قضايا معاصرة في فلسفة الدين حوار مع الفيلسوف تشارلز تاليافيرو
فئة : حوارات
قضايا معاصرة في فلسفة الدين
حوار مع الفيلسوف تشارلز تاليافيرو
تمهيد:
يُعدّ الفيلسوف تشارلز تاليافيرو (Charles Taliaferro) من أبرز فلاسفة الدين المعاصرين، ومن أكثرهم اهتمامًا بقضايا الدين وسُبل تبسيطها لتصل إلى عامة الناس، بمختلف طبقاتهم الاجتماعية، باعتبار أن الدين يمسّهم بشكل مباشر. فرغم عمق اللغة الأكاديمية وتحليلاتها للدين، فإنها لا تستطيع أن تتجاهل أو تعزل دور العامة والسياسات الخاصة للدولة في تشكيل فهمها الديني. فلطالما اعتقدنا أن الدين هو الذي يوجّه الشعوب، لكن الواقع يُبيّن أن العكس هو الصحيح في الغالب؛ فالشعوب، سياسيًا واجتماعيًا، هي من تصوغ دينها وتُوجهه حسب ما يناسبها. فالدين في العراق، على سبيل المثال، يختلف في مفاهيمه وأسسه وحتى بديهياته عمّا هو عليه في السعودية أو سوريا أو تركيا، رغم قرب هذه الدول جغرافيًا. فكيف سيكون الأمر مع شعوب أبعد جغرافيًا وثقافيًا؟!
كل دولة تفسّر الدين، أو حتى تُعيد إنتاجه، وفق منطلقات حكمها السياسي، باعتباره قيمة أولية تؤطّر مفاهيمه. وهذا ما كشفته الفلسفة حينما وضعت الدين على طاولتها التشريحية، فأعطته مجالًا من الحرية، كي تعيد تأويل ثوابته، وتُعيد تعريف مفاهيمه وتراثه بأسس جديدة تتطوّر مع الزمن.
ونظرًا لأهمية قضايا الدين المعاصرة في مجتمعاتنا العربية، وتأثيرها العميق على الحياة الوجودية- من الجسد إلى الإله- فإن من الضروري مواكبة هذه التغيرات بإعادة صياغة التراث الديني، بل حتى النظر في الكتب الدينية ذاتها، بوصفها إرثًا سياسيًا وتاريخيًا مرّ بتحولات ومنعطفات متعددة عبر الزمن والمكان.
ولكي ينعكس هذا الحراك الفكري على ذات الإنسان ومعتقداته، أيًّا كانت، لا بد من طرح الأسئلة الفلسفية الكبرى، التي لا تنتهي إلا بانتهاء وجود الإنسان ذاته.
يأتي هذا الحوار مع الفيلسوف تشارلز تاليافيرو كتجربتي الثالثة في محاورة الفلاسفة والمفكرين، بعد تجربتين سابقتين مع نعوم تشومسكي ورونالدو مونك، أعتبرها محاولات لمدّ جسور المحبة والفضول المعرفي، ولتأسيس حوار منظم وعميق.
بدأت علاقتي بأفكار تاليافيرو عام 2023، عندما قرأت أحد كتبه الفلسفية، وطلبت منه رسميًا الإذن بترجمته إلى العربية. وقد رحّب بالفكرة بحرارة، مؤكدًا أن أغلب كتبه تُرجمت إلى لغات عدة باستثناء العربية. وبالفعل، أنجزت الترجمة، وأبدت إحدى دور النشر في بغداد اهتمامها الجاد بنشره. وكان هذا الحوار ثمرة لتلك الترجمة.
في هذا اللقاء، طرحت على الفيلسوف عددًا من القضايا المعاصرة ضمن سياق فلسفة الدين، مثل: الذكاء الاصطناعي، الأقليات الجنسية (LGBTQ+)، داعش، المفهوم المعاصر للإله، والتطرّف الديني الإسلامي.
وقد اتفقنا على نشر هذا الحوار بشكل مجاني، ولم أجد أفضل من مؤسسة "مؤمنون بلا حدود" لتكون منصةً له.
آمل أن يُسهم هذا الحوار في إغناء حقل فلسفة الدين، وأن يُسلّط الضوء على جوانب جديدة من فكر تشارلز تاليافيرو، تُقدَّم للعربية لأول مرة.
نبذه عن الفيلسوف:
فيلسوف أمريكي متخصّص في فلسفة الدين، يشغل منصب أستاذ الفلسفة في كلية سانت أولاف. من أبرز أعماله: الوعي وعقل الإله، الدليل والإيمان: الفلسفة والدين منذ القرن السابع عشر، الفلسفة المعاصرة للدين، حوارات حول الإله، فلسفة الدين: دليل المبتدئين، وهو المؤلف المشارك في كتاب الطبيعانية.
شارك في تحرير الطبعة الأولى من كتاب بلاكويل المصاحب لفلسفة الدين، وكذلك الطبعة الثانية من فلسفة الدين، والروحانية الأفلاطونية في كامبريدج، والرفيق في كامبريدج للاهوت الفلسفي المسيحي.
كما كان محررًا لمجال "فلسفة الدين" في موسوعة الفلسفة (ماكميلان)، وهو عضو في الهيئات التحريرية لعدد من المجلات الفلسفية المتخصصة، من بينها: الدراسات الدينية، وصوفيا، وبوصلة بلاكويل الفلسفية، والمجلة الفصلية الفلسفية الأمريكية.
"يدافع تاليافيرو عن ثنائية الجوهر Substance Dualism))"(2).
عندما أقرّ تشارلز هارتشورن (Charles Hartshorne)(3) صراحةً، كنتيجة لمبدأ الوجود الإلهي في كل مكان، بأن العالم هو جسد الله، تردد بعض الفلاسفة في قبول فكرة التجسيد الإلهي كاستنتاج مباشر للحضور الإلهي الشامل.
وفي هذا السياق، يشير تشارلز تاليافيرو، رغم تأييده للتفسير الشامل لفكرة الحضور الإلهي في كل مكان، إلى أن الأفعال الأساسية التي يقوم بها البشر "قد تنطوي على عوامل جسدية ووظيفية شديدة التعقيد... [بما في ذلك] العديد من الأحداث العصبية وحركات العضلات، بينما لا يوجد مثل هذا التعقيد الجسدي عند الله".
ويضيف تاليافيرو أن هذه المباشَرة في أفعال الله هي تحديدًا السبب الذي يجعلنا نقول إن "العالم لا يعمل كجسد لله بالطريقة التي تعمل بها أجسامنا المادية".
لذلك، يبدو أن من الممكن تبنّي صيغة من التفسير التقليدي لفكرة الحضور الإلهي في كل مكان، من دون الحاجة إلى استنتاج أن العالم هو جسد الله..(4)
ولعلّ التبرير الأكثر شيوعًا للاعتقاد الديني يرتبط بحدوث الخبرة الدينية أو بالأهمية التراكمية لشهادات أولئك الذين يدّعون خوضها. وفي سياق توحيدي، تستند هذه الحجة إلى حقيقة أن عددًا كبيرًا من الناس أفادوا بشعورهم بوجود الله.
لكن، هل تُعدّ هذه الشهادات دليلًا على وجود الله؟ جادل تاليافيرو بأنها تمثل دليلًا مشروعًا، في حين رأى آخرون أنها لا تُشكّل دليلًا كافيًا.(5)
ألقى تاليافيرو محاضرات في جامعات أكسفورد، وكامبريدج، ونيويورك، وكولومبيا، وبرينستون، وسانت أندروز (اسكتلندا)، بالإضافة إلى عدد من الجامعات في الصين، وروسيا، والبرازيل، وألمانيا، والنمسا، وغيرها من الدول.
وقد تُرجمت كتبه وأبحاثه إلى عدة لغات، من بينها الروسية، والصينية، والبرتغالية، والألمانية، والفارسية، والكورية، والإسبانية، والتركية.
نص الحوار(6):
حسام جاسم: مرحباً دكتور، أشكرك على إتاحة هذه الفرصة لي للحوار معك. أنا سعيدٌ جدًّا. هذه بعض الأسئلة المُلِحّة في الوقت الراهن، والتي تحيط بنا وببلدي تحديداً. آمل أن تُجيب عنها، وسيُنشر هذا الحوار مجاناً، وسيكون متاحاً على الإنترنت للجميع.
تشارلز تاليافيرو: شكرًا لك.
حسام جاسم: ما الذي تقدمه لنا فلسفة الدين اليوم في ظلّ الذكاء الاصطناعي وتقنيات ما بعد الإنسانوية التي تريد نوعًا ما تجريد الإنسان من السلطوية الدينية التي لم تعد تقدم خارطة طريق لمستقبل الإنسان سوى الألم والصراعات السياسية التي يحتضنها الدين؟
تشارلز تاليافيرو: هذا معقد. أقترح أن جميع ديانات العالم تقريبًا تعترف بأن البشر ليسوا آلات، حيث يعترف معظمهم بحقيقة التجارب الواعية، مثل اللذة والألم والفكر والرغبة والحب والكراهية والخير والشر.
بالطبع، ستقدم الديانات الإبراهيمية وجهة نظر للوعي البشري والإلهي بخلاف الهندوسية على سبيل المثال، لكن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى هي آلات، وفي رأيي، سيكون من غير المعقول، مع التعقيد والالتباس الإضافي، أن تتمكن هذه الآلات من تحقيق الفكر الواعي والخيال الأخلاقي والديني.
قد تتم برمجتها لكتابة الصلوات والتأمل، لكن هذا يختلف تماماً عن الآلات التي تصلّي وتفكر، حيث تقدم الأديان في جميع أنحاء العالم خرائط طريق تسعى (بطرائق مختلفة جدًّا) إلى توجيه الأشخاص إلى الخلاص والتنوير والسلام.
نعم، هناك صراع، ولكن في أفضل حالاتهم، أعتقد أن معظم الأشخاص المتدينين، الذين لم ينجرفوا إلى الانقسام السياسي والعنف، يسعون للسلام كهدف لهم.
حسام جاسم: هل الدين (religion) والتدين (religiosity) وفلسفة الدين (philosophy of religion) ثالوث موحد؟ ما الفاصل بينهما؟ وكيف أتفلسف في دين منغلق يرفض الفلسفة أو يعتبرها كفرًا؟
تشارلز تاليافيرو: مصطلح "الفلسفة" مشتق من الكلمتين اليونانيتين "philo" (حبّ) و"sophia" (حكمة). فعند وجود تعارض بين الدين والفلسفة، لا يُنظر إلى الفلسفة عادةً على أنها حبّ الحكمة، بل على أنها نوع من العلمانية (secularism) العدائية، التي تكون إلحادية ومعادية بشدة للدين.
أعتقد أن الفلسفة التي تُمثل حب الحكمة لها دورٌ ثريٌّ ومتوافق مع الدين، شرقًا وغربًا.
حسام جاسم: نعاني في العراق كما في بلدان ما يسمى الشرق الأوسط (تسمية سياسية) من التطرف، وقد قاوم العراق داعش وانتصر عليه، ما الرؤى التي يقدمها فيلسوف الدين للحد من التطرف الديني أو الأصولية الراديكالية للإسلام؟
تشارلز تاليافيرو: سؤال ممتاز. إن ما فعله الفلاسفة من سقراط وأفلاطون إلى الكندي وابن طفيل، إلى كونفوشيوس هو إنشاء مواقع للحوار، ومساحة آمنة لازمة لإجراء نقاش منفتح وللتعليم. لذا يجب أن يكون مثال الفيلسوف والمؤرخ الإسلامي العظيم البيروني (الذي عاصر ابن سينا العظيم) نموذجًا لنا اليوم، فقد تفاعل مع أشخاص من ديانات عديدة وعاملهم باحترام وتقدير. لا يريد المتطرفون تبادلات منفتحة وحرة وغير متحيزة، حيث يمكن القول إن التطرف، مثل الفطر، ينمو بشكل أفضل في الظلام.
