حجّيَّة السُّكوت في الخطاب السياسي العربي القديم


فئة :  أبحاث محكمة

حجّيَّة السُّكوت في الخطاب السياسي العربي القديم

حجّيَّة السُّكوت في الخطاب السياسي العربي القديم

قراءة في الرَّسائل المتبادلة بين علي بـن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان([1])

محمَّد يوسف إدريس

ملخص:

في هذا المقال، نسعى إلى تحليل رسالتين تبادلهما معاوية وعليّ قبل «واقعة المصاحف»، وقد عمل كلّ طرف منهما على تأكيد أحقيّته بالخلافة من جهة، ومن جهة أخرى نفى كلّ واحد منهما أنْ يكون الطّرف المقابل قادراً على قيادة المسلمين، وهما أمران ميّزا التّنافس الذي قام بين الرَّجُلين.

فهل يعكس ما صرَّح به كلّ طرف حقيقة ما يعتمل في داخله؟ وما الشَّرعيَّة الدّينيَّة التي استند عليها كلُّ طرف في إثبات صحَّة مواقفه؟ وما الدَّور الذي نهض به النّصُّ الدّينيّ في بناء دلالات الخطاب السّياسي، وفي محاولة المرسِل إسكات المرسَل إليه؟ وما أهمُّ أساليب الإسكات؟ ولماذا اعتمد كلُّ طرف السكوت أسلوباً؟ ألا يمكن القول إنَّ اعتماد الإشارة والتّلميح اختيار واعٍ عبَّر عن رغبة مُنتج النَّصّ في إحراج المرسَل إليه؟ وما طبيعة العلاقة القائمة بين المنطوق به والمسكوت عنه في الرّسالتين؟ وما الخلفيَّات الدّينيَّة والسّياسيَّة والشَّخصيَّة المُتحكّمة في بناء دلالات كلّ رسالة؟

هذه بعض الإشكاليَّات التي نعمد إلى معالجتها بالمقارنة بين الرّسالتين من خلال النَّظر في جدليَّة الدّيني والسّياسي؛ إذ نسعى إلى تبيُّن الأسباب الدَّاعية إلى اعتماد «السُّكوت» أسلوباً للتَّواصل بين الطّرفين، ذلك أنَّ تبيُّن مضامين الرَّسائل المُتبادَلة بين معاوية وعليّ يتطلّب منَّا الوعي بأمرين متلازمين: أوَّلهما إدراك طبيعة الرَّسائل المُتبادَلة وما أحاط بها من أحداث سياسيَّة، وثانيهما تبيُّن طبيعة العلاقة التي ربطت بين طرفيْ الرَّسائل (المُرسِل والمُرسَل إليه) أثناء تبادل الرَّسائل وقبلها.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا

_______________________________________________________________

[1]- يتفكرون 12