ماذا نقصد بـ: مذكر/ مؤنث؟

فئة :  ترجمات

ماذا نقصد بـ: مذكر/ مؤنث؟

ماذا نقصد بـ: مذكر/ مؤنث؟

سيكون من المبالغ فيه الادعاء بتقديم خلاصة للنقاشات التي أجريت حول مفهوم ''الجندر'' أو بوضع جدول شامل وموضح لكل التعريفات التي تقترح ضمن تخصص تصل فيه الإحالات إلى عشرات الآلاف.[1]

سأقتصر إذن، على الانكباب فقط على تحديد التضارب الكبير الحاصل بين المنظور الأنثروبولوجي المقارن والمنظور التاريخي الذي أدافع عنه، والذي يؤسس لكل المنظورات الأخرى. يتعلق الأمر بالتعارض الذي يوجد بين تحديدين كبيرين للمفهوم: ''الجندر كخاصية هوياتية للأشخاص Le genre comme attribut identitaire des personnes و''الجندر'' كمحدد لشكل العلاقات الاجتماعية Le genre comme modalité des relations sociales.

يتفق الجميع بأن مفهوم ''الجندر'' يعني التمييز بين ذكر/أنثى، كما نكتبه عامة، وكما فعلت أنا من خلال وضع خط مائل. لكن، ماذا نقصد ب ذكر/أنثى؟ هذا ما يمنح معنى للنقاش المفهومي: يتعلق الأمر باقتراح تعريف دقيق لكل تلك التصورات ولهذا التمييز، بمجرد أن نتفق على طبيعته الاجتماعية لا البيولوجية. إن الخط المائل يظهر الطابع النسبي للمصطلحات (لا يمكن طرح المصطلحات قبل تحديد العلاقة) غير أن هذا الطابع النسبي يختفي في غالبية التحليلات لصالح التعارض بين مقولتين لكل منها خصائصها الجوهرية التي لا يتردد بعض الكتاب في تحويلها إلى هذه الأسماء: المذكر «Le masculin» من جهة والمؤنث «Le féminin» من جهة أخرى.

''الجندر'' كهوية للأشخاص Le genre comme identité des personnes

نفهم نسيان هذا الطابع النسبي (المقولات الجنسية) إذا عدنا إلى أصل الاستخدام المعاصر لمصطلح ''الجندر''. إذا كان صحيحاً أن نجاحه الثقافي يدين إلى حقيقة تداوله في العلوم الاجتماعية عام 1970، فما نجهله غالبا هو أن تلك العلوم الاجتماعية قد استعارت المصطلح سابقا من علوم أخرى: المعارف (ومعرفة الذات) الإكلينيكية.

بمناسبة النقاشات التي أجريت حول التحول الجنسي في الستينيات من القرن الماضي، والتي طرحت في أمريكا بين أطباء الغدد الصماء والأخصائيين في علم الجنس، والأطباء والمحللين النفسانيين حول الدراسات الإكلينيكية للجندر Genders cliniqics، تم طرح تصور "الجندر" في مقابل الجنس، والذي حصل فيه على تحديد مبتكر. هذا هو التعريف الذي قدمه المحلل النفساني Robert Stoller الذي يعد من بين المبتكرين للمعنى الجديد لمصطلح ''الجندر''. يقدم لهذا المفهوم: ''إن للجندر إيحاءات سيكولوجية وثقافية أكثر من كونها بيولوجية. إذا كانت المصطلحات الخاصة بالجنس هي: ذكر (male) وأنثى (femelle)، فإن المصطلحات المتطابقة مع "الجندر" هي: مذكر (masculin) مؤنث (féminin)، هذين الأخيرين يمكن أن ينفصلا بشكل كلي عن الجنس (بيولوجي). [...] يتعلق "الجندر" بمقدار الذكورة أو الأنوثة التي نجدها في الشخص الواحد، أو بوجوده بشكل مختلط لدى العديد من الكائنات الإنسانية، الذكر الطبيعي هو الذي يتوفر على بشكل واضح على احتمال للذكورة والأنثى الطبيعية هي من تتوفر على احتمال قوي للأنوثة''.[2]

إن جدة هذا التحليل لا تكمن في تصورات الذكورة أو الأنوثة التي تم اقتباسها للمرة الثانية من التفكير التقليدي حول ''صفات'' الفرد، ولكن من حقيقة كون هذه الصفات تم إعادة تحديدها بوصفها نتاجا لشرط ثقافي، ولبصمة empriente هذه الأخيرة على الطفل. يدقق Stoller كون أن الصور النمطية للسلوك stéréotypes قد تم استبطانها عبر الفرد كاعتقادات وإحساسات. إن الطفل يستمد tire هذه المعتقدات:

''إن السلوكيات الأبوية، على وجه الخصوص في الطفولة، تلك التي يتم تبنيها إلى حد ما من قبل المجتمع، يتم انتقاؤها من قبل Les personnalités idiosyncrasiques الشخصيات التفاعلية. وبالنتيجة، فإن هذه المعتقدات ليست بحقائق أبدية؛ إنها تتعدل عندما تتغير المجتمعات. جندي-أمريكي يحمل شعرا طويلا ويشعر بكونه مذكر masculin، وآخر بروسي يعلن تأكيده لرجولته من خلال شعر قصير. إن الذكورة لا تقاس بحجم طول الشعر، ولكن من خلال الاعتقاد الذي يحمله الشخص حول الشعر القصير أو الطويل المرتبط بالذكورة''.[3]

نرى إذن، أن مفهوم "الجندر" هنا قد تم بناؤه على ركيزتين اثنتين: يرتبط الأول بالتعرض المؤسس بين الجنس البيولوجي والجندر السيكولوجي/الاجتماعي للفرد. ويرتبط الثاني بتعريف كل من الجنس والجندر كعلامات لهويات خاصة بمكونين مختلفين للشخص، أناه من جهة (تمنحه هوية خاصة بالجندر) وبجسده من جهة أخرى (تمنحه هوية خاصة بالجنس).

إن مفهوم "الجندر" كهوية للشخص مختلق هنا، وسيمتلك لواحق هائلة، ويبدأ بشكل تدريجي نحو تغذية العديد من الجدالات. هل يمكن أن يكون الجسد محددًا قبل المجتمع ولا يمتلك "الجندر"؟ من أين يأتي "الجندر" إذا كان مفروضا علينا من الخارج على الأنا الداخلية؟ هل يتطابق مع واقع نفسي ما، أم إنه عبارة عن بناء محض للغة؟ ألا تمتلك الأنا جندرًا أصيلاً Authentique يكون أكثر عمقاً من الجندر الذي يأتي مما هو سوسيو ثقافي؟ لماذا هناك فقط نوعين من الجندر وليس ثلاثة؟ لماذا لا نعثر على هويات ذات صلة بالتحول الجندري trasgenres أو الكويير queer (الشذوذ) في مقابل هويات الجندر الذكوري أو الجندر الأنثوي؟ إن الإطار المشترك لكل هذه النقاشات هو تصور ''هوية الجندر d’identité de genre''، والذي من خلاله يقترح كل واحد تأويله الخاص. نرى إذن، إلى جانب التطرف الظاهري لبعض المقاربات التفكيكية/الهدامة approches déconstructionnistes، أن هناك مسلمة تم الإبقاء عليها، والتي تتفق بخصوصها جميع المقاربات المنبثقة عن المفهوم النظري للجندر والمشكل خارج المجادلات السيكولوجية لسنوات الستينات: إنها مسلمة اعتبار الجندر محددا لهوية الأشخاص. إنها المسلمة التي تمت إعادتها اليوم للتساؤل من قبل أولئك الذين عرفوا كيف يعودون إلى مجتمعات أخرى، وثقافات أخرى، وحتى إلى ثقافاتنا هنا والآن. هنا يظهر التحديد الاخر لمفهوم "الجندر" كمحدد للعلاقات الاجتماعية.[4]

"الجندر" كمحدد للعلاقات الاجتماعية

لم تبدأ مناقشة الصلة بين مفهوم "الجندر" والتصورات حول الشخص بشكل فعلي إلا مع نهاية الثمانينيات من القرن الماضي في العلوم الاجتماعية، وبشكل أدق في الأنثروبولوجيا، عندما اتخذت الأعمال الاثنوغرافية للمجتمعات البعيدة مسافة بينها مع المقاربة الهوياتية "للجندر" (سواء تعلق الأمر بالذكر، الأنثى، الكوير، التحول الجندري) من خلال تبيان أنها تقوم على وجه الخصوص على تصور ثنائي concept dualiste غربي وحديث للشخص.

إن هذا النقاش بعيد عن أن يكون مغلقا، لكن العديد من الأعمال الآن، والتي تحدد "الجندر" كمحدد للعلاقات الاجتماعية تسمح الآن وبشكل مسبق بإدراك التغيير الأساسي الذي يمثله "الجندر". إن هذا المعنى/التحديد يقر ببعد معقلن بالمقارنة مع النزعة المركزية الاجتماعية الغربية والحديثة للتصورات حول "الجندر"، بالعودة على وجه الخصوص إلى التقليد الموسياني لأنثروبولوجية تاريخية مقارنة. إن هذه المقاربة غير معروفة بشكل كبير وليست أكثر جدة، ومن وجهة نظري أكثر إقناعاً وواعدة باكتشافات جديدة في المستقبل مقارنة بالسابقة سأعمل على تطويرها بإسهاب بالاعتماد بشكل ملائم (علما أنه ليس عادلا بالنسبة إلى باقي الأعمال الأخرى) على عملين اثنين للأنثروبولوجيا. سأحتفظ بهما لإسهاماتها ذات الدلالة القوية très significatif في ما يتعلق بنظرية الجندر كمحدد للعلاقات الاجتماعية.

ستراتيرن: جندر الهبة Le genre du don والسؤال الأول حول الشخص

في عام 1988 تم نشر كتاب The gender of Gift[5] لـ Marilyn Strathern، زعزع بعمق إثنوغرافية التمييز ذكر/أنثى في المجتمعات المسماة بالمجتمعات الكونية؛ وذلك ليبين لنا أن الفكرة التي لدينا حول القطيعة بين مملكة الطبيعة ومملكة الثقافة ليس له أي معنى: إن المجتمع يشارك بشكل كوني، تارة يكون فيما هو طبيعي وتارة أخرى فيما هو روحي، والذي يقوم بتجميعه بشكل يفضي إلى مقاربة أخرى للتمييز وللعلاقة بين الإنساني وغير الإنساني. إن الأنثروبولوجي المختص بدراسة سكان Hagen بمرتفعات غينيا الجديدة، يعترض في هذا الكتاب على مفهوم "الجندر" "كجنس اجتماعي" للفرد، والذي تم تداوله في السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا الأنكلوساكسونية بدءا من أواسط السبعينيات. كما أشرت في هذه المقاربة الخاصة "بالجندر" – سواء تعلق الأمر بالمحتوى الذي نمنحه له، أو بالأسباب التي نفكر في العثور عليها – تم اعتبار الجنس الاجتماعي ''كصفة جوهرية للأشخاص''[6]، مكون هوياتي للفرد. هكذا وضع ستراتيرن تحديدًا يقوم بشكل مضمر على التصور الغربي للشخص ككل مغلق حول نفسه comme un tout clos sur lui-meme. إن هذا التصور غير قابل للنقل إلى المجتمعات المالينزية، حيث يتم اعتبار الشخص فيها ككائن مشكل عبر علاقاته. ذكر و/أو أنثى ليست بصفات للأشخاص، بشكل أقل تؤلف هوية جوهرية لهم، ولكن نماذج للعلاقات ذاتها. من هنا يأتي عنوان كتاب ''Le genre du don''. إنه يشير إلى أن طموح المؤلف هو أن يبين أن ''الهبة'' ''don'' نفسها لها "جندر" (مجنس sexué[7]) والتوصل إلى تصور مجدد renouvelée له، يشكل امتدادًا للمقالة المشهورة حول ''الهبة'' لمارسيل موس.