حسام جاسم: كيف ترى نهاية الدين بعد موت الإله هل هو موت لفلسفة الدين أيضًا؟
تشارلز تاليافيرو: فكرة أن الإله قد مات - المرتبطة في الغرب بنيتشه (Nietzshe)، ولكنها تعبير استخدمه هيجل (Hegel) وإيمرسون (Emerson) - هي الرأي القائل إن الإيمان بالإله لم يعد خيارًا قائمًا، فلسفيًّا وثقافيًّا. لكن هذا يتعارض مع الكم الهائل من الدفاعات الإيجابية والبناءة عن الإيمان بالإله على الصعيدين الدولي والثقافي. لقد شاركتُ في تحرير كتاب "دليل الإيمان بالله" وموسوعة من أربعة مجلدات مع ناشري روتليدج ووايلي-بلاكويل، وأؤكد لك أن قضية الألوهية -وكذلك القضية ضدها- لم تكن قط أكثر حيوية من الآن.
حسام جاسم: الصراع الديني غالبًا ما يخفي صراعًا اقتصاديًّا وسياسيًّا لأجل السلطة وأعتقد أن الدين في جذوره الأصلية سلطة سياسية واقتصادية قبل أن تكون دينية، بل كل ما هو ديني هو سياسي، ما رأيك في سلطة الدول الدينية التي تعتمد الدين كمشرع لحكم الناس؟
تشارلز تاليافيرو: أقترح أنه إذا كنا نعني بالسياسة مجالًا للتنسيق والتواصل والاستقرار المدني، في مقابل الفوضى دون أيّ حوكمة أو نظام سياسي مدني، فمن الصعب تصور كيفية ظهور الممارسات الاقتصادية (التجارة، وليس السرقة فقط) وكذلك الإتيقا والدين. أتفق على أن دور الدين مهم في السياسة، وقد يُشكل في بعض الحالات أساسًا للحياة السياسية.
حسام جاسم: الإله مفهوم غامض منذ وجود الإنسان، يفسر عبر الحضارات والأديان بطرائق مختلفة، وأعتقد أنه بعدما أدرك الإنسان وجوده المحدود المقصي بالفناء اختلق إلهه الخاص كنسخة منه تقاوم حدود العالم الطبيعي الذي يحيط به وزرع بداخلها كل الخوارق التي عجز عن تحقيقها، فأوجد الإله من العدم كمفهوم. هل تعتقد أن احتياجنا إلى الدين هو احتياجنا إلى ثورة على الذات؟ وأن الدين لا يقدم علاقة ما بين الإنسان والإله، بل علاقة بين الذات وصراعها للتمرد على وجوديتها؟
تشارلز تاليافيرو: يبدو اقتراحك مشابهًا لرأي فيورباخ (Feurerbach)، الذي اعتقد أننا خلقنا الإله أو مفهوم الإله، بدلًا من أن الإله خلقنا وخلق الكون.
أحترم فيورباخ وأعتقد أن وجهة نظره يجب أن تؤخذ على محمل الجد. ولقد تبناها كارل ماركس Karl Marx))، كما يفعل العديد من الماركسيين اليوم. وكما ذكرتُ سابقًا، أعتقد أننا جميعًا بحاجة إلى اتخاذ البيروني نموذجًا لنا. لم يكن يؤمن أن الهندوسية دين، لكنه عمل بجد وإنصاف لفهمها بتعاطف. وقد نختلف أنا وأنت حول الألوهية وطبيعة الدين، لكننا نحتاج إلى منبر مفتوح للنقاش. وهذا أحد أسباب امتناني الشديد لدعوتكم لي إلى هذه المقابلة لتبادل الأفكار بحرية.
