المقاومة عبر التاريخ من خلال مراسلات تولتسوي وغاندي


فئة :  قراءات في كتب

المقاومة عبر التاريخ  من خلال مراسلات تولتسوي وغاندي

المقاومة عبر التاريخ[1]

من خلال مراسلات تولتسوي وغاندي

بات اسم المترجم محفزا للقراءة، وباتت لدى القارئ العام والمتخصص خبرة واعية بأسماء المترجمين، وأصبح القارئ يتوجه بخطوة مباشرة لا مترددة نحوعناوين بعض الكتب، ثقة منه في اسم المترجم وفي اختياره، فاسم المترجم لدى شريحة كبيرة من القراء مصدر ثقة في نوعية المادة المختارة للترجمة الإبداعية أو الفكرية.

المترجم هنا، يكاد يكون شريكا للمؤلف باختياره وترجمته، فاختيارات المترجم قطعة من عقله ووجدانه كما أظن دوما؛ وأعي تماما المهمة التأسيسية لمشروعات في الترجمة ينهض بها مترجمون بمفردهم لسد ثغرة أو مجموعة ثغرات اكتشفوها بعين المترجم ووعيه في ثقافتهم؛ فانبرى كل منهم مجتهدا ومثابرا ليسدها عبر ترجماته المتتابعة، ستتكشف لك هذه السمة أثناء متابعتك من لهم مشاريع في الترجمة على اختلاف أعمارهم وأجيالهم.

وأنت تقرأ الكتاب المترجَم قد تسمع صوت المترجِم مصاحبا لصوت مؤلف الكتاب ـ مصاحبا لا عاليا عليه ـ إن تولدت لديك حساسية خاصة من متابعة ترجماته سيصلك صوته إن أرهفت حسّك لما تقرأ، وسينمو هذا الحس لديك تدريجيا إن تابعت أعمالهم في الترجمة فقط، وإن تابعتهم وهم يجمعون بين الترجمة والنقد، أو بين الترجمة والإبداع أو الثلاثة معا؛ فكلها اختياراتهم التي تتسرب إليها أرواحهم بشكل متناغم خفي ومعلن مظفرة مع المؤلف الرئيس.

هنا يأتي كتاب "دولة الحب: مراسلات تولستوي وغاندي" الذى أعده وترجمه الدكتور والباحث المصري أحمد صلاح الدين، وصدر حديثا عن "دار الرافدين" نهاية عام 2018، ويقع الكتاب في 146 صفحة من الحجم المتوسط، حاملا 11 عنوانا تتباين طولا وقصرا.

يمكننا تقسيم الكتاب إلى قسمين كبيرين؛ يشغل القسم الأول العناوين من الأول حتى السابع، ويشغل القسم الثاني العناوين من الثامن حتى الحادي عشر؛ ربما يندفع القارئ بحثا عن "المراسلات" مع بداية القراءة؛ فكلمة المراسلات التي يتضمنها العنوان ستطرح أسئلة وتصورات عن طبيعة كتابتها وعن مضمونها، ومتى بدأت ولماذا وهل كانت منتظمة أم غير منتظمة، وربما احتشدت أسئلة أكثر وأكثر وتباينت، إذا كان المتلقي أكثر تخصصا.

سيبحث القارئ عن المراسلات، لكن المترجم أحمد صلاح الدين مهد لها في بداية الكتاب بمجموعة مقالات قام بترجمتها ـ وهو ما أطلقت عليه القسم الأول "7:1" ـ لتضعنا هذه المقالات بكل أريحية داخل السياق الثقافي الذي كتبت فيه المراسلات بين تولستوي وغاندي.

تعرفنا هذه المقالات بتولستوي الذي تخلّى عن حياة الترف وعن ثروته طواعية ومارس كل الأعمال التي يقوم بها الفلاحون الذين وصفوه بـ "السيد غريب الأطوار"، رغم عشقهم له، ورغم انتشار أفكاره داخل روسيا وخارجها.

تأثر غاندى بأفكار تولستوي بشكل كبير، ووظف أفكاره في رحلة كفاحه لتحرير الهندوس في جنوب إفريقيا والهند، رغم أنه لم يكن من أتباعه، وآمن غاندي أن العمل دون إيمان هو بمثابة محاولة الوصول إلى قاع حفرة لا أساس لها، وأن الساعي وراء الحقيقة لا يمكن أن يكون نرجسيا، صرح غاندي أنه اعتاد التشويه طيلة حياته، وأن هذا قدر كل من يتصدى للعمل العام يجب أن يتحلى بالصمود. يرفض تولستوي أن يطلق عليه كلمة "قديس"، لكنه فضل أن يكون مناصرا للحقيقة رغم كل أخطائه، يصفه أنطوني بلانشي أنه لم يكن سياسيا بالمعنى المعروف، لكنه كان مصلحا ومفكرا أخلاقيا همه مشاكل الوطن ينطلق من العدالة، وقادته لغته الفذة ـ بحسب وصف غاندي ـ أن يكون ناشطا وداعية رائعا، هدفه الرئيس العثور على أنسب الوسائل لإصلاح النظام الملكي المطلق الذي سيطر على روسيا. اهتم بالفكر الاشتراكي القادم من الغرب عن طريق متابعة الكتاب المنفيين، لكنه لم يتقبل الاشتراكية العلمية التي اقترحها ماركس وإنجلز، لتأييدها من وجهة نظره للعنف الثوري والصراع الطبقي والرغبة في الاستيلاء على السلطة، فضلا عن عدم احتواء كتابات ماركس من وجهة نظره أي شيء عن الحب؛ أي إنه اتفق مع بعض مقترحات ماركس، مثل حقوق العمال، واختلف معه في أشياء أخرى.

رأى كاتب المقالة أن تولستوي كان اشتراكيا صوفيا؛ أي إن اشتراكيته من النوع اليوتوبى، لدرجة دفعته لأن يشعر بالصدمة من طريقة حياة الأثرياء من بورجوازيي أوروبا؛ فقد رأى فيهم أنهم حولوا الفن إلى سلعة، وأضاف أن تولستوي التزم باشتراكية ذات طابع إنجيلي لاعتقادها بالمحبة الإنسانية في الوقت الذي افتقدت الماركسية هذا، فتولستوي من وجهة نظر بلانشي لم يكن ثوريا يبتغى الوصول إلى السلطة، لكنه رجل حقيقي في حالة تمرد يتصف بالبطولة والإصرار.

وفى منتصف القرن التاسع عشر اندلعت العديد من الحركات الشعبية فقيرة التنظيم، من أجل الدفاع عن أعداد لا تحصى من المفكرين الثوريين والنبلاء النازحين، واستلهموا أفكارهم من كتابات ألكسندر هيرزين التي أرسلها من المهجر. وقد يعكس الانتشار السريع لهذه الجماعات في عصر تولستوي الغضب العارم والسخط الذي اجتاح الناس، بالإضافة إلى الحاجة الماسة التي شعروا بها لاتخاذ إجراء تجاه هذا الوضع المخيف، وهذا يفسر لماذا تشابك تولستوي مع هذه الحركة التي اهتمت بتعليم الفلاحين، ومع هذا تم انتقاده، لأنه قدم آمالا خيالية، ومقترحا لثورة سلمية ستكون بالغة البطء، وربما لهذا السبب ابتعد تولستوي عن الشعبوية التي بدت متحفظة راكدة في صراعها مع السلطة السياسية، وخروجه عنها، بحسب وصف الكاتب، أكد إيمانه بأنه تولى مهمة جديدة سامية هي مهمة النبي.

كانت هناك رغبة ملحة من الكثيرين في أن يكتب تولتستوي عن الوجه الأمثل من وجهة نظره للحياة الاقتصادية التي ينبغي أن يكون عليها المجتمع الحديث، فذكر صراحة أن هذا ليس بوسعه، لسببين:

الأول: أنه لا أحد يمكنه توقع أفضل شكل للحياة الاقتصادية التي يجب أن يكون عليها المجتمع المعاصر.

