أبعاد قضية "المس بالمقدسات": الإبداع والحرية كنقيضين للمقدس


فئة :  مقالات

أبعاد قضية "المس بالمقدسات": الإبداع والحرية كنقيضين للمقدس

بعاد قضية "المس بالمقدسات":

الإبداع والحرية كنقيضين للمقدس[1]

د. حسين طه محادين

الغاطس التحريمي والتكفير

في البدء كانت أم العلوم "الفلسفة"؛ ولأنها الأم، فهي الجذر الرطب والولود على الدوام؛ فمنها ومعها ولد السؤال الشغِف الثاقف والساعي بالعلم وأدواته لترويض دورة الطبيعة ومعرفة ماهية الإنسان المتمرد بأسئلته وإبداعاته على السائد الفكري، بعيداً عن سلطة الدين وتفسيره لهما كجزء من منظومة التربية العقلية القامعة للآخر الجديد المتجاوز، أو النازع للتفكر والتجديد المُختلف في آن. فمنذ عصور النهضة الأوروبية بما تفردت به من روح المغامرة والرغبة في التجدد والاكتشاف، سعت الفنون الإبداعية تماماً كما الحال عند العلم والفلسفة ذاتها إلى التحرر من الأديان واستبعاد المقدس عموماً، وصولاً إلى الدنيوي المعيش والجميل من حريات للتعبير والإجهار بالإبداع في شتى الصنوف؛ إلا أن سطوة الإمبراطورية الرومانية مثلاً مارست تقييداً وإخماداً نهائياً لحرية الخطابة والتعبير الشعري تكفيراً لهما كإبداع. وما موقف الكنيسة الرومانية في تحريم الأيقونات وتحطيمها؛ وتحريمها لتصور "تخييل" السيد المسيح والعائلة المقدسة إلا محطة تراكمية لجذور التنافر والتحريم بين الإبداع وسطوة المقدس. وكذلك حصل في الحضارات الصينية والإسبانية وغيرهما.

أما إسلامياً، فقد تميز الشعر ديوان العرب بـ "رقي الشيطان" مثلما وُصف أيضاً بـ "كلاب الجن"، وما قيام حركة طالبان بتحطيم تماثيل بوذا إلا موقف صراعي مُضاف على الاحتراب بين الديني وتحرر الإبداع. ولم يكتف خليفة الله العربي المسلم على الأرض كمقدس بشري اختطف المقدس نحو أهوائه في استبعاد أي آخر غيره بمحاربة الإبداع المادي كأحد مكونات الثقافة التنويرية والجمالية، وإنما تمدد بسطوته إلى تكفير الأفكار الموازية له والمناوئين له كذلك عبر حرقه لكتبهم، لا بل وحرق المكتبات كمراجل مستدامة لبث المعارف والعلوم، كما حصل في حرق مكتبة الإسكندرية وغيرها؛ وهذا ما حصل أيضاً لكثير من المفكرين والعلماء المبدعين منهم ابن المقفع والتوحيدي وابن رشد.

الإبداع... اسم حركي للمبدع

يولد سؤال الإبداع الواخز ومنتجه النوعي لاحقاً منذ الطفولة ومع ارتفاع منسوب الرغبة في الاستطلاع والفضول؛ ولكن لدى الطفل المُختلِف عن أقرانه في كل الأسر، رغم التشابه الظاهري بين هؤلاء الأطفال وأُسرهم عموماً.. فالطفل المقموع يتعلم أن الإجابة عن التساؤلات لا توجد في تفكيره وعقله، وإنما توجد في عقل الوالدين أو الكبار بصفة عامة.. أي إنه يعتمد على سلطة الآخرين في الإجابة، فلا يبادر إلى تفسير مشاهداته، بل يفضل الانتظار حتى يفسر الآخرون له تلك المشاهدات (أبو لطيفة، 2009). في حين أن الأشخاص المبدعين يتميزون بأنهم يحبون المغامرة واكتشاف المجهول، ويكرهون الروتين؛ ويتصفون بالاستقلالية وسعة المعرفة (Kneller؛ 1999).

وبناء على ما سبق؛ فإن لحظة الإبداع والاحتكاك مع الراكد الجمعي المُقدس بمعنى الحُـرُمات: المُعَظمُ، المُنزّه، وكل ما من شأنه أن يتعالى على التخمين والظنون وحتى المعالجة أو الملامسة والنقد، لأنه فوق التصورات والأوهام فِـكرا وسلوكيات، كما يرى دوركهايم (Durkheim, 1969)، إنما تنبلج مع انفلات السؤال الآتي من عُقال الاعتياد لدى المبدع؛ كيف ولماذا جئنا إلى هذه الحياة؟ فالإبداع يَـرشح بداية من داخل الطفل المشاكس فيُرعى أو يُطفأ من قِــبل البيئة الأسرية كأساس؛ ولعل الاحتكاك أو البذرة الأولى للتنشئة لمعنى القدسي، يبدأ موزعاً على الالتقاء أو الاختلاف بين تقاطع سؤال الإبداع والمقدس في ثقافتنا العربية الإسلامية وإنسانها الذي يضع المستقبل ضمن الغيب، وإنه ما دام فانياً فليس له أن يتدخل في هذا الميدان (شفيق، 1981)، ويتجلى ذلك في محطته الأولى بالعيش الجمعي أو الاصطدام الفردي اللافت مع وجود "رب الأسرة" وإطلاقه كمبدع للسؤال الـمُــشكك والمُغالب؛ لماذا أصبح الأب "ربّاً" رغم أنه إنسان مخلوق؟ تُرى هل لانقلابه مثلاً على ربوبية المرأة الولود ورمز الخصب والمقدسة قــَـبلا ًفي جُل الديانات؛ أم لاكتفاء العقل الجمعي العربي المسلم ومجاهداته الهادفة لقبولنا المُبكر كأفراد مبدعين لسطوة هؤلاء الأرباب كواقع قامع يرفض أية محاولة لمناقشته أو لخلخلته، وعياً وأسئلة مدببة وأنماط تنشئة مُكتسبة وملزِمة للجموع، وصولاً إلى عدم إيمانه كراكد فكري بتنافذية الوعي بين ذلك المقدس وأسئلة النهوض العلمي الوضعي حالياً من جهة؛ ومن جهة أخرى، أهمية المراكمة المعرفية للعقل البشري المُتسائل عبر إبداعاته على مسرح هذه الحياة المتنوع شعوباً ومعتقدات وسلوكيات تُخالف مُسلمات المقدسات عموماً.

لقد أصبحت ممارسات المبدعين كجزء من تعبيرهم عن حرياتهم الفردية المَصونة أكثر من ذي قبل، بمنظومة حقوق الإنسان حتى في المجتمعات المُحافظة غالباً؛ أصبحت تُعبّر وبوعي متنوع عن تعدد حقولهم الإبداعية خصوصاً في المجتمعات النازعة للمدنيّة تناصاً مع تشخيصات العالم "أوغست كونت" فغدت تعبيراتهم "نشراً؛ كتابة؛ فناً ولوحات؛ واعتقادات ماورائية" أكثر جرأة في رفضها أو افتراقها التدريجي عن الديني والاعتقادي المقدس، وبالضد من كل الواحديات الفكرية التي تُفضي عادة إلى الركود أو اجترار الماضويات والمُسلمّات الاحترابية بصورة آلية لا تُعِير أهمية لقيم النهوض والحداثة في آن؛ علاوة على تنامي أدوار واتساع تأثيرات مناهج الشك المُبتكرة وانتشارها في الحياة المعاصرة سعياً منهما للارتقاء بالوعي وزيادة آفاق الإبداع رداً إجرائياً، مع دفعهم للأثمان القاسية على عدم قبول هذا المقدس حياتياً بما يليق بقدرات تلك المناهج العلمية المعاصرة في مناقشة وفقء الكثير من المسلمات التاريخية متطلباً سابقاً لتمثل الإبداع في عصر يتسم بتغير متسارع قلّــص بدوره حضور البسيطة على رحابتها عبر تسيّد حرية التقانة "التكنولوجيا" كوسيلة أيدولوجية علمية دنيوية مهولة التأثير غير محايدة؛ لا بل إنها المنحازة مبنى ومعاني إلى تعميم وتعظيم حدود إنسانية البشر الوضعية وطلاقة تفكيره رغم تنوع لغاته وحضاراته عموماً كتحقيق معاصر لأطروحة مفادها الناس شركاء في التحرر والحريات الفردية المصونة من: الماورائيات؛ والملوثات الفكرية؛ وصولاً إلى الإيمان باستدامة الإنسانيات.

