الحداثة والعلمنة في السياق التاريخي الغربي


فئة :  أبحاث محكمة

الحداثة والعلمنة في السياق التاريخي الغربي

الحداثة والعلمنة في السياق التاريخي الغربي

ملخص:

لقد ارتبط ظهور مفهوم العلمنة بالأزمنة الحديثة، فحتى إن كان المفهوم في الجوهر قد انحدر من الحقل الثيولوجي، إلا أنه صار أداة تعكس حداثة العصر الأنواري، غير أن المفهوم تحول في أدبيات بعض المفكرين المعاصرين لأداة تقييمية تعمل على نزع مشروعية التأهيل الذاتي للأزمنة الحديثة أو ما أسماه بلومنبرغ "مبرهنة العلمنة"، وهي مسألة برزت أولى لحظاتها الجنينية مع نيتشه، لتمتد فيما بعد مع جيل ما بعد النيتشوية، مما جعل من الأزمنة الحديثة مشروعاً مسكونا بأزمة الشرعية.

يتناول المقال إذن، السياق المفهومي لنشأة مفهوم "العلمنة" قبل أن يتحول إلى أداة لإعادة تشكيل الوعي الحداثي من منظور معاصر، المساءلة التي استهلها ماكس فيبر ثم تلقفها كل من كارل شميث وكارل لوفيث وإريك فويغلين، لتنزع عن المشروع الحداثي تأصيله الذاتي وتلحقه بالمقابل بالتصور الثيولوجي، الأمر الذي جعل بلومنبرغ يدافع عن شرعية الأزمنة الحديثة؛ فالتيار الأول يبحث عن أصل أو جذر الأزمنة الحداثية ليرسم الاستمرارية القائمة على أن العلمنة هي مجرد ترجمة أمينة للتصورات الثيولوجية. أما بلومنبرغ، فيمثل محاولة لرصد التأسيس الذاتي الحداثي، الأمر الذي أفرز ضرورة التمييز بين الإثبات والتأهيل الذاتيين للمشروع الحداثي.

ولمساءلة الحداثة بما هي علمنة، وجب التمييز بين الصيغة النظرية وواقع التحقق، بين التحدي المرفوع وواقع السياق التاريخي لهذه الأزمنة، والذي لا يتوافق وفكرة القطيعة الجذرية أو التأسيس من الصفر، وهو الأمر الذي يضعنا أمام إشكالية: التأصيل/الإثبات الذاتي والتأهيل/التمكين الذاتي الحداثي، فما طبيعة العلاقة ما بين العلمنة والحداثة؟ وهل ترادف العلمنة العلمانية؟ ما دواعي التشكيك في مفهوم العلمنة والحاقه بالتصور الثيولوجي ومن تم نزع التأصيل الذاتي عن الأزمنة الحديثة؟

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا