صورة الموت في المغرب إبان العصر الوسيط من خلال نصوص شعرية، إسلامية ويهودية


فئة :  مقالات

صورة الموت في المغرب إبان العصر الوسيط  من خلال نصوص شعرية، إسلامية ويهودية

صورة الموت في المغرب إبان العصر الوسيط

من خلال نصوص شعرية، إسلامية ويهودية

رابحي رضوان

مقدمة

لا يستطيع الإنسان أن يُخضع موته للتجربة؛ لأنه مجبر على خوض غماره مرة واحدة بلا عودة. لذلك، شكل الموت موضِع تأملٍ منذ أن أيقن الإنسان أنه مصير حتمي، فتفاعل معه بإنتاج طقوس وممارسات ومعتقدات عكسَت مستوى فهمِه وتصورِه له. كما حاول التعبير عن مواقفه وتمثلاته تجاهه، من خلال إبداعات أدبية ضمنها النصوص الشعرية.

تَطرَّقَ الشعراء الأندلسيون والمغاربة، مسلمين ويهودا، لمشكلة الموت في أشعارهم، من خلال عدد من القصائد والأبيات الشعرية، بعضها ورد في دواوين شعرية خاصة، وبعضها ورد عرضا في مصادر متنوعة. لكن استنطاق الأبيات الشعرية واستثمارها يتطلب نوعا من الحذر؛ لأنها قد لا تعكس حقيقة الوضع بشكل دقيق بسبب انشغال الشاعر، أحيانا، بالبحث عن جمالية الصورة على حساب دقة المعطيات والأوصاف. كيف نظر شعراء المغرب خلال العصر الوسيط إلى الموت؟

الموت في نصوص شعرية إسلامية

لا تخفى أهمية الإبداع الشعري في الإفصاح عما تفتقر إليه المصادر، فهو بمثابة تعبير عن واقع الناس، وعن تمثلاتهم لمختلف الظواهر والمشكلات التي تصادفهم في المعيش اليومي. يظهر، من خلال عدد من الأبيات الشعرية التي تعود إلى العصر الوسيط، أن أكثر الصوّر تردادا وتداولا هي تلك التي تَعُدُّ الموت قدرًا محتوما لا مفرّ منه؛ ذلك أن الموت خاتمة لحياة كل البشر، ونهاية طبيعية لكل المخلوقات. بهذا المعنى، أنشد منذر بن سعيد الأندلسي (ت. 355/ 966م) قائلا:

المَــوْتُ حَوْض وَكُـلّنا نَرِدُ *** لَـمْ يَنْجُ مِمّا يَخَافُــهُ أَحَــدُ

فَلاَ تَكُنْ مُغْرَمًا بِرِزْقِ غَدٍ *** فَلَسْتَ تَدْرِي بِمَا يَجِيءُ غَدُ[1]،

وفي مرضه الذي مات منه عام 438 هـ/ 1047م بطليطلة، تمثّل الفقيه والخطيب عبد الرحمان بن جوشن (ابن الحصار) البيت الآتي:

لَوْ كَانَ مَوْتٌ يُشترَى *** لكنتُ لَهُ شَاريا[2]

وقال عبد الحق الإشبيلي (ت. 581 هـ/1186م):

فِــرْ مِنَ المَوت أو اثبُتْ لَه *** لاَ بُدّ من أنَّك تَـلْقَــاه

واكْتُب بِهذي الدّار ما شِئْتَه *** فإنّك في تِلك سَتَقْرَاه[3]،

وأمر الشاعر أبو بكر بن مغاور (ت. 587 هـ/ 1191م، بشاطبة) أن يكتب على قبره إذا مات، الأبيات الآتية:

أيُّها الوَاقف اعتِبَارا بِقَبْرِي *** اسمَعْ فِيهِ قَوْل عَظْم رَمِيم

أَوْدَعُوني بَطْن الضّريح وخَافُوا *** مِنْ ذُنُوب كُلُومُها بأَدِيم

قُلتُ لا تجزَعُوا عَلَيَّ فإني *** حَسَنُ الظّن بالرؤوف العظيم[4]

ورثى أحد الشعراء المغاربة أبا العباس السبتي (ت.601 هـ / 1204 م) قائلا:

وَحُكْمُ الْمَوْتِ فِينَا حُكْم عَدْلٍ *** قَضَاهُ فَمَالَنَا عَنْهُ عُدُولُ[5]،

وأنشد أبو فارس عبد العزيز الملزوزي المكناسي (ت. 697هـ/ 1298م)، في قصيدة رثاء طويلة، قائلا:

سَهــْمُ المَنِيّة أيــن منــه فِـــــرار *** من في البريَّة مَن رجاه يُجار

حَكَم الزمان على الخلايق بالفنـا *** فالــدار لايـبقــى بـهـا ديَّــــار[6].

هذا الإيمان بحتمية الموت في الشعر الإسلامي المغربي، ترافقه الرهبة والخوف منه، فقد ظل هاجس الموت حاضرا بقوة في النصوص الشعرية. هذا الموقف، دفع الشعراء والأدباء إلى نهج كل السبل بحثا عن نوع من الطمأنينة والشفاعة، والارتباط بمن يحبون والبقاء قربهم، حتى بعد موتهم؛ ذلك أن قراءة سريعة في مضامين الأشعار التي كان بعض الأشخاص يوصون بكتابتها على قبورهم، تبين أن بعضهم كان يرغب في أن يُدفن قرب من يحب، مثلما هو الحال بالنسبة إلى الشاعر الأندلسي أبو عامر بن شهيد (ت. 426هـ/ 1035م) الذي أوصى بأن يُدْفَنَ جوار قبر صاحبه بقرطبة، ويكتب على قبره أبياتا منها البيت التالي:

يَا صَاحِبي قُم فَقَد أطَلْنَا *** أَنَحْنُ طُول المُدّة هُجُور[7].

والموت أمر مروع ومخيف يصعب وصفه، يقول عبد الحق الإشبيلي:

قَالُوا صِفْ الموتَ يا هذا وشدّتَهُ *** فَقُلْتُ وَامتَدَّ مِنِّي عندَها الصَّوتُ

يَكْفيكُم مِنْه أن الناسَ إذا وَصَفوا *** أمرا يُرْوِعُهُمْ قَالُوا هُو المَوْتُ[8]

وفرضت رَهْبَةَ الموت على الشعراء نوعا من البحث عن الشفاعة، فعلى سبيل المثال طلب علي بن جعفر بن همشك (ق. 6 هـ/ 12 م) أن يُكتب على قبره في شقورة الأندلسية:

لعمرك مَا أردتُ بقاءَ قبري *** وجِسْمِي فِيه لَيْس لَهُ بقاءُ

ولَكِنّي رَجَوْتُ وقوفَ بَـرٍّ *** على قبري فَيَنْفَعُنِي الدّعَاءُ

سبيلُ المَوْتِ غاية كلِّ حيٍّ *** فكلّ سوف يلحقُهُ الفَنَاءُ[9]،

ومنهم من أنشد أبياتا لحظات احتضاره، فلما أحس القاضي العبدري القرطبي أبو بكر بن ميمون (ت. بمدينة مراكش 567 هـ/ 1171م) بأجله، وقد حضرته الوفاة وأصحابه يدعون له أنشد، بنوع من الحسرة على فراق الأحباب، قائلا:

أيرتجي الخلد من عليه *** دلائل للــــــــردى جليّه

أوله مخبـــر بثان *** ذلك منيّ وذي منية[10]

ولما أيقن الشاعر أبو الحسن بن عياش (ت. 568هـ/ 1173م)، بالموت، قال:

عَصَيْتُ هَوَى نَفْسي صَغِيرا فَعِنْدَما *** دَهَتْنِي الليالي بالمَشِيب وبالكِبَر.

