مشكل التسامح الديني: الطرح اللاهوتي-السياسي والتناول الفلسفي


فئة :  أبحاث محكمة

مشكل التسامح الديني: الطرح اللاهوتي-السياسي والتناول الفلسفي

 مشكل التسامح الديني

الطرح اللاهوتي-السياسي والتناول الفلسفي*


الملخص:

لقد مثّل التسامح الديني مشكلاً أساسياً في تاريخ اللاهوت المسيحي، وتمّ تناوله، تبعاً لذلك، كقضية محورية في فلسفة الدين، وفي الفلسفة السياسية الحديثة. وفي هذه المرجعيات المختلفة، تم اعتبار التسامح انطلاقاً من تصوّر معين لهوية الجماعة، سواء في بعدها الديني أم في بعدها السياسي.

إنّ نظرية التسامح، في الفلسفة السياسية الحديثة، كما صاغها جون لوك، على سبيل المثال، لم تخرج عن منطق الهويّة، الذي تحكّم في التفكير الفلسفي، ووجّهه، وصولاً إلى الفلسفة المعاصرة، التي تبلورت فيها الأنماط الجديدة للتفلسف، تلك القائمة على مبدأ الاختلاف، والرافضة لكلّ منطقٍ هُوَويّ. ولكنّ التأسيس الفلسفي للتسامح الدينيّ على مبدأ حقّ الحريّة (حرية الضمير، واختيار أشكال التديّن) حقّاً طبيعيّاً يختصّ به الفرد، وسابقاً على أيّ اجتماع سياسي، أو انتماء دينيّ (نظرية الحقوق الطبيعيّة) سيهيّئ لاحقاً٬ وانطلاقاً من فكر الأنوار٬ لتبلوُرِ ملامح فلسفة سياسية وأخلاقيّة ستضطلع ببناء تصوّر جديد للهويّة الإنسانيّة لا يغيّب مسألة الاختلافات الثقافيّة بين الجماعات البشرية، ولا يُهمِل، أيضاً، حقوق الأفراد في تحديد واختيار التصوّرات المتعلّقة بالسعادة والخير.

إنّ انتقال مركز اهتمام الفلسفة السياسية من التسامح الديني إزاء المخالفين في العقائد والمذاهب، إلى حقوق الإنسان، لا يعني أنّ مشكل التسامح، لاسيما التسامح الديني، لم يعُد مطروحاً؛ بل يعني أنّ مسألة تأصيل الحقوق الفرديّة والعامة٬ الثقافية والكونية، أصبحت هي الأهم، ذلك أنّ احترام حقوق الإنسان يؤدّي، حتماً، إلى فقدان التسامح الديني لمبرّراته النظرية، ومسوّغاته الأخلاقيّة...

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا


* قدمت هذه المداخلة ضمن ندوة: "فلسفة الدين: قراءة في النظرية والإشكال" المنعقدة بتونس في 22 فبراير 2014. تقديم وتنسيق الطيب بوعزة.