شذرات للأستاذ الباحث محمد مصطفى القباج


فئة :  قراءات في كتب

شذرات للأستاذ الباحث محمد مصطفى القباج

صدر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الطبعة: 2015، كتاب شذرات (نصوص ومداخلات حررت تحت الطلب)، في حوالي 350 صفحة، للأستاذ الباحث محمد مصطفى القباج؛ فهذا الكتاب الذي نحن بصدد قراءته، وكما يخبرنا مؤلفه في تقديمه قائلا: "بين دفتي هذا الكتاب نصوص مختارة، من بين مئات النصوص، حررت، بين 2000 وسنة 2015، تحت الطلب من جهات وطنية وإقليمية ودولية، ألقيت كمحاضرات وندوات علمية يقدم فيها صاحبها تحليلاته، ويبدي آراءه وتصوراته ومواقفه حول قضايا تتعلق بشأن العربي الراهن (شأن الإنسان وشأن الأوطان)، وفي مجالات متنوعة (فلسفية وتربوية وسياسية وأدبية...)"[1].

وتجدر الإشارة كذلك، إلا أن مؤلف هذا الكتاب الأستاذ: محمد مصطفى القباج، هو أستاذ باحث في الفلسفة وعلوم التربية درس الفلسفة بثانويات الرباط، سلا، قنيطرة، ثم عين أستاذا للتعليم العالي بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس في الرباط، وأستاذا للفلسفة بالمدرسة المولوية، هذا فضلا عن عضويته المتعددة في زمرة من الاتحادات والجمعيات، والمنظمات الفكرية، والثقافية، والحقوقية، نخص بالذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، عضويته في الجمعية الفلسفية المغربية، وعضويته في اتحاد كتاب المغرب، وعضويته في العصبة المغربية لحماية الطفولة، وعضويته في الجمعية المغربية للأسرة والطفولة، وعضويته في منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار..

فللأستاذ محمد مصطفى القباج إسهامات عديدة صدرت له قبل هذا الكتاب في مجالات متعددة ومختلفة باختلاف مواضيعها، ونقصد هنا بالذات في المجال الثقافي، والمجال الفلسفي، والمجال الأدبي والمسرحي، ومجال التربية والتعليم، وأخيراً مجال السياسي والإعلامي، ومن أبرز هذه الإصدارات نخص بالذكر:

● الطفل المغربي وأساليب التنشئة الاجتماعية بين الحداثة والتقليد، منشورات رمسيس، الرباط، 1997

● الأمية في المغرب هل من علاج؟ المعرفة للجميع، الرباط، 1998

● مقاربات فكرية وسياسية في الشأن العربي الراهن، المؤسسة العربية للنشر والإبداع، الدار البيضاء، 1999

● من قضايا الإبداع المسرحي، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2000

● عم يتحدثون (نظرات في فكر أعلام من المغرب المعاصر)، دار أبي رقراق، الرباط، 2004

● حوار الثقافات وحقوق الإنسان في زمن العولمة للجميع، الرباط، 2005

● مشاغل الفكر في زمن العولمة، دار ما بعد الحداثة، فاس 2007

● عصارة فكر، دار أبي رقراق للنشر والطباعة والتوزيع، الرباط، 2012

أهمية كتاب "الشذرات" لمحمد مصطفى القباج:

إن كتاباً من طينة كتاب "الشذرات" جدير بالأهمية والمتابعة -في نظرنا- من لدن القراء والباحثين المختصين والمعنيين بموضوعات ومجالات نصوص هذا الكتاب، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، إن كتاب "الشذرات" من خلال اطلاعنا عليه وقراءتنا له، قد بدا لنا بجلاء بأنه يتضمن زبدة فكر الأستاذ محمد مصطفى القباج، في العديد من المجالات التي شغلته مند سنوات خلت، سواء تلك التي شغلت باله في الثقافة وما تثيره من إشكالات ما تفتأ تحضر من قبيل "الأزمة الثقافية في المجتمع الدولي راهنا" وكذلك مجمل القضايا المرتبطة بـ"التنوع الثقافي" و"حوار الثقافات" وغيرها كثير... أو التي شغلت باله في مجال الفلسفة من خلال حواره المتجدد مع فكر أعلام المغرب المعاصر، وهو ما نلاحظه في هذا الكتاب من خلال حواره مع النسق الفلسفي للمرحوم محمد عزيز الحبابي...ثم كذلك في مجال الأدب والمسرح من خلال مناقشته لقضية الإبداع المسرحي، وما تثيره من إشكالات داخل المسرح المغربي. هذا بالإضافة إلى التفاتته الجادة إلى الوضع الراهن إلى ترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم.

ثم كذلك في مجال التربية والتعليم، من خلال مناقشته لإشكال التربية على المواطنة في الأنساق التعليمية والمؤسسات المدرسية، وقد سلف للأستاذ محمد مصطفى القباج مناقشة هذا الموضوع بالتفصيل في كتابه الموسوم بـ"مقاربات في الحوار والمواطنة ومجتمع المعرفة" 2006، ثم كذلك في المجال السياسي والإعلامي، كحديثه في المجال السياسي عن التوافق المجتمعي حول شكل الدولة الحداثية وما تثيره من إشكالات كإشكال الفصل بين شأن الدين وشأن السياسة. وفي المجال الإعلامي، كحديثه عن مجتمع المعرفة وضوابطه الأخلاقية والقانونية والسياسية، ومجتمع المعلومات والتغيير الثقافي.

إذن، يمكن القول من خلال ما سلف، أن كتاب "الشذرات" لأستاذ محمد مصطفى القباج، كتاب نصوصه جديرة بالاهتمام والمتابعة، سمتها الأساس "التعدد والتنوع" في تناول الموضوعات والقضايا الثقافية، والفكرية، والتعليمة، والسياسية، والإعلامية، التي فرضت ملحاحيتها على مؤلفها مند سنوات خلت ولازالت، ولعلها في نفس الوقت كذلك، دعوة فكرية للانخراط المتجدد من لدن باحثين جدد في هذه الإشكالات التي ما تفتأ تحضر.

الكتاب من الداخل:

يتضمن كتاب "الشذارت" للأستاذ محمد مصطفى القباج تقديما في حوالي ثلاث صفحات، وخمس مجالات أو أبواب صنفها على الشكل التالي:

- الباب الأول /المجال الأول: هو الذي عنونه الأستاذ محمد مصطفى القباج بـ"في الثقافة" في حوالي 77 صفحة، والذي حاول أن يجمع فيه مجموعة من النصوص التي تلتقي موضوعاتها في موضوع الثقافة. كنص:

● "التفاعل الإيجابي بين الحضارات (الحضارة العربية-الإسلامية نموذجا)" الذي هو في الأصل نص حرر بطلب من منظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم/ألسكو-تونس، حاول الأستاذ محمد مصطفى القباج من خلاله أن ينظر إلى الحضارات "كمجردات لا تتحاور ولا تتصادم ولا تتعارض، ولكن تتفاعل أو تتأثر أو تتنافذ بفعل المخالطة لتستفيد حضارة وليدة من حضارة في مرحلة انهيار أو انحطاط. وأن ما يروج في زماننا من مفاهيم الحوار والمحاججة والمجادلة ليس له نصيب من الصدقية المعرفية والمنطقية".[2] وعليه، يقترح علينا مقاربة جديدة مبنية على نمذجة تاريخية عينية ترتكز بالأساس على الحوار الذي يكون مباشرا بين الأعيان، ويكون عبر إعمال العقل والتواصل حسب تعبير يورغن هابرماس، بعيدا عن عفويات الوجدان أو التعاطف. بمعنى أدق، أن التفاعل الحضاري الذي يقصده الأستاذ محمد مصطفى القباج هو الذي يتم عبر أداة هي العقل في ذروة نضجه واكتماله وفي لحظة زمانية محددة وفضاءات مكانية متعددة، هذا بالإضافة إلى كونه يتم كذلك عبر القراءة والبحث والنقل والترجمة، كما يقتضي التفاعل الحضاري إقصاء منطق العنف والمواجهة المسلحة (الحروب). وللنشوء الحضارة العربية الإسلامية حسبه، لابد من اتخاذ حكام الوطن العربي الإسلامي قرار اعتماد العقل والعقلانية كشرط ضروري ولازم للبناء الحضاري، هذا بالإضافة إلى قرار اعتبار الترجمة أمرا ضروريا في البناء الحضاري.

● "الأزمة الثقافية في المجتمع الدولي راهنا" ولقد حرر هذا النص بطلب من اللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم. يرفض الأستاذ محمد مصطفى القباج الطرح الذي يقر بـ"الانتقال من قرن إلى قرن، وبزوغ عهد العولمة التي ينظر إليها بأنها قطيعة حضارية، أو بتعبير أدق (لألفاظ طوفلر) موجدة جديدة"[3]، كما أنه ينظر إلا أن الهويات الثقافية التي تعكس خصوصيات وتفرد مجموعات بشرية تنتمي إلى مناخ بشرية تنتمي إلى مناخ عقدي أو حضاري متميز لا تدخل تحت طائلة أي حجم سكاني سواء أكبر أم أصغر، ولكن اكتساح وهيمنة ثقافة المركز...يعجل بمحو أثر هويات ثقافية وبالتالي ثقافات على جانب كبير من التميز والأصالة كانت تمثل جزءاً من التراث الإنسانية[4]، وبالتالي فالهوية الثقافية لدول الشمال وثقافتها الخاصة هي التي تعاني من أزمة حقيقية حادة. أما ثقافة الجنوب فمهددة، وشتان ما بين موقفين حسب الأستاذ محمد مصطفى القباج.

● "التنوع الثقافي: من المفهوم إلى التفعيل" ولقد حرر هذا النص بطلب من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية واللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم.

في هذا النص، يبدأ الأستاذ محمد مصطفى القباج بعرض الإرهاصات الأولى والمرجعيات الحداثية التي ساهمت في ظهور "فكر التنوع الثقافي"، والتي ترجع بالأساس إلى بداية القرن التاسع عشر مع بزوغ علمي الأنثروبولوجيا والإثنولوجيا اللذين بلغا أوج النضج عند علماء من عيار (كلود ليفي سترواس) و(مارغريت ميد)[5] ووصولا إلى إسهامات هابرماس في هذا السياق وخصوصا في حديثه عن مفهوم المواطنة التي "أخرجها من إطارها السياسي والقانوني إلى سياق منفتح تعددي يقبل الاختلاف، ويسهم في تدبيره"[6]، ومن خلال هذه المرجعيات يرى الأستاذ محمد مصطفى القباج بأنه يجب أن ينظر إلى "التنوع الثقافي كحدث عيني، أي كواقع ملموس "من خلفنا وأمامنا وحولنا" كما قال كلود ليفي ستروس"[7]، بمعنى يجب على التنوع الثقافي أن يكتسب دينامية تفعل خيارات الناس، وتجعل منه قوة فعل وليس مفهوما نظريا أو نصوصا ميتة. وبالتالي، فإن "للتنوع الثقافي "منظورية" (Visibilité) لا يمكن بتاتا التغاضي عنها. وقد انتبه لهذه المنظورية (فرناند برودي) في مقدمة كتابه "الهوية الفرنسية"[8]

● "تطوير البحث والتعاون الدولي من أجل إعادة صياغة السياسات الثقافية"، ولقد حرر هذا النص بطلب من المجلة العربية للثقافة الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (تونس)، في هذا النص يكون هدف الأستاذ محمد مصطفى القباج الوقوف عن السياسات الثقافية العربية في علاقاتها بأدبيات المنظمات الدولية والإقليمية، ووضع اليد على جوانب الضعف المعرفي والمنهجي في تلك السياسات والأدبيات، مما يستوجب مراجعة جذرية لها بهدف إعادة النظر فيها، وبالتالي إعادة صياغتها اعتمادا على البحث العلمي، وبروح منفتحة على الحوار والتفاعل إقليميا ودوليا[9]، ومن خلال مرجعية مفاهيمية جذرية للثقافة وأبعادها وحدودها وأدوارها وليس من خلال النظر إلى مفهوم الثقافة، باعتباره مفهوما أنثروبولوجيا، وإنما هو مفهوم مركب يتداخل فيه ما هو تكنولوجي تواصلي مع ما هو تعليمي، وإعلامي، وعلمي...ثم إحداث مؤسسات متخصصة في تدبير التعاون الثقافي الإقليمي والدولي، وأخيرا يجب أن تصاغ السياسات الثقافية صياغة استراتيجية إجرائية تحتل فيها الأفكار منزلة الصدارة أكثر من الأسلوبية حتى يتوفر لها الوضوح والدقة.

● "عن مسببات وتداعيات فقر ثقافة الطفل العربي" ولقد حرر هذا البحث بطلب من مجموعة البحث في الأدب المقارن بكلية الآداب والعلوم الإنسانية (جامعة محمد الخامس- هذا البحث حسب الأستاذ محمد مصطفى القباج لم يأخذ حظه بعد من البحث العلمي.

إن ثقافة الطفل حسب الأستاذ محمد مصطفى القباج تتسع لتشمل كذلك كل ما يبدعه الطفل نفسه، ولقد أصبح من قبيل احترام حقوق الطفل أن يولي المجتمع إبداعات الطفل ليس فقط على وجه التشجيع، بل لتعميق المعرفة به وتعزيز مشاعر الإباء مما يؤثر إيجابيا في تطوره النفسي والعقلي[10]، وبالتالي يجب أن ينظر إلى ثقافة الطفل بكل أشكالها ومضامينها ومصادرها بأن تؤدي وظيفة التثقيف أو التنشئة الثقافية التي لا تنتهي خبرتها على حد قول (هيرسكوفيتش) إلا بموت الفرد، وتثقيف الفرد خلال سنواته المبكرة هي الوسيلة الأساسية المؤدية بوعي أو بدون وعي، إلى استقرار النموذج والمرجعية الثقافتين والاجتماعية داخل الأسرة وفي المدرسة والمدينة وباقي الأوساط التي يتحرك فيها الطفل.

- الباب الثاني /المجال الثاني: هو الذي عنونه الأستاذ محمد مصطفى القباج بـ "في الفلسفة" في حوالي 26 صفحة، ولقد ضمنه بحثين فلسفيين اثنين، وهما:

● الغدية هي الأصل (مبحث في النسق الفلسفي لمحمد عزيز الحبابي)، ولقد حرر هذا البحث بطلب من مركز الأبحاث ودراسة السياسات (قطر)، لقد تحدث الأستاذ محمد مصطفى القباج في هذا البحث عن مسألة البرهنة على أطروحة مؤداها أن "التوجه الغدوي" في فلسفة الحبابي هو الأصل، وأن ما أعقبته من نصوص هي روافد تمثل سلسلة من التشخيصات والتأملات التي عمقت هذا التوجه وأعطه خاصية الاتساق بكل مركباتها من المفاهيم والتطبيقات[11]، وفي نظره أن أول من تنبه إلى هذا الأمر هما: عبد الرزاق الدواي في مقال له صدر في "مجلة الفلسفية العربية" تحت عنوان: "جدلية القلق والتوافق في الفكر الفلسفي عند محمد عزيز الحبابي"، و"بير ماكسيم شول وهو يقدم الكتاب الذي يتضمن الأطروحة الرئيسة التي نال بها الحبابي دكتوراه الدولة"[12]. إن الغدية التي يتحدث عنه الأستاذ محمد مصطفى القباج عند الحبابي هي التي تعكس الفكر، وهو يبرهن عن قدرات الإبداع رغم فشل الحضارة، ولقد خصص الحبابي حيزا كبيرا من "عالم الغد" لاستعراض مواصفات فلسفات الغد وهي حصرا حسب الأستاذ محمد مصطفى القباج، "أولا: ثالثية، ومن هنا ضرورة مواجهة التخلف وإعداد غد لمجموع الإنسانية. ثانيا: تعتمد على منهجية قوامها التكامل أصناف المعرفة L’interdisciplinarité. ثالثا: تجعل من القطيعة مع النماذج الغربية السائدة اليوم قاعدة لإعداد إنسان الغد، لأن تلك النماذج، أفلست وفقدت مصداقيتها".[13]

● من يتكلم باسم الإسلام؟ ولقد حررت هذه المداخلة بطلب من مؤسسة (كونراد أديناور) والمرصد العربي للأديان والحريات (تونس). في هذا النص ينظر الأستاذ محمد مصطفى القباج إلا أن الذي له الحق في أن يتكلم يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حقائق العصر، في سبيل إيجاد حل المشاكل التي تواجه الراهن العالم، وبهدف نبيل هو إقرار السلام العالمي الدائم بالمعنى الكانطي[14].

- الباب الثالث/ المجال الثالث: عنونه الأستاذ مصطفى القباج بـ في الأدب والمسرح، في حوالي 42 صفحة، ضمنه مجموعة من المداخلات والأبحاث كمداخلة الإبداع في مجال العلوم الإنسانية في البلدان العربية، ولقد حررت هذه المداخلة بطلب من لجنة تحكيم جائزة ابن خلدون/سنغفور للترجمة في العلوم الإنسانية التي تمنحها المنظمة العالمية للفرانكوفونية (باريس) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (تونس). ونص من التأريخ للمسرح المغربي إلى التحليل الفلسفي التاريخي للمسار، ولقد حرر هذا النص بطلب من الهيئة العربية للمسرح (الشارقة-الإمارات العربية المتحدة). ونص دور المسرح المغربي في دعم النضال الوطني، ولد حرر هذا النص بطلب من المندوبية السامية المغربية للمقاومة وجيش التحرير. ومداخلة الوضع الراهن لترجمة الأدب العربي إلى لغات العالم، ولقد حررت هذه المداخلة بطلب من لجنة تحكيم جائزة ابن خلدون/سنغفور للترجمة في العلوم الإنسانية التي تمنحها المنظمة العالمية للفرانكوفونية (باريس) والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (تونس).

- الباب الرابع/المجال الرابع: عنوه الأستاذ محمد مصطفى القباج بـ في التربية والاجتماع في حوالي 22 صفحة، ولقد ضمنه مجموعة من المداخلات والنصوص التي تعنى بقضايا التربية والتعليم والاجتماع، كنص التربية على المواطنة في الأنساق التعليمية (تحليلات واتجاهات)، ولقد حرر هذا النص بطلب من وزارة التربية الوطنية في حكومة الجزائر والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (تونس). ومداخلة العلاقة بين الاستغلال الاقتصادي للنساء والاختلالات الأسرية المهددة للأمن الاجتماعي، ولقد حررت هذه المداخلة بطلب من المنظمة المغربية لحماية الأسرة.

- الباب الخامس/المجال الخامس: عنونه الأستاذ محمد مصطفى القباج بـ في السياسة والإعلام، في حوالي 104 الصفحات، وقد عني هذا النص بمجمل القضايا والإشكالات السياسية والإعلامية التي شغلت الأستاذ محمد مصطفى القباج، ولقد ضمنه مجموعة من النصوص والمداخلات كنص التوافق المجتمعي حول شكل الدولة الحداثية هل يحتم الفصل بين الشأن الدين وشأن السياسة؟ ولقد حرر هذا النص بطلب من مؤسسة كونراند أديناور والمرصد العربي للأديان والحريات (تونس). ونص الانتفاضات العربية ومنطق الثورات الاجتماعية والسياسية، ولقد حرر هذا النص بطلب من وزارة الثقافة بمناسبة إحدى دورات معرض الدار البيضاء، الدولي للكتاب. ونص هل الديمقراطية الحقة في حاجة إلى آليات الممارسة؟ ولقد حرر هذا النص بطلب من منظمة شمال-جنوب لحقوق الإنسان وحوار الحضارات. ونص الوطن العربي بين آمال التطور الحضاري وحقائق الواقع المرتبك، ولقد حرر هذا النص بطلب من المجلس الوطني للثقافة (الكويت). ومداخلة تجديد النظر في مفهوم حقوق الإنسان (من زاوية الحقوق الثقافية المؤسسة على التعددية ورفض الآحادية)، ولقد حررت هذه المداخلة كذلك بطلب من المنظمة العربية للتربية والثقافية والإسلام (تونس). ونص مجتمع المعرفة: ضوابطه الأخلاقية والقانونية والسياسية، ولقد حرر هذا النص بطلب من منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار (المغرب). ونص مجتمع المعلومات والتغيير الثقافي، ولقد حرر هذا النص بطلب من المجلة العربية للثقافة الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (تونس). ونص فلسطين: حسرة المثقف بين عجز العدالة الدولية وعجز العرب، ولقد حرر هذا النص بطلب من وزارة الثقافة في الحكومة المغربية. ونص انعكاسات الوضع الراهن لاتحاد المغرب العربي على العلاقات المغاربية الدولية، ولقد حرر هذا النص بطلب من منظمة الشمال-جنوب لحقوق الإنسان وحوار الثقافات (جنيف-سويسرا).

على سبيل الختم:

تستحق جهود الأستاذ الباحث محمد مصطفى القباج في مجال الفلسفة والثقافة والفكر والتعليم ببعض الاهتمام والعناية والتقدير، وهي جديرة بالعرض والتحليل لما تتضمنه من أفكار فلسفية جادة ومؤسسة على منهج فلسفي دقيق الرؤية، بغية تقديم إطار جديد لإنتاج قراءات جديدة تتجاوز كل الطروحات التقليدية في تناول الموضوعات تناولا بسيطا بعيدة كل البعد عن العمق الفلسفي، مع عدم تغيب السياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية لهذه الموضوعات. وأخيرًا، ووفقًا لما تعرضنا له في هذا الكتاب فيما سلف من القول، تتضح لنا قيمة هذا الكتاب، وأهميته، وإلى أي حد يمكن اعتباره إضافة حقيقية وجادة في تعزيز وإغناء أنماط التعدُّد الفكري والثقافي ذي الطابع العقلاني والعلمي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإنّه يُمكن اعتباره إضافة حقيقية في مجال تعزيز الدراسات والأبحاث الفكرية النقديّة والتحليلية لمجموعة من القضايا الثقافية والفلسفية والمسرحية والتعليمية وأخيرا السياسية، وتفكيكِ كل الأُسس والمؤثرات الفكرية لظواهريات هذا الفكر والثقافة الأحادية المنغلقة على ذاتها التي سيطرت فيه.


[1] محمد مصطفى القباج، شذرات (نصوص ومداخلات حررت تحت الطلب)، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الطبعة: 2015، ص: 7

[2] محمد مصطفى القباج، شذرات (نصوص ومداخلات حررت تحت الطلب)، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الطبعة: 2015، ص: 20

[3] نفس المرجع، ص: 45

[4] نفس المرجع، ص: 54

[5] نفس المرجع، ص: 60

[6] نفس المرجع، ص: 63

[7] نفس المرجع، ص: 68

[8] نفس المرجع، ص: 68/69

[9] نفس المرجع، ص: 73

[10] نفس المرجع، ص: 96

[11] نفس المرجع، ص: 105

[12] نفس المرجع، ص ص: 105/106

[13] نفس المرجع، ص ص: 123/124

[14] نفس المرجع، ص: 135