أَطَعْتُ الهَوى عكس القضيةِ ليْتَنِي *** خُلِقت كَبِيرا وانتقلتُ إلى الصِّغَر[11].

ومنهم من حرمه الخوف من الموت والمصير من فرحة العيد، فقد أنشد الفقيه الأندلسي أبو محمد بن حذلم (ق. 8 هـ/ 14م) قائلا:

يَقُولُونَ لي خلِّ عنكَ الأسَى *** ولُـذْ بالسُّرُورِ فذا يومُ عيدُ

فقلتُ لَـهُم والأسَى غالب *** ووجديَ يَحْيَى وشَوْقِي يَزِيدُ

توعَّدَني مالكي بالفــِـراقِ *** فَكَيْفَ أُسَرُّ وَعِيـدِي وَعـــيد؟[12]

في السياق ذاته، انتعشت ظاهرة كتابة بعض الأبيات الشعرية على قبور الصلحاء والفقهاء، بعد أن كانت حكرا على قبور السلاطين والأمراء خلال المراحل السابقة. يورد ابن الخطيب في "اللمحة البدرية"[13] والكتاني في "سلوة الأنفاس" وابن زيدان في "الاتحاف" بعضا منها[14]. يظهر أن هذا الشعر أصبح يقدم معلومات أوفى عن الميت ومناقبه.[15]

في الوقت نفسه، تواصلت ظاهرة كتابة أبيات من الشعر على قبور الأمراء والسلاطين، تُعدّد مناقب الميت وهول المصيبة بموته، فقد نظم عبد العزيز الفشتالي، وزير أحمد المنصور الذهبي، أبياتا نُقشت على رخام قبر السلطان السعدي محمد الشيخ المهدي (ت. 964هـ/ 1557م) في مدينة مراكش، جاء فيها:

دكت لموتك أطواد العلا صعقا *** وارتج من بعدك السبع السماوات

وشيعت نعشك المزجى إلى عدن *** من الملائكة ألحان وأصوات[16]

يظهر من خلال بعض الأبيات بحثُ الأمراء، والسلاطين، عن الشفاعة ورغبتهم في الترحم عليهم، منها الأبيات، أسفله، التي نُقشت على قبر السلطان السعدي عبد الله الغالب بالله (ت. 981هـ/ 1574م):

أيا زائري هب لي الدعاء ترحما *** فإني إلى فضل الدعاء فقير

وقد كان أمر المؤمنين وملكهم *** إلى وصيتي في البلاد شهير

فها أنا هذا صرت ملقى بحفرة *** ولم يغن عني قائد ووزير[17].

يتضح من خلال هذه النماذج من الأبيات الشعرية، أن موقف شعراء المغرب والأندلس إزاء الموت، عرف تطورا تدريجيا، حيث انتقل من مواجهته بشجاعة باعتباره قدرا لا مفر منه، مع نوع من التوجس الطبيعي، إلى تصويره كهاجس يقض مضجع الأحياء، ويدفعهم إلى طلب الدعاء والشفاعة[18].

الموت في نصوص شعرية يهودية

تُحيط مخاطر عدة باستثمار النصوص الشعرية المترجمة من العبرية إلى العربية، سواء من حيث الشكل أو المضمون؛ غير أن ذلك لا يمنع من توظيف أبيات منها، في هذا العمل، لما لها من أهمية في رصد تمثلات الموت عند يهود المغرب والأندلس. كيف قدمت النصوص الشعرية اليهودية الموت؟

إذا كانت صورة الموت عند الشعراء المسلمين بالمغرب والأندلس المسلمين، قد تراوحت بين الخوف منه، وبين تقبله بشجاعة، فإن تيمة الموت تحضر بصورة أكثر سلبية في الشعر اليهودي. لعل ذلك راجع إلى الصورة القاتمة التي ترسمها المصادر الدينية اليهودية عن الموت، خاصة وأن الشعراء اليهود كانوا حريصين على العودة إلى نصوصهم التراثية القديمة وما ترمز إليه[19]. من جهة أخرى، قد يكون لآراء الصوفية والزّهاد في ذم الدنيا، تأثيره في نفوس الشعراء اليهود بالأندلس والمغرب، الذين وجدوا في الحديث عن الدنيا وذمها موضوعا رئيسا لأشعارهم.