إن هذا المؤلف غير المترجم إلى الفرنسية بدأ في كونه معروفا خارج دائرة إثنولوجيا عائلات المجتمعات الكونية sociétés sociocosmiques. يمكن اعتباره جزءا من أنثروبولوجيا نسوية مجددة بشكل عميق عبر نقد المركزية الاجتماعية الغربية. إن النظريات النسوية الكلاسيكية (ومن ضمنها الراديكالية) لا تسمح بحسب Stratherne بفهم الأفعال، التمثلات، قيم المجتمعات التقليدية، مادامت هذه النظريات تأخذ كمرجع كوني تصوراتنا الغربية الحديثة للرجل والمرأة. لكن هذه التصورات تفترض اعتبار الشخص مشكل من جسد ممنوح بجنس معين ومن أنا ممنوحة بجندر ما: إن الانقسام الثنائي للهويات الجوهرية الذكرية أو الأنثوية، سواء كانت من الجنس أو من "الجندر"، تترك بذلك خارج الحقل الدراسة السوسيولوجية للأفعال والعلاقات. هذه الهويات الجوهرية من المفترض أن تكون ذات تأثير بسيط، بحيث تكون أسبابها هي الهويات النفسية المكتسبة من خلال القوالب النمطية "للجندر" ''stéréotypes de genre''. من هنا يأتي سؤالين كبيرين. ماذا إذن عن فاعلية الفرد agentivité، وعن قدرته على التصرف بمفرده، وهل يجب علينا على وجه الخصوص أن نعتبر أن الفرد لا يمتلك القدرة على التصرف في المجتمعات التقليدية، حيث تكون القيمة العليا هي قيمة العلاقات؟ أليس من الخط البحث عن تفسير في نهاية المطاف للاختلافات القائمة بين الجواهر (الروحية والجسدية)، في حين أن التمثلات المالينزية للجواهر ذاتها هي متعددة القيم، أحيانا ذكورية وأحيانا أنثوية، وترمز في الواقع بشكل دائم إلى العلاقات؟ إن نقد النظريات البنيوية ل Françoise Héritier حول التكافؤ الاختلافي بين الجنسين la valence déférentielle des sexes متجذر هنا، ويمكن تقديمه كخطاطة على النحو التالي: بينما يقول لنا Françoise Héritier: ''تحت العلاقات، يتم إدراك الجواهر'' يقول في مقابل ذلك Strathern Marylin: ''تحت الجواهر، يتم إدراك العلاقات''.

لقد أثار كتاب The Gender of the Gift نقاشًا كبيرًا حول الطريقة التي بها نحلل البدايات الذكورية في مالينزيا بدءًا من الأعمال الأولى ل Gilbert Herdt[8]، بالإحالة على التقسيم الثنائي ل رجال/نساء ولفرضية ''هوية الجندر''. إن غرضي ليس للدخول في نقاش المختصين، ولا الالتزام بتحليل لكتاب غني ومعقد مثل كتاب The Gender of the Gift. سأكتفي بالإشارة إلى ثلاثة مقترحات رئيسة يمكن استخلاصها منها من أجل القيام بتأمل عام حول "الجندر". لا يمكن فصل سؤال الجندر عن التصورات حول الشخص، والتي تختلف من مجتمع لآخر بالرجوع إلى كوسمولوجيتها ونظام معانيها. لا شك في أن الجهل بهذه النقطة الحاسمة هو ما أدى إلى ترسيخ مركزية اجتماعية صلبة للفكر الغربي حول الجندر باعتباره صفة جوهرية للأشخاص.

