تَرْسِيخُ الْإِيمَانِ


فئة :  ترجمات

تَرْسِيخُ الْإِيمَانِ

تَرْسِيخُ الْإِيمَانِ

تأليف: تشارلز ساندرز پورس

تقديم وترجمة: الدكتور أحمد فريحي[1]

تقديم:

قدْ لا نبالغُ إذا قلنا: إنَّنا لا نعلمُ أحداً بلغَ حظاً منَ التَّحصيلِ المَعرفيِّ، في الفترةِ المُعاصرة، وتعدَّدتِ اهتماماتُه وكثُرت تأليفُه لتُغطِّيَ كلَّ الحقولِ المعرفيةِ يفوقُ الفيلسوفَ والعالمَ الأمريكيَّ تشارلز ساندرز پورس Charles Sanders Peirce (1839-1914)، فلا يُضَاهِيه في هذا الاهتمامِ سوى المُعلِّمُ الأولُ أرسطو في العصورِ القديمة. فقدْ غطَّتِ اهتماماتُه علومَ عدةٍ: الكيمياء، والرِّياضيات، والفيزياء، والمنطق، والاقتصاد، والفلك، والأخلاق، وعلم الجمال، وفلسفة اللُّغة، وفلسفة العلوم، وتاريخ العلوم...وهناك مجالاتٌ كانَ من المُؤسسين والرُّواد الأوائل فيها كالمنطقِ الرَّمزي المعاصر، والسِّيميولوجيا، وعلمِ الإحصاء، وحسابِ الاحتمالات، هذا بالإضافة إلى أنَّه هو الأبُ المؤسس للفلسفة العملية، ويعدّ كذلك من المُؤسسين الأوائل للفلسفةِ البراغماتية بمعية الفيلسوفين جون ديوي ووليام جيمس.

لنْ ندَّخِر جُهدا في التَّعريف بما قدَّمه هذا العَلَم الَّذي قلَّ نظيرُه في التَّاريخ، وسنُقدِّم تعريفاً مختصراً يُبرزُ قيمتَه العلميَّة والفلسفيَّة. هذا التَّعريفُ، قدَّمه الموقعُ الإلكتروني لمكتبةِ هارڤارد تحت عنوان: "تشارلز ساندرز پورس: أكثر من مائةِ ألفِ صفحةٍ من ملاحظاتٍ ومسوداتٍ حول أعمالِ الفيلسوفِ والعالمِ المُؤثر."، وقد جاءَ في مضمونُ هذا التَّعريف ما يلي:« لقدْ كانَ تشارلز ساندرز پورس، أحد الشَّخصياتِ الفكريةِ الأكثر إبداعًا وموسوعيةً في القرنين الماضيين، فقدْ كانَ عالماً ورياضياً، غير أنَّه عُرفَ الآن كفيلسوفٍ، وكمؤسسٍ للبراغماتيةِ الأمريكيَّةِ، وكمنظرٍ في المنطقِ والسِّيميولوجيا (نظرية تُعنى بكيفية نمو التَّجربة الإنسانيَّة عن طريقِ البِنياتِ الوسيطة الَّتي نُنْشُئها). لقدْ عَمِلَ كجيوديسي[2] وككيميائي لصالحِ هيئةِ المسحِ الجيوديسي والسَّاحلي الأمريكيَّةِ لمدةِ اثنين وثلاثين سنةٍ، وقادَه عقُله الرِّياضيُّ مُتعدِّدُ الاهتماماتِ إلى البحثِ والكتابةِ في مجموعةٍ هائلةٍ من المواضيع. لقدْ أطلقَ على نفْسِه اسم "المنطقيُّ"، وكانتْ نظرياتُه المنطقيةُ مصدرَ إلهامٍ في اهتمامِه بالبراغماتيةِ، وبالميتافيزيقا، وبالتَّحليلاتِ العلميَّةِ، وبالدراساتِ التَّاريخيَّةِ، وحتَّى بعملِه التَّجريبيِّ. لقدْ أثارَ منطقُ المنهج العلميِّ، وعلى وجه الخصوصِ منطقُ الاكتشافِ، اهتمامَه العميقَ، وجعلَ عملَه مهمًا اليوم. إنَّ الاهتمامَ بمفاهيم پورس يتجاوزُ حدودَ الفلسفةِ الأكاديميةِ، من خلالِ مساهماتٍ رائدةٍ في الرياضياتِ، وعلمِ النَّفس التَّجريبيِّ، وعلمِ الكونياتِ، ورسمِ الخرائط، وعلمِ التأريخ، وعلوم الكمبيوتر. لقدْ تمَ تطبيقُ أعمالِه من قِبل منظماتِ الاستخباراتِ، ومن قِبل الجيشِ، وفي التِّكنولوجيا، وفي علومٍ متعددةِ التَّخصصاتِ. إنَّ مقالاتِه الموجودةِ في مكتبة هوتن تتألفُ من حوالي مائةِ ألفِ صفحةٍ. نشرَ منها حوالي اثنى عشر ألفَ صفحةٍ خلالَ حياتِه. لقدْ نُشرت الطبعاتُ المرتبة زمنياً على نحو متتالي من مَشروعِه في ثمانية مجلداتٍ من أصلِ ثلاثين مجلدًا، والَّتي تم تحريرُها حتى سنة 1892. لكنَّ أعمالَ پورس الكاملة موجودةٌ فقط في مقالاتِه القابعةِ في مكتبة هوتن. يُقدَّر حجمُ هذه الأعمالِ بحوالي خمسين ألفِ صفحةٍ من المخطوطات، لا تزالُ غير منشورةٍ، وهي في حالٍ هشَّةٍ. وعلى الرَّغم من أنَّ بعض هذه الوثائق المُصوَّرة على فيلم مُصغَّر بالأبيض والأسود، رديئةُ الجودةِ، والَّتي عمرها ستُّون سنةٍ، فقد وجدَ الباحثون أنَّ حجمَ الخط محدود، مما يصعب إدراك استعمال معنى پورس للون. هذا بالإضافة إلى أنَّه بالرَّغم من أنَّه قد تم بذلُ العديدِ من الجُهود لتصنيفِها وفهرستِها من قِبلِ الباحث ريتشارد روبن، فإنَّ منهج عمل پورس غير الخطي بشكل أساسي، وعادته في الكتابة وإعادة الكتابة والمراجعة من خلال عدةِ مسودات (غير مؤرخة)، هذا بالإضافةِ إلى كتاباتِه المُبالغة في استعمال الرُّسوم البيانيَّة المُلوَّنة الَّتي تجعل العرضَ التَّقديميَّ في النَّسخِ المطبوعِ أمرًا صعبًا. إنَّ الكتابة الرقمية لمقالاتِ پورس تجعلُها في متناولِ الجميع، وتقدِّمُ مادةً خامةً لمزيد من الدِّراسة لمفاهِيمه. وبما أنَّ هناك حوالي ألفيْ صورةٍ موجودة الآن، فقد بدلَ مجموعةٌ من الباحثين المهتمين بإرثِ پورس جهداً كبيراً في رقمنةِ المخطوطاتِ المتأخرةِ المُهمة، والَّتي يبلغ عددُ صفحاتِها حوالي خمسين ألفِ صفحةٍ. يمكنُ، بعد ذلك، نسخُ هذه المواد المعفية من حقوق الطَّبع والنَّشر، وتجميعِها من قِبل الباحثين في جميع أنحاء العالم: باعتبارها إعادة بناء تخمينية لأعماله المقصودة، أو بحثا لتطبيق أفكاره، أو لمواصلة تطوير كثير من أفكاره الواعدة. وبعد ذلك يمكنُ لأفكار پورس أنْ تستمرَ في التَّقدم، عبر وسائل الإعلام وعبرَ الإنترنت، بمشاركة واسعة من وجهاتِ النَّظر العلميةِ وغيرها من التَّخصُّصات، كما كان يأمل پورس.».[3]

للاطلاع على نص الترجمة كاملا المرجو الضغط هنا

[1]- أستاذ مادة الفلسفة، حاصل على الدكتوراه في الفلسفة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة ابن طفيل، القنيطرة، المغرب.

[2]- geodesy نسبة إلى الجيوديسيا، وهو علم يهدفُ إلى قياسٍ وفهمٍ دقيقين للشكل الهندسي للأرض، ولاتجاهها في الفضاء وفي مجال الجاذبية.

[3]- انظر الموقع الإليكتروني لمكتبة هارفارد:

«One of the most creative and versatile intellectual figures of the last two centuries, Charles Sanders Peirce was a mathematician and a scientist, but is now best known as a philosopher, the founder of American pragmatism, and as a theorist of logic as semiotic (a theory of how human experience grows by means of the mediating structures we create). For 32 years he practiced geodesy and chemistry for the U.S. Coast and Geodesic Survey, and his polymathic mind led him to research and writing on an immense range of topics. Peirce called himself a logician, and his logical theories informed his work in pragmatism, metaphysics, scientific analyses, historical studies, and even his experimental work. The logic of scientific methodology, particularly the logic of discovery, interested him deeply, and makes his work significant today. Interest in Peirce’s concepts now goes far outside the boundary of academic philosophy, with groundbreaking contributions to mathematics, experimental psychology, cosmology, cartography, historiography, and computer science. His work has had application to intelligence organizations, the military, technology, and transdisciplinary science. The Peirce papers at Houghton Library comprise an estimated 100,000 pages. Peirce published some 12,000 pages of scientific and philosophical work during his lifetime. The Chronological Edition of the Peirce Edition Project has published eight of a projected 30 volumes, editing works through 1892. But Peirce’s mature work is only available in his papers at Houghton Library. These, estimated at some 50,000 manuscript pages, remain unpublished, and are in brittle condition. While some of these documents are available on a poor-quality, 60-year-old black and white microfilm, scholars have found that linear format limiting, and it fails to capture Peirce's meaningful use of color. Further, while several efforts have been made to categorize and catalog them, most notably by Richard Robin, Peirce’s essentially non-linear working method, his habit of writing and re-writing and revising through several (usually undated) drafts, combined with his increased use of colorful graphical representation, makes presentation in printed transcription difficult. Digitization of the Peirce papers makes the raw material for further study of his concepts freely available to all. While some 2,000 images are now available, a group of Peirce scholars has initiated an effort to digitize the important late manuscripts, some 50,000 pages. This copyright-free material can then be transcribed and assembled by researchers worldwide: as conjectured reconstructions of Peirce’s intended works, or in research to apply his ideas, or to continue developing his many promising insights. In online media Peirce’s ideas can continue to evolve, with broad participation from scientific and other disciplinary perspectives, as Peirce would have hoped.»

https://library.harvard.edu./collections/charles-s-peirce-papers