في بعض الأحيان، يجمع الشاعر الموقف من الحياة والموت معا، بروح مليئة بالشك والريبة، حيث يعُدُّ الموتَ مصدر أسى وحزن، والحياة مسيرة يومية إلى المصير الحتمي للفرد، فقد قال الشاعر اليهودي الأندلسي ابن عزرا (ق. 6هـ/ 12م):

فليذْكُر الإنسان في حياته

أنه يَسِيرُ في طريق الموت

يُسافر كلَّ يوم رحلة بطيئة[20]،

تطغى النزعة التشاؤمية عند ابن عزرا، فقد أنشد أبياتا يندد فيها بالحياة محذرا من الغرور بملذاتها، قائلا:

دنــسٌ كــلها الدُّنيــا هي وأهلها

اسمها الدنيا لأن كل سُبلها باطلة

(...)

تُشبه روضة خضراءَ في أوراقِها سمّ زعاف[21]

ويقول أيضا:

ما الدنيا إلا مصائب، ولا أفراحها إلا فجائع *** فاحذروا الاقترابَ والدنُو مِنه[22].

ومن بين الشعراء الذين تأثروا بهذه النزعة التشاؤمية، ابن نغريلة (ت. 547هـ/ 1152م)، فقد سيطرت على أشعاره روح الخوف ورعب الفناء؛ يقول في إحدى القصائد:

أقسَمتُ بالله أن الإنسان يسيرُ إلى العدم *** على الأرض ولا يفهمُ الأباطيل[23].

يحاول يهودا بن صموئيل اللاوي (من أليسانة ت. 536هـ/ 1141م) تخفيف وطأة الموت بالتأكيد أن من يعبد الله أفضل ممن يعبد الدنيا، يقول:

عبيدُ الدنيا عبيدُ لعبيد

وإنما الحرُّ هو عبد الله

حين يسعى كلُّ امرئ إلى هوايته

تقولُ نفسي هوايتي تسبيحُ الله[24].

يظهر من خلال أبيات أخرى إحساس الشاعر بالخوف من المصير بعد الموت، وبحثه عن المغفرة ومحو الذنوب المقترفة في الحياة، فقد أنشد إسحاق بن مرشاؤول (أندلسي من أليسانة- ق. 5 هـ/ 11م):

إلهي لا تُحَاسِبني حسب خَطاياي

ولا تكِلْ لِي حسب أعمالي

اشملني بفَضْلِك لأحيا

يا رب لا تُعَاقبني على خطاياي[25].

في مقابل تردد الشاعر اليهودي في الإقبال على الحياة، ترسُم نصوصٌ شعرية يهودية موقفا أكثر قتامة تجاه الموت، إذ يَرِدُ ذِكْرُهُ فيها بمعان يغلب عليها الخوف، والحسرة، والفزع، فقد أنشد "بن عزرا" أبياتا جاء فيها:

أيها الصُّم لتصغِ اليوم آذانكم

تُوبُوا عَنْ ذنوبكم قبل أن يأتي يوم فزَعكم

وتذهبون مع أبنائكم إلى مثوى آبائكم[26]،

ويضيف قائلا:

وماذا عن أملِ رجل يَنتظِر الموتَ *** وتتعلق عيناهُ كل يوم بالهاوية[27]،

ويقول ابن سهل الأندلسي (ت. 649هـ/ 1251م):