ثانيا: أنه حتى لو وصل إلى آراء مثل سان سيمونفورييه وإنجلز وغيرهم، فلن يجرؤ أن يكتب ذلك؛ لأن الحياة الاقتصادية للمجتمعات في المستقبل يصعب توقعها وتحديدها مثل وضع الفرد، فكل ما تصوره غيرنا أنه الأفضل عجز عن تحقيق الرفاهية للبشر، وكانت سببا في فشل المجتمعات العمرانية وذاق مرارته الناس. وفي المقابل، يمكن لشخص ما أن يتوصل من خلال الملاحظة والتفكير إلى قوانين حركة الأجسام السماوية وحياة النباتات والحيوانات، لكنه ليس بإمكانه أن يقود حياته وحياة رفاقه إلى الفشل من خلال المنطق، ويضرب تولستوي أمثلة كثيرة توضح فكرته، فيذكر أنه يمكن لأي قائد تعيين فردين في فريق لمهمة واحدة "الحفر حتى نمهد الطريق"، ويأمرهم بهذا ويعطيهم أدوات العمل، لكنه لم يخبر أحدهم بالهدف من المهمة نفسها، فيقرر فريق حفر خطوط لزراعة الكرنب، ويقرر آخر الحفر أكثر عمقا للعثور على كنز، وربما يقرر ثالث الحفر لعمل بركة أو بئر، فالقائد لم يحدد الهدف من الحفر، فتعددت الأهداف وتشعبت، وربما تشاجر العمال وأفسدوا حياتهم بهذه الصراعات، وهكذا يتصرف الناس، حيث يقرر كل منهم الشكل الأفضل للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كما يراها.

هذا الاختيار الفردي ـ غالبا ـ يدفعهم إلى تعميم اختيارهم لاعتقادهم أنه الأصلح للجميع، وعلى البشر التنفيذ حرفيا، ظنا منهم أن طاعتهم الكاملة ستؤدي بهم إلى الخير على أصعدة متباينة، مثل العمال الأذكياء الذين تحدث عنهم.

يرى تولستوي أن الأمر الطبيعي والفطري لأي مخلوق عاقل يعيش حياة قصيرة يمكن أن تفنى في أية لحظة، فأجدر به أن يعيش تحت إطار ديني وأخلاقي عام تعترف به جميع الأديان، وليس من خلال مطالب متناقضة لإدارك شكل معين من الحياة تتحقق عبر انتهاك متطلبات القانون الأخلاقي الديني، ومن أجل من يرونها الاختيار الأفضل، وذلك عبر أحزاب وأنظمة مختلفة.

يتحدث تولستوي عن حل لمنع خداع السلطة للشعب أو بعبارته الموجعة "التوقف عن اغتصاب أنفسهم"، فيقول إن هناك وسيلة واحدة فقط أن يتحد الناس خلف قانون واحد مشترك للحياة يتدفق من هيكل الحياة الاجتماعية، وأن الغالبية إن انصاعت له سيكون عن إيمان أنه لن ينجو أحد ـ من وجهة نظره ـ من دون قانون ديني أو أخلاقي، ويخشى أن تصبح حياة أي شخص في مرتبة أقل من الحيوان، فالرسالة من وجهة نظر تولستوي ليست العدد الذي يرفض القمع، لكن تحت أي مسمى يتم الرفض، وأن هذا الرفض سيترتب عليه الكثير من فرط قوته، دون النظر إلى عدد من رفضوا؛ لأنه امتلك قوة استمدها ممن سجنوا أو أعدموا أو عذبوا.

ومن ثم، كانت السلطات غالبا ما تحظر الكتب التي تبشر بهذا أو تناقشه أو تحرض عليه؛ فالوعي بحسب تعبير تولستوي مرعب للحكومات، وغياب الوعي أو تعمد تغييبه هو الباب الأوسع لانتشار الخرافة؛ خرافة عن العلم أو الدين أو الدولة الوطنية والفن والتقدم، خرافات ممتدة لغياب الإيمان الحقيقي، هنا يتعين على الشعوب توظيف كل قوتها لخلق القواعد المعقولة للحياة التى تمكنهم من البناء والتنمية.

