، ج 2، ص 187، وهو قول مأثور استند إليه نصر حامد أبو زيد في أكثر من كتاب ومقال ليؤكد دور الإنسان في بناء معاني النص القرآني.

[15] أبو زيد (نصر حامد): الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجية الوسطية، مكتبة مدبولي، ط 2 (منقحة)، القاهرة مصر، 1996، ص 11

[16] حرب (حرب): النص والحقيقة (الجزء الأول): نقد النص، المركز الثقافي العربي، ط1، الدار البيضاء/ المغرب بيروت لبنان، 1993، من ص 199 إلى ص 220

[17] المرجع نفسه، ص 209

[18] المرجع نفسه، ص ص 209-210

[19] حرب (حرب): النص والحقيقة، (سبق ذكره)، ص 218

[20] حرب (علي): الاستلاب والارتداد: الإسلام بين روجيه غارودي ونصر حامد أبو زيد، المركز الثقافي العربي، ط1، الدار البيضاء/ المغرب وبيروت لبنان،، ص87 وما بعدها.

[21] حرب (علي): نقد النص، (سبق ذكره)، ص 216

[22] زمرد (فريدة): أزمة النص في مفهوم النص عند نصر حامد أبو زيد، مطبعة أنفو برانت، فاس المغرب، (د ت).

[23] حنفي (حسن): حوار الأجيال، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، القاهرة مصر، 1998، ص 511

[24] أبو زيد (نصر حامد): هكذا تكلم ابن عربي، الهيأة المصرية العامة للكتاب، القاهرة مصر، 2002، ص ص 10-16

[25] عمارة (محمّد): التفسير الماركسي للإسلام، دار الشروق، ط 2، القاهرة مصر، 2002

[26] عديدة هي الكتب والمقالات التي ألُّفت حول نصر حامد أبو زيد، وهي متنوّعة (مقالات رقمية، بحوث جامعية، كتب، مقالات ندوات، ...)، وهي تتوزّع على أصناف ثلاثة فهي إمّا تأليفية نقدية (حسن حنفي، علي حرب) أو هي تبحث في إشكالية مخصوصة تتعلق بالمنهج أو بالمفاهيم.... (حيدر حبّ الله، ...) أو هي تروم تأكيد كفره وإلحاده انطلاقا من رؤية دينية من جهة، ومن جهة أخرى نشير إلى أنّنا لم نحل على المقالات والبحوث التي لم يتسن لنا الاطّلاع عليها (آسيا المخلبي، إبراهيم الكيلاني، ...) والأعمال التي سعى أصحابها إلى مهاجمة نصر حامد من منظور جدالي لا يستند إلى أسس علمية (محمّد جلال كشك، رفعت فوزي عبد المطلب، إسماعيل سالم، ...) أو تلك التي اتصلت بقضية تكفيره اتصالا مباشرا (محمّد سليم العوّا..)