يَجِدُّ الرَّدى فِينا ونحنُ نُهازِلُهْ *** ونغفو وما تغفو فُواقاً نوازِلُهْ

بقاءُ الفتى سؤل يعزُّ طلابـــه *** ورَيبُ الردى قِرن يَزِلُّ مُصاوِلُهْ[28]

في نفس الصدد، يُشَبِّهُ أحد الشعراء اليهود الموت بالسكين القاطع، قائلا:

كأنما الزمـن ينـــفـذ والمــوت *** كسكين قاطع، وكل الكائنات حُملان.[29]

حاول بعض الشعراء اليهود تخفيف وطأة الأحزان عن طريق الدعوة إلى شرب الخمر، فقد دعا "دوناش بن لبراط القرطبي" (ق. 4هـ/ 10م) إلى الاستعانة بها لطرد الغم والحزن:

لَسَوْفَ نَشْرُبُ بين أجمات الزّهور المُسورة بالورود

ونهجُر الأحزان بكل أنواع الحبور

وَنُشارك بالمتعة والشراب من الأقداح[30]،

وأنشد ابن سهل الأندلسي قائلا:

أَموسى وَلَم أَهجُركَ وَاللَهِ إِنَّما *** هَجَرتُ الكَرى وَاللُبَّ وَالأُنسَ وَالصَبرا

تَـرَكتُكَ لا نَقضاً لِعَهدِيَ بَل أَرى *** حَياتِيَ ذَنباً بَعدَ بُعدِكَ أَو غَدرا

قَنِعتُ عَلى رُغمي بِذِكرِكَ وَحدَهُ *** أُديرُ عَلَيهِ الخَمرَ وَالأَدمُعَ الحُمرا[31].

تعكس بعض نصوص الشعر اليهودية قلق الأحياء على مصير الموتى، وتَوَسُّل كل السبل، طلبا للرحمة لهم، كالدعاء بسقيا المطر للقبر، على عادة العرب قبل الإسلام، فقد أنشد ابن نغريلة في رثاء أحدهم قائلا:

فليُظل قبره بالسحاب *** وليُسقى ترابه بالطل[32]،

وقال اليهودي الأندلسي سليمان بن جبيرول (ت. 463هـ/ 1070م) في رثاء أحد أصدقائه:

ويسقى كل مثوى بمطر كماء عيني *** ويمطر عليهم طلا ومطرا كدموعي[33]

يظهر أن بعض أشعار "الغفرانيات"[34]، من نظم ابن عزرا، كانت واسعة الانتشار بين يهود الأندلس والمغرب، إذ يذكر الشاعر يهوذا الحريزي (ت. 622هـ/1225م)، أن "الألسنة كانت تترنم بها"[35]، مما يعبر عن درجة تأثر اليهود بهذا الموقف السلبي من الموت.

لما توفي العالم التلمودي إسحاق الفاسي بالأندلس عام 496هـ/1102م، حزن يهود الأندلس حزنا شديدا، وكتب الشاعر اليهودي، "يهودا اللاوي" (أبراهام بن داود) على شاهدِ قبره الأبيات التالية:

في يوم سيناء، ارتعشت الجبال تشريفاً لك

لقد قابلك ملك الرَّب

وحفر التوراة على ألواح قلبك

ووضع تاجه المفقود على رأسك[36]

يتبين من خلال هذه العينة من الأبيات الشعرية، أن الموقف المتوجس من الموت، ظل منتشرا في أوساط الشعراء و"المثقفين"، مع حرص بعضهم على إبراز دور "التواضع والقناعة في طمأنينة الأفراد وعدم الجزع من المصائب والمخاوف كالأمراض والموت"[37]، ومحاولات المتصوفة، والفلاسفة اليهود، تخفيف وطأة الموت.

بعد هذه اللمحة على أهم ما جاء في نصوص الشعر بالمغرب والأندلس، بشأن الموت والمصير، اتضح لنا أن الموت ظهر في صور مختلفة ومتنوعة تنوعَ الانتماءات الاجتماعية والاهتمامات الفكرية لمغاربة وأندلسيي العصر الوسيط.

إجمالا، يمكن القول إن الإيمان بحتميته، والخوف من المصير بعده، إلى جانب قلق الأحياء على مصير الموتى، ظلت قواسم مشتركة بين الشعراء المسلمين واليهود، طيلة الفترة المدروسة.

-[1] المقري أحمد التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، طبعة من ثمانية مجلدات، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1388هـ/1968م، مج. 1، ص 374

[2]- ابن بشكوال أبو القاسم، الصلة في تاريخ أئمة الأندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم، تحقيق، بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، ط. 1، تونس، 2010م، ج. 1، ص423

[3]- الإشبيلي عبد الحق، العاقبة في ذكر الموت واللآخرة، تحقيق، خضر محمد، مكتبة دار الأقصى، ط. 1، الكويت، 1986م، ج. 1، ص 27

[4]- التيجيبي صفوان، زاد المسافر وغرة محيا الأدب السافر، اعتنى بنشره، عبد القادر محماد، بيروت، 1939م، ص 39

[5]- ابن الزيات التادلي، التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي، تحقيق، أحمد التوفيق، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، مطبعة النجاح الجديدة، ط. 2، الدار البيضاء، 1997م 463

[6]- ابن الخطيب لسان الدين، الإحاطة في أخبار غرناطة، شرحه وضبطه وقدم له، يوسف علي الطويل، دار الكتب العلمية، ط. 1، بيروت، 2003م، ج. 4، ص 14

-[7] المصدر نفسه، ص. 64. الرعيني، برنامج شيوخ الرعيني، حققه ابراهيم شبوح، دمشق، 1962م. ص 115

[8]- الإشبيلي، العاقبة، م. س، ج. 1، ص 38.

[9]- الحميري عبد المنعم، صفة جزيرة الأندلس منتخبة من كتاب الروض المعطار، نشر وتصحيح وتعليق، ليفي بروفنصال، دار الجيل الجديد، ط. 2، بيروت، 1988م، ج. 1، ص 105

[10]- ابن عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، تحقيق إحسان عباس ومحمد بنشريفة وبشار عوار معروف، دار الغرب الإسلامي الإسلامي، تونس ط. 1، 2012م، مج. 4، ص 352

[11]- التيجيبي، زاد المسافر، م. س، ص 93

-[12] المقري، نفح الطيب، م. س، مج. 5، ص383

[13]- ابن الخطيب لسان الدين، اللمحة البدرية في الدولة النصرية، تحقيق وتعليق، محمد زينهم، الدار الثقافية للنشر، القاهرة، 2004م، ص ص 76 و77 و120 و121

[14]- الكتاني محمد بن جعفر، سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس، تحقيق، محمد بن حمزة الكتاني، منشورات الموسوعة الكتانية، رقم. 4، د. ت، ج. 1، ص. 173. عبد الرحمن بن زيدان، اتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس، تحقيق علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، ط. 1، القاهرة، 2008م، ج. 1، ص ص 250 و251 و346 و384.

[15]- ابن زيدان، المصدر نفسه، ص ص. 346 و384 و250 و251

-[16] الناصري أحمد، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق، جعفر الناصري؛ محمد الناصري، دار الكتاب، ط. 1، الدار البيضاء، 1997، ج. 5، ص 35

[17]- المصدر نفسه، ج. 5، ص 53

-[18] يضع محمد حقي القرن (5هـ/11م)، نقطة تحول في نظرة الشعراء الأندلسيين والمغاربة للموت، حيث أصبحت ظاهرة الخوف من الموت، أكثر حضورا في الأبيات الشعرية