الإبداع والحرية نقيضين للاستقرار:

يؤمن المقدس العفوي بتعدد أديانه ومعتقداته والمتمرحل "منذ أًسطـَـرَهُ ووثــّــنهُ" العقل البشري عبر التخييل والإلهام على هيئة رموز وتوافقات عقلية وسلوكيات جمّعية؛ بأنه موجود وفاعل كقوة اعتقادية مُعتنقة ولها إلزاميتها في/ ومن علييّن بنية ووعوداً مُنتظرة في الآخرة؛ وما على الأرضيين من مجاميع أدامية؛ عمومهم أو مبدعيهم إلا تمثل ذلك الإيمان غير المُناقش، وتقبل إكراهية المقدس بمسلماته التي تثير في النفوس الخوف والرهبة والخشوع والتحفظ (زياد، 1986) ولعل التساؤل المطروح من قِبل المبدع المغالب كنقيض لهذه الممارسات؛ لماذا يمُتثل له عند الكثرة عادة: أَلكونه الكمال نفسه مع ملاحظة أن المعتقدات الدينية تـُـقــبل وتُتمثل كما هي؛ أي دون إعمال للعقل كنقيض للاكتمال والاستقرار؛ في حين أن الإبداع كفعل حضاري موازٍ للمقدّس يَــرشح من إيمان صاحبه وفعله - المُتماهي مع معناه في معجم الوسيط مثلاً - أن بوسعه إيجاد الشيء من العدم، وهو أخص من الخلق. وبالتناص أيضاً مع وصف الأصفهاني له بقوله: "بدع الإبداع، أنشأ صنعة بلا احتذاء أو اقتداء" (الفاخر، 1979)؛ فالابتكار والخـلق، إنما هما حالة فكرية قائمة على تصميم الجديد غير المقدس النازع إلى الاستقلال عن كل ما هو روتيني أو ما هو مستقر، أو كل ما تواضع عليه العامة وُسلِّم به دون مناقشة أو حتى تفكر (محادين، 1996).

الإبداع ... واللا رُكون

الإبداع كصنوٍ للحرية المُتمناة إلى الآن في عالمنا العربي المسلم، وهي التي يصفها الروائي الراحل يوسف إدريس قائلاً: "إن مجموع الحريات المتوافرة في الوطن العربي لا تكفي أديباً واحداً كي يتنفس"، فكيف للإبداع بإعجازية تخيله وتعبيره معاً، أن يتنفس بكلتا رئتيه أو يدقق بكامل استدارة وسِعة عينيه ما دام المقدس المتعالي كالثريا يُحدد نوعية ألوان، كمية الهواء ومساحة التفكر المتاح لمُشهِر أي إبداع، أو اجتراح لافت. رغم سعة الآفاق وغنى العناوين البِكر في حياتنا، فإننا مازلنا بمسيس الحاجة لتمثل معاني التحرر والتجاوز للثابت الديني الآسر والمغلق عند معتنقيه.

لذا يحتاج المبدعون المنبوذون "المكفرين غالباً" من قِبل المقدسين، تبني إيحاءات وحمل مباضع غير تقليدية فكراً ومناهج نقد، بهدف خلخلة الراكد نزوعاً منهم لإنجاز الإبداع في الموضوعات الخلافية بإغوائها لنا كقراء تنويريين، تفحصاً وجديد ثمار يحلو للمبدع صاحب الرسالة دوام قِــطافها؛ خدمة وتضحية جليلة للإنسانية وتفحصاً عقلانياً لشعبوية مُسلماتها!

