الترسّـل المحمّدي


فئة :  أبحاث محكمة

الترسّـل المحمّدي

الترسّـل المحمّدي(1)

ملخّص:

بعد أن خصّص المؤلّف الفصل الأوّل من الباب الأوّل من كتابه للحديث عن وضع الترسّل قبل النبيّ محمّد (معرفة عرب ما قبل الإسلام بنقل الأخبار والقصص والأساطير)، تناول في الفصل الثاني، الذي نحن بصدده، الترسّل المحمّدي. وقد تضمّن قسمين أساسيين؛ إذ خُصّص القسم الأوّل لضبط ثبت في رسائل محمّد. وهنا سلك المؤلّف التمشّي نفسه مع كلّ رسالة، وهو تمشٍّ يقوم على ثلاث مراحل متتالية هي: محتوى الرسالة، وغرضها، والمصدر أو المصادر التي أوردتها مع التوثيق الدقيق). وقد أورد صاحب الفصل ثبتاً لـ 102 رسالة وجّهها محمّد إلى عدّة أطراف (مثل كسرى ملك الفرس، وباذان ملك اليمن، والمقوقس عظيم القبط، ومسلمة بن حبيب الثقفي). والجدير بالملاحظة أنّ أغلب أغراض الرسائل دينيّة.

أمّا القسم الثاني من الفصل، فمداره على مضامين الرسائل، وقد لاحظ المؤلّف أنّ الرسائل وردت مشتّتة في كتب السيرة النبويّة والمغازي والتاريخ والأدب، وقد عمل أصحاب هذه المصادر القديمة على تسجيل حياة محمّد وتدوين أقواله وأعماله صيانة لها من الاندثار أو النسيان. وقد اختلف هؤلاء في عدد الرسائل المحمّديّة (من 20 رسالة عند ابن إسحاق في السيرة إلى 110 رسالة عند ابن سعد في الطبقات). وقد بيّن المؤلّف أيضاً أهمّية المراسلات النبويّة في الدراسات الإسلاميّة والحضاريّة العربيّة الحديثة والمعاصرة، مع اختلاف أصحابها في تعيين عدد تلك المراسلات. ولعلّ أهمّ ملاحظة انتهى إليها صاحب الفصل تتمثّل في أنّ الغرض الغالب على تلك الرسائل هو التوحيد باعتباره الأساس المركزي للدين الإسلامي. ولكنّ ذلك لم يمنع أن يكون مدار الرسائل النبويّة على الوصايا والنصائح المتّصلة بالاجتماع والسياسة والأخلاق، وهو ما يعني تأكيد محمّد في رسائله على المشترك الإنساني. وفي ذلك ما يقيم الدليل على وجود تواصل حضاري وفكري وسياسي بين الحضارة العربيّة وسائر الحضارات الأخرى (الفارسيّة والبيزنطيّة واليونانيّة...)، فضلاً عن أنّ مراسلات محمّد مندرجة في فضاء ثقافي ومتأثّرة بعوامل متداخلة، بيئيّة ونفسيّة وغيرهما من العوامل.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


 

[1]ـ يمثّل هذا العمل الفصل الثاني من الباب الأوّل من كتاب "التراسل بين محمّد ومعاصريه"، تأليف: الساسي الضيفاوي، ط1، منشورات مؤسّسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.