عقد تولستوي الأمل على شباب القرن العشرين فى تحقيق الأهداف البشرية السامية؛ فطالبهم بتحرير أنفسهم من قيود الخرافة التى تسيطر على الشعوب، ودعاهم أن يرفضوا الثقة العمياء حتى فيما يُمرر إليهم باسم الحقيقة العلمية التي تبنى عليها بعض النظريات الاجتماعية والاقتصادية، ومن الخرافة الرئيسة التي يروج لها أن الدين قد عفى عليه الزمن، وأنه أثر من الماضي، وعليهم أن يستلهموا نظرة دينية مواكبة لمتطلبات عصرهم وحياتهم، ليؤدي الإنسان مهمته وأهدافه في الحياة.

ثم يأتي القسم الثاني من الكتاب "11:8"، وهو قسم خاص بالرسائل بين تولستوي وغاندي ـ موضوع الكتاب الأساسي ـ لنقرأ أول خطاب من غاندي إلى تولستوي معبرا فيه عن نظرته إليه أنه المعلم الأكبر احتراما وتبجيلا لفكره الذي تأثر به من خلال كتاباته، شارحا الأوضاع التي يحياها، ويطلب من تولستوي تفصيلا التعرف على كيفية التعامل معها.

يخاطبه بأدب شديد ويوقع الخطاب معتذرا أن يكون قد تطفل على وقته، لكنه يتلمس حلا للمشكلات التي يواجهها، ويرد تولستوي معبرا عن سعادته برسائل غاندي ويعفيه من حرج التطفل.

تضمنت الرسائل مناقشة المعتقدات المتباينة بين غاندي وتولستوي، والغريب فيها أن تولستوي أعرب لغاندي عن قبوله أن يمحو آراءه المخالفة لفلسفته، إن رغب في إصدار طبعة هندية خاصة بمؤلفاته، وأكد أنه لن يمنعه من ذلك. وقد تضمنت الرسائل ما يفيد أن غاندي أرسل لتولستوي نسخة من كتابه "الحكم الذاتي في الهند" ليعرف رأيه فيه، وتضمنت أيضا التعبير المستمر عن فرط إعجاب غاندي بتولستوي، حتى إنه أطلق على مزرعته "مزرعة تولستوى" قبل أن يشرع في استئذانه، وعبر غاندي أكثر من مرة من خلال الرسائل أنه يحاول تبني أفكار تولستوي التي منحها للعالم بشجاعة.

وعبر تولستوي في رده على غاندي عن اعتذاره عن تأخره فى الرد عليه نظرا لمرضه، ولتأخر حالته الصحية، وناقش من خلالها رفضه للقتل بشكل عام، وميله إلى المقاومة السلمية، وظهر من خلال هذه الرسائل رأي غاندي في فكرة وجود ثلاثين ألف شخص لاستعباد مائتي مليون شخص من البشر الأقوياء؛ أنه رقم يوضح أن الإنجليز لم يستعبدوا الهنود، بل الهنود من فعلوا هذا بأنفسهم.

وصرح فى إحدى الرسائل أن ما بشر به تولستوي ليس جديدا؛ لكن طريقته في عرض الحقيقة القديمة قوية ومتجددة، وأن منطقه لا يضاهى، وأنه يسعى لأن يمارس ما يبشر به، لأنه مخلص وصادق. لذا وجب الإصغاء إليه.

يرى من خلال الرسائل، أن العنف المتعمد الذى أجبر الناس عليه من خلال الاضطهاد والعقوبات دفعهم إلى قبول الشريعة الدينية التى أقرتها السلطة، رغم تعارضها مع الحقيقة، وأن هذه التشوهات للحقائق ظهرت في جميع أنحاء العالم.

