المعتقدات الدينية والمعتقدات السياسية


فئة :  ترجمات

المعتقدات الدينية والمعتقدات السياسية

المعتقدات الدينية والمعتقدات السياسية*


الملخص:

القاسم المشترك بين الدين والسياسة هو الاعتقاد. ولكنّ الاعتقاد الديني والاعتقاد السياسي ليسا متطابقين، فكلّ واحد منهما يحتاح إلى مجال خاص يتبلور فيه ويُنتج فيه مفاعيله الخاصة. إنّ وظيفة الدين، بصفته منظومة عقائدية، هي توحيد مجموعة من الناس وتحقيق استمرار المجتمع موحداً في إطار صيرورة التاريخ. وللسياسة كذلك الدور نفسه، مع أنها تختلف عن الدين من حيث إنها تنتمي إلى مجال المحايثة. يرى مارسيل غوشيه، من خلال قراءته لتاريخ الغرب الأوروبي، أنّ الدين المسيحي تحوّل تدريجياً إلى إيديولوجيا، وفقَدَ بالتالي انتماءه لدائرة التعالي. لقد كان ذلك نتاج الصيرورة التاريخية التي غيّرت طبيعته وقطعت صلته بالمطلق فأصبح دنيوياً علمانياً. يُسمّي غوشيه هذا المسار التاريخي الذي عرفته المجتمعات الأوروبية بمسار "الخروج من الدين". وهو لا يقصد بذلك انتهاء وظيفة الدين في المجتمعات أو تخليها عنه. الخروج من الدين يعني تحوّل الدين أو بالأحرى تحويل الدين إلى إيديويولوجيا.

كان أثر التاريخ على الدين حاسماً، فقد جعله يتحوّل من رؤية مطلقة ومتعالية إلى مجرّد "عقيدة فردية" أو "رأي ديني" من بين آراء مختلفة تتنازع المشروعية في فضاء النقاش العام والاقتراع السياسي. ذلك ما يسمّيه الكاتب "علمنة الدين". ولعل الفكرة الأساسية التي تدعو إلى التأمل في مقالة غوشيه هي أنّ الدين مازال يحتل مكانة في مجتمع الإيديولوجيا المعاصر، وذلك من خلال استمرار مبدأ الوحدة (الواحد) الديني كمبدأ موجّه للإيديولوجيات على اختلافها.

للاطلاع على الملف كاملا المرجو الضغط هنا


* Marcel Gauchet, La démocratie contre elle-même, Éditions Gallimard, Paris, 2002, pp. 91-108.