تنافرية المقدس والإبداع

على الرغم من أن فكرة المقدس تعود إلى تصور إنساني لوجود غير مادي وغير مرئي، يعلو فوق قوانين المادة والطبيعة والمجتمع (الجادرجي، 2000)، فإن الكون يتحدد في النسق الاعتقادي للإنسان القديم في مجالين: العالم المقدسي العلوي الحاكم الذي يتميز بسموه وقدرته، والعالم الدنيوي المحكوم الذي يتميز بواقعيته وموضوعيته وتواضعه، فإن حقيقة المقدس والدنيوي ممثل بالإبداع، يمثلان قطبين متعارضين يحدد أحدهما الآخر، وتعتمد هذه المقابلة على موقف فلسفي من الكون، قـَـوامهُ أن الكون يتشكل من لحظتين وكينونتين، هما كينونتا المقدّس من جهة؛ والمُدنس من جهة أخرى (وطفة، 2009). وللإنصاف مثلاً، فإن المقدس الإسلامي وتحديداً النص القرآني العفيف قد حَثّ على إعمال التفكر والإبداع بإطلاق طاقات العقل لقوله تعالى: "هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون" (سورة الأنعام، الآية 50). ولقوله أيضاً: "بديع السموات والأرض" (سورة البقرة، الآية 117). فهذا المقدس لم يُعد مقدساً بنفس القوة التي كان يمثلها في الماضي البعيد للأسف، كونه قد أصبح بالضِد من قيم الحياة وضرورات إعمارها بالإبداع والتجدد، خصوصاً بعد أن جرى اختطافه وتحويره حالياً كمقدس إسلامي لغايات نفعية وضعية وتنابذية ماضوية وراهنية تقف بالضد من قيم الجمال الغنية بالحياة ودوام إشعاعها، وهو الذي يسعى لإلغائها وبصبغة الواقع بلون الدم الأوحد؛ الأمر الذي لوث ذاك المقدس الإسلامي بأهواء دنيوية من قِبل الجماعات الإرهابية بأسمائها الحركية المُربكة للباحث وللمتابع: النازع للمعرفة العلمية والوجدانية المنصفة والمتوازنة إلى الحد الذي اقترن هو ومتمثلوه بأذهان البشرية للأسف، إنه الأكثر دموية وإلغاء للعقل، لا بل والحيوات المبهجة عموماً؛ فكيف سيكون موقفه الحالي كمُختطِف للمقدس ورهينة له في آن؛ أن الإبداع وحرية التفكير والتعددية المفترضة، إنما هي قانون الحياة الوضعية السائدة وأحد نواميس تطورها؛ وأن على الآخر المعتنق للمقدس أياً كان، أن يعبر حتى عن قدرته على تقبل أو محاججة المبدعين بشتى حقولهم الفكرية والبصرية، رجالاً ونساء، خصوصاً بعد "عورنته" للتفكير أو للعقل، لصالح النقل "مهما سُفّ وانحدر"، وإلا لماذا يقطعون الرؤوس؟ كما يرى المفكر حسني عايش (الغد، 2015).

الاستقلال عن المقدس ..

أجتهد؛ سيبقى المقدس يمارس دور العطالة الحضارية (وطفة، 2009) ويكبح محاولات النهوض والتنوير سواء بالمعنى الديني أو التعصبي لدى حاملي المعتقدات، كأصحاب سلطة سياسية من حكام ووزراء أو الحاملين للخطابات والأفكار الواحدية التي لا تؤمن أو تقر بحق الآخر بالتعددية. سيبقى كالظِل في نسيج كل الأمم والحضارات يسير معنا باستمرار، وكجزء من مسيرة الإنسان والجماعات المتعاقبة، رغم تفاوت منسوبه وكيمياء كثافته وشدة إلزاميته للأفراد والجماعات كل حسب خصوصيته الثقافية ومستوى تمثلنا جميعاً للعلم، قيمة وضرورة حضور ودوره في تفسير السبب والنتيجة لتخلفنا ونزوعنا للتجلي، وبما يجعل التحديات الحياتية وحلولها الإبداعية المعيشة؛ جزئياً للآن ضمن مدى التفسير الوضعي بعيداً عن إِبطال العقل وسطوة الغيب وتأويلاته بنزوعه إلى التسيد على التفكير والتفسير للوقائع الحياتية من منظار واحدي عند المتدينين غالباً.

الصحراء العربية كمرجِل الغيبات...

ليس عفوياً أن تستقر الماورائيات والاعتقادات المصاحبة لها عموماً في جذور سلوكياتنا ومواقفنا عرباً مسلمين، وبالضد من الإبداع سواء في الشعر أو في غيره من الفنون الغريبة عن مِخيالنا الجمعي وفي مسامات العقل العربي استناداً إلى قول العلامة ابن خلدون "تتأثر طبائع الناس بجغرافية أمكنتهم". كيف لا؟ والصحراء العربية مازالت تشكل ما نسبته 80% من ذهنيتنا وطرائق تفكيرنا ويومياتنا معا؛ مع وعينا الناجز لمغزى مقولة المفكر الفرنسي "هنري لوفيفر"، إنه كي نُبدع يجب أن نعيش ولكي نعيش تلزمنا موارد (شفيق؛ 1998) ذهنية وتذوقية متعددة في الإلهام، انطلاقاً من الجسد والعقل المتفحص كإغواء يجب إطفاؤه وتدميله بمغالة حتى على محددات الاحتشام في الدين الإسلامي العفيف، وتنوع حقول الإبداع ليس واحدية الشعر على الأعم كما هو الحال إلى الآن مثلاً؛ مقابل الاعتقاد بضرورة تحريم النحت، والتصوير أو حتى مناقشة كنهة الخلق وإطلاقياته. فالجغرافيا الصحراوية الصفراء وغير المُخضرة وقاعدتها الرمال فكراً وعواصف قاتلة ولمدادهما الجاف، وهي معطيات مضادة للماء الرقراق/الإبداع المختلف عن الرمل السائد وسلاسته المشتهاة المُعبر عنها بتسمية الصحراويين عادة لبناتهم كإناث لكل ما هو مُتمنى "غدير؛ موزه؛ هيفاء؛ عبير" مقابل كيفية وذهنية توصيف إيحاءات أسماء الذكور لديهم كحماة للواقع التقليدي "عدوان؛ رعد؛ فارس؛ مهاوش"، من حيث المعاني والمحمولات الدلالية ذات البنية الصراعية فكراً وسلوكيات متعذر معها قبول كل ما هو إبداعي جديد ووافد على بنيتها الراكدة تاريخياً. فهذه الثوابت مازالت نسبياً أسيرة لامتداد دورة الطبيعة التاريخية بأجزائها الأربعة القاطعة (صيف، خريف، شتاء، ربيع)، مهملين تداخلات العلم المبدع، وكأن بشرتنا وأنفاسنا ليست إلا جزءاً من المكان الحاضن؛ والمُشكِل لطبائع الأفراد والجماعات فقط، وإنما هي أيضاً المكون الأكبر لخبرات الطفولة العقلية الجمعية، والموقفية اللاحقة لنا من كل عناوين الإبداع ومجالاته الأخرى والنادرة في ثقافتنا العربية الإسلامية المعاصرة، باستثناء الشعر البطولي والنرجسي لدى الجموع كأساس لتميزه وسعة انتشاره وتقافزه اللحظي على السنة العرب ويومياتهم، لأنه "كهرباء العرب"، ما يعكس معتقدات الإنسان العربي (حاكماً ومحكوماً) ومواقفه من الجمال وقيمه المتنوعة غير شعِر وثقافة شفهية متواترة، ومقصية لجرأة السؤال الناقد بنية وتحليلاً فيما هو متداول لدى الجموع عموماً.

 

المراجع:

-       الفاخر، عادل (1979) الإبداع وتربيته، دار الملايين، بيروت، ص20

-       محادين، حسين طه (1996) استثمار الوقت لدى الشباب الأردني، ط1، وزارة الثقافة، عمان، ص 38

-       أبو لطيفة، لؤي (2009) التفكير الإبداعي عند الأطفال، محاوره وقضاياه، دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، ص82

-       الغد الأردنية (2015) المرأة عورة والتفكير عورة، الجمعة 30 أكتوبر / تشرين الأول 2015

-       شفيق، منير (1981) ندوة الإبداع الفكري الذاتي في العالم العربي، مجلة الفكر العربي، العدد 20

-       زياد، معن (1986-1997) الموسوعة الفلسفية العربية، بيروت: معهد الإنماء العربي، ج1، ص773

-       وطفة، علي أسعد (2009). البنية الرمزية والأسطورية للمقدس: حضور المقدس وانحساره في الثقافة العربية المعاصرة، مجلة إضافات، عدد الخريف، ص- ص 37- 38

-       الجادرجي، رفعة (2000) العمارة المقدسة ـ مجلة المستقبل العربي، العدد 251، يناير / كانون ثاني.

-     Durkheim, Emile 1969, les Formes .Paris: Presses Universitaires de France.

[1]- مجلة ذوات العدد37