تتضمن الرسائل المتبادلة بين تولستوي وغاندي بعض المبادئ الإنسانية الراقية منها: ما فائدة المعرفة الرفيعة لدى الإنسان ما لم يحاول جاهدا أن يقضي حاجة جاره كما يفعل لنفسه، وأن معاقبة الظالمين تكمن في أن تجعلهم يشعرون بالخجل من أنفسهم بأن تحسن إليهم كثيرا. وأن التسليم بحقيقة أن الحب يمثل أعلى درجة من درجات الشعور الأخلاقي، أمر لم ينكره أو يعارضه أحد، لكن هذه الحقيقة تشابكت بدهاء في كل مكان مع كل أنواع الأكاذيب التي شوهتها الأنظمة حتى لم يبق منها شيء سوى كلمات، وقد شاع أن تعاليم هذه المشاعر الأخلاقية السامية صالحة للتطبيق فقط فى الحياة الخاصة أو بالأحرى للاستخدام المنزلي. أما في الحياة العامة، فإن كافة أصناف العنف والسجن والإعدام والحروب والسلوكيات تتعارض تماما مع أغلب مشاعر الحب.

وفي أزمنة سالفة، كانت الطريقة الرئيسة لتبرير استعمال العنف المناهضة للحب هي ادعاء الحق الإلهي لمن يسمى بالحاكم "القياصرة والسلاطين والأمراء والشاهات"، لكن هذا الاعتقاد ذبل ثم تلاشى تماما.

"لا تدمروا أنفسكم بأيديكم، انهضوا لأجل إدراك حقيقة نفوسكم، كونوا على قدرها، لن تخشوا شيئا"، هكذا كان يقول محاولا أن يستنهض همة العقل، حيث كان كل ما يحمل صفة ديني غير قابل للنقاش، لأنه يحمل يافطة ديني، ثم ظهرت سلطة جديدة اسمها "علمي"، تحمل زيف وادعاء وخلط بعض المفاهيم الاجتماعية والاقتصادية لملاءمة أفكار السلطة، "الاختلاف الوحيد بين تبرير العنف بالعلم الزائف، وبين تبريره من خلال الدين الزائف، هو السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يتمتع هؤلاء دون سواهم بحق تقرير من يقع من الناس تحت طائلة العنف وسطوته؟". فمن وجهة نظره، إن العلم لم يعد يقدم الإجابات التى أجاب عنها الدين سابقا بأن بعض

الأشخاص يملكون سلطة خارقة، ويمثلون إرادة الشعوب، ومن وجهة نظره أيضا أن الغالبية المسكينة من الناس أقبلوا بالنهج نفسه على التفاهات العلمية، بدلا من تهافتهم السابق على الحقيقة المقدسة.

لقد نجحت ترجمة أحمد صلاح الدين في أن تنقل القارئ إلى ماهية آراء غاندي وتولستوي عبر اللغتين الإنجليزية والروسية في كتاب واحد، وظهرت براعة اختياره للمقالات السابقة على الرسائل، ولا أتخيل الكتاب دونها. أظنه كان سيظهر كأنه فكرة مبتورة من سياق ترجمة لسلسلة أفكار إنسانية عميقة عبر غاندي وتولستوي؛ لكني كنت أنتظر من المترجم أن يفتتح كتابه بفهرس مفصل يطلع فيه القارئ على قسمي الكتاب، وكنت أطمح لكشاف ترجمة للمصطلحات في نهاية الكتاب لا الاكتفاء بتوضيحها في المرة الأولى لظهورها خاصة مع تكرارها، ومقدمة قصيرة يضع فيها المترجم القارئ ـ على اختلاف شرائحه ـ على عتبات عوالم غاندي وتولستوي وخط التماس بينهما.

وتظل المبادئ الإنسانية عابرة للعصور بأزمنتها البعيدة والقريبة، وبألسنتها المتباينة، وتحملها إلينا أجنحة الترجمة لتضفى سلاما مقترحا على عوالمنا الآنية بحثا عن تربة صالحة لدولة الحب.

[1]- مجلة ذوات العدد 59