لوصف المجتمعات التي تعتبر فيها أن العلاقات تشكل الأشخاص، لا يمكن إرجاعه إلى تفكير ثنائي للعلاقات رجال/نساء يتأسس في التحليل النهائي على الاختلاف الجنسي التناسلي ذكر/أنثى، حتى لو كان ذلك بسبب أن علاقات الجنس الواحد، تعود بشكل لا مفكر فيه من خلال هذا البناء، ليست أقل أهمية، ولا أقل اجتماعية، ولا أقل جندرية من العلاقات للجنس المقابل. إن هذين الشكلين من العلاقات يشكل نظاما ويوجد في كل شيء، ويغطي جميع مجالات الحياة الاجتماعية وليست فقط الجنسانية أو عملية الإنجاب.

إن علاقة مجنسة sexué أيا كانت لا يمكن أن تكون مفهومة إذا قمنا بعزلها بغير نظام من سلسلة من العلاقات المجمعة مع بعضها البعض. نأخذ على سبيل المثال علاقة ''الهبة'' بين المعطي للخنزير والمعطى له داخل الخدمات الكلية المالينزية. إن هذه العلاقة على ما يبدو هي لنفس الجنس (ذكوري)، لكنها لا تأخذ معناها وقيمتها إلا لأنها تقوم بتجميع العلاقات الأخرى التي ترجعها ممكنة بشكل تراتبي، شبيهة على سبيل المثال بعلاقة الجنس المعارض sexe opposé بين الزوجة - التي ربت هذا الخنزير - والزوج، علاقة زوجية يمثل فيها الزوج المعطي والذي ''يعطي ليرى'' في الهبة التي أقامها.[9]

[1] من بين الخلاصات التي يسهل الوصول إليها، ينظر:

M.Mariani (dir.), Femmes, genre et sociétés, l'état des savoirs, Éditions La Découverte, Paris, 2005. Et aussi, I. Théry et P. Bonnemère (dir.), Ce que le genre fait aux personnes, l'EHESS, Paris, 2008.

[2] R. Stoller, Recherches sur l'identité sexuelle, trad. française de M. Novodorski, Gallimard, Paris, 1978, p. 28

[3] Ibid., p. 31

[4] سنعثر على تحليل معمق لهذين التصورين حول الجندر في:

I. Théry et P. Bonnemère, Ce que le genre fait aux personnes, op.cit.

[5] Strathern M., The Gender of the Gift, University of California Press, Berkeley, 1988.

[6] Ibid., page 135

[7] أترجم مجندر gendred بـ "جنسي sexué" وليس بالمصطلح الجديد "genré" الذي يبدو بدون معنى. لدينا في الفرنسية صفتين اثنتين، جنسي sexué وجنساني sexuel، والذي لا تتوفر عليه اللغة الإنجليزية؛ إنه إحدى الميزات التي تزخر بها لغتنا بوضوح.

[8] Herdt G. H., Gardians of the Flutes: Idioms of Masculinity, Mc Graw- Hill. Gilbert, New York, 1981. Herdt a travaillé directement avec Stoller à l'élaboration de la notion d'identité de genre. Cf. Stoller R., Masculin ou féminin?, coll. Le fil rouge, PUF, Paris, 1989, chap. 11, pp. 307-338

[9] من أجل عرض موجز للتحليل العقلاني لماغيلين ستراتيرن Strathern Marilyn يمكن الرجوع إلى:

Alfred Gell, "Strathernograms, or the Semiotics of Mixed Metaphors", in Gell A., The Art of Anthropology, Ath- lone Press, London, 1999, pp. 29-75