الرسم على الدروع بين الاستباحة وجمالية الخطاب الاحتجاجي


فئة :  أبحاث محكمة

الرسم على الدروع بين الاستباحة وجمالية الخطاب الاحتجاجي

الرسم على الدروع بين الاستباحة وجمالية الخطاب الاحتجاجي:

دراسة أنثروبوفنية

مـصطفى البحري

ملخص:

إن ما حدث في شارع الحبيب في يوم السبت الحادي عشر من شهر فبراير من سنة إحدى وعشرين وألفين، يضعنا أمام تساؤل كبير حول فهم هذه الممارسة الاحتجاجية أو اللوحة الفنية المستحدثة؛ فالجدران استنفذت فاعليتها الرمزية ولم تعد حاملة للمعنى، لذلك انطلق الأفراد في البحث عن فضاءات ومساحات أخرى يعبّرون فيها عن أفكارهم واتجاهاتهم تجاه الأشياء والغيرية، فوضع الدهن على دروع الأمنيين لا يعبّر بالضرورة عن عنف العمومي، وما يتصل به من ممارسات فوضوية ناسفة لقيم المواطنة والنظام القائم، وإنما يكشف عن ولادة ثقافة جديدة متحيزة للطريف والخارق على نحو تتمرد فيه الشخصية على قيم الجماعة وضميرها الجمعي.

فالرسم على الدروع بذلك الاندفاع وتلك الشحنة المعنوية الممزقة يشير إلى نشأة ملامح هوية مغايرة ترفض أشكال التماهي مع الخطاب السائد الممأسس، وتجنح إلى تأسيس هوية جديدة رافضة لأشكال الإقصاء والتهميش واللامساواة ومتحررة من قيود التشريطات السيوسيوثقافية. وعليه، فنحن إذن إزاء تحول جديد في البنية الذهنية على نحو تتشكل فيه رؤية جديدة لفهم العالم والآخرية تقوم على تصريف المعنى من خلال ممارسات فوضوية اندفاعية تحمل معها تجربة انفعالية وتلقائية تعبيرية، كما تتمرد هذه الممارسة الفنية على القيم الأخلاقية المحافظة من خلال ما يقوم به أفرادها من ممارسات عاطفية تحمل إيحاءات جنسية غير عابئين بضوابط التمثل الجمعي وما يقتضيه من صرامة وخنوع واحترام لقواعد الجماعة.

تتنزل هذه الممارسة في صميم الممارسات الثقافية والأشكال التعبيرية وتستخدم رموزا متباينة وأساليب متعددة، حيث تتجلى هذه الخصوصية الثقافية والمنظومة القيمية الجديدة التي تستمد وجودها من خلال تمردها على الأفكار الكبرى واللحظات المؤسسة، كما تشير هذه الرسوم إلى ملامح هوية جديدة مغايرة ترفض الانضباط لنمط الاجتماع السائد وتخلق خصيصة ثقافية واختلافا تنظيميا، حيث تتشكل هذه اللوحة الفنية حاملة طابعا فنيا ومتضمنات متعددة الدلالة والمقاصد.

محور اهتمامنا في هذا البحث، هو الكشف عن علاقة الأنثربولوجيا بالفن بالاعتماد على مثال محدد يتمثل في ممارسة الرسم على الدروع بوصفه "طباعا ثقافيا" جديدا يعبّر عن "حالة ذهنية" متحررة من قيود التشريطات السوسيوثقافية، وباعتباره فعلا تعبيريا، لذلك سنقوم بجمع المادة الإثنوغرافية أي تصوير هذا الأثر الفني، وسنعتمد على قراءة أنثروبولوجية مستندة إلى بعض التخصصات: التحليل، التأويل، الإيحاء، التمثل، الرصد، القراءة العلائقية... بمعنى أننا سنشتغل على هذه الحالة الثقافية الجديدة في أبعادها الأربعة: الأنثروبولوجية، النفسية، الجمالية والسوسيولوجية...

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا