الْمَعْنَى وَالتَّحَقُقُ


فئة :  ترجمات

الْمَعْنَى وَالتَّحَقُقُ

الْمَعْنَى وَالتَّحَقُقُ

تأليف: موريتز شليك

تقديم وترجمة: الدكتور أحمد فريحي

تقديم:

نُشرت هذه المقالة في شهر يوليوز من سنة 1936؛ أي بأيام قليلة على مقتل صاحبها الفيلسوف الألماني موريتز شليك Moritz Schlik (1882- 1936)؛ فقد تم قتل هذا الأخير، وهو يصعد على أدراج جامعة فيينا متوجها إلى قاعة الدرس على يد طالب سابق يدعى يوهان نيلبوك بواسطة طلقة نارية أردته قتيلا في الحين. حدث ذلك في 22 يونيو سنة 1936، وفي الشهر التالي؛ أي شهر يوليوز صدرت هذه المقالة باللغة الإنجليزية في المجلة الفلسفية الشهيرة The Philosophical Review. وعليه، فهذه المقالة كانت بمثابة رسالة وداع لهذا الأخير، قال ماسيمو فيراري مبرزا قيمتها: «في الواقع، لقد تطلبت مقالة شليك تحضيرا دقيقا، وتم نشرها بعد وقت قصير من وفاته المأساوية. يمكن اعتبار هذه المقالة وصيته الفلسفية، وهي بمثابة الرسالة في الزجاجة، تنص على المزيد من التطورات التجريبية المنطقية وفي الفلسفة التحليلية.».[1]

يناقش موريتز شليك في هذه المقالة مسألة المعنى والتحقق، وهي مقالة سجالية، أخذ فيها هذا الأخير على عاتقه الرد على مقالة الفيلسوف الأمريكي كلارنس إرفين لويس K.I. Lewis التي صدرت تحت عنوان "التجربة والمعنى" سنة 1934، والتي اتهم فيها الوضعية المنطقية بالسقوط في مأزق الذاتية، أو التمركز حول الذات، وهو مأزق لا يختلف عن المذهب الأنا- وحدي الذي نصادفه عند الفلاسفة المثاليين والميتافيزيقيين على الخصوص.

يبدو تأثر شليك بالفيلسوف التحليلي فيتغنشتاين واضحا، وهو يقر بذلك، وبالخصوص في نظرية المعنى، كما أن المقالة باعتبارها ردًّا على تهمة ألصقت بالوضعية التجريبية عن طريق الخطأ في الفهم، والتي تسبب فيها الفيلسوف الألماني رودولف كارناب لما تبنى "الأنا-وحدية المنهجية" في كتابه "البناء المنطقي للعالم"، مما جعل خصوم الوضعية التجريبية أو بعض الممثلين للمذاهب القريبة منها (مثل البراغماتيين) يتهمون الوضعيين بالسقوط في براثن أو شراك الميتافيزيقا. وعليه، فهذا المقالة دفاع شرس على الوضعية المنطقية، وتوضيح وتحليل للمشكلة الأنا- وحدية على العموم كمبدأ ميتافيزيقي عند الفلاسفة المثاليين، وعند كارناب، باعتبارها وسيلة منهجية لا غير.

لم يكن رد شليك على لويس ردا تخطيئيا، وإنما كان رده توضيحيا، يبرز فيه شليك نقاط الاتفاق بين البراغماتية التي ينتمي إليها لويس، والوضعية التجريبية التي ينتمي إليها شليك ويدافع عنها. إن شليك في هذه المقالة يبرز الود والاحترام للويس، ولا يصفه إلا بالأستاذ لويس، وهذا يبرز نبل شليك وتأدبه من جهة، ويبرز قيمة لويس في عين شليك من جهة ثانية.

يمكن حصر أهم الإشكالات التي تجيب عنها المقالة في الأسئلة الآتية: كيف يمكن إثبات معنى قضية ما؟ وما الفرق بين القضية والجملة؟ ما الفرق بين التحقق، والقابلية للتحقق، وإمكانية التحقق؟ ما معنى "الأنا-وحدية المنهجية" التي تبناها كارناب؟ وما الذي يميزها عن النزعتين الأنا-وحدية والتمركز حول الذات اللذان نجدهما عند الفلاسفة المثاليين والميتافيزيقيين؟ كيف يمكن إثبات خطأ وزيف الأنا-وحدية والتمركز حول الذات؟ هل وجودنا ضروري لوجود العالم؟

في هذه الترجمة، حاولنا ما أمكن أن نحافظ على مكونات الجمل، ليحتفظ النص ببنيته التركيبية من خلال ترجمته ترجمة أقرب إلى الحرفية منها إلى الحرة، دون الإخلال ببنية الجملة في اللغة العربية. وكما هو معتاد، فقد قمنا بترقيم فقرات المقالة ابتداء من [1] إلى [84]، كما أشرنا إلى الترقيم الوارد في المقالة الأصلية، والذي يبدأ من [339] إلى [369].

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

[1]- فيراري، ماسيمو، "لويس شليك: التحقق بين البراغماتية والتجريبية المنطقية"، ترجمة: أحمد فريحي، مؤسسة مؤمنون بلا حدود، ترجمات، قسم الفلسفة والعلوم الإنسانية، 23 مايو 2023، ص.10