حسام جاسم: ما الذي يمكن أن تقدمة فلسفة الدين لأجل الأقليات الجنسية (+LGBTQ)، والتي لا تزال علاقتهم شائكة أو عليها تحفظات (في الإسلام مثلاً قد تصل إلى حد القتل)؟
تشارلز تاليافيرو: سؤال ممتاز. لقد بذلتُ جهدًا كبيرًا لاكتشاف العلاقة بين ممارسة فلسفة الدين وممارسة الفلسفة. وفي إحدى المجلات الحديثة، سعى البروفيسور بول ريزونر (Paul Reasoner) إلى تعزيز احترام المهاجرين في الولايات المتحدة، وشجع على إصلاح السجون، داعيًا سجينًا للكتابة عن ممارسة الفلسفة في السجن. لم نتطرق إلى الأقليات الجنسية، لكننا نأمل أن يتناول فلاسفة الدين هذه المسألة في المستقبل.
حسام جاسم: كيف يمكننا التقدم نحو الأمام دون نقد منظومة الدين المركزية (على وجه الخصوص الأديان الإبراهيمية) ودون إصلاح للنصوص التي تقتل الآخر أو تلغيه وتعدّ مقدسة لا يمكن المساس بها، بل تؤول إلى أكثر من تأويل، لذا هل نقد الأديان يشكل مدخلاً للانفتاح على فلسفة الدين؟
تشارلز تاليافيرو: سأختتم حديثي بالإشارة، مجددًا، إلى أن الفلسفة كحب للحكمة تختلف تمامًا عن تعريفها بشكل ضيق بأنها مُركّزة على السيطرة والعداء للدين. لذا آمل أن نجد، بروح البيروني، مساحة أكبر للتسامح والتبادل الحر، بل وحتى حب الحكمة.
حسام جاسم: سعيدٌ جدًّا، الإجاباتُ غنيةٌ بتطلعاتٍ مستقبليةٍ نحو السلام والانفتاح على الآخر. أُقدّرُ ذلك كثيرًا، لك جزيلَ الشكرِ.
تشارلز تاليافيرو: شكرًا لك على هذه الأسئلة الثرية والمهمة، أنا في الخدمة، مع أطيب التحيات.
الهوامش:
1. حسام جاسم/ كاتب مستقل من العراق.
2. ثنائية الجوهر (Substance Dualism)/ عند ديكارت وأتباعه، خلاصتها أن الإنسان مكون من جوهرين متميزين: جسم مادي وعقل لا مادي. وعند الفيلسوف الأسترالي فرانك جاكسون، تفترض ثنائية الجوهر وجود صورة ثانية غير مادية من الواقع. ويكون الجسد والروح في تلك الصورة، عبارة عن جوهرين مختلفين.
3. تشارلز هارتشورن (Charles Hartshorne)/ (1897- 2000) فيلسوف أمريكي، انشغل بفلسفة الدين والميتافيزيقا. طوّر هارتشورن الفكرة النيوكلاسيكية عن الله، وأسهم بنموذج برهاني للتدليل على وجود الله، مطورًا الحجة الأنطولوجية للقديس أنسلم. يشتهر أيضًا بتطوير فلسفة الصيرورة لألفريد نورث وايتهيد إلى لاهوت الصيرورة.
4. راجع، Edward Wierenga. (2023). Omnipresence. Retrieved from https://plato.stanford.edu/entries/omnipresence/
5. راجع، Charles Taliaferro. (2023). Philosophy of Religion. Retrieved from https://plato.stanford.edu/entries/philosophy-religion/
6. تم إجراء الحوار بتاريخ 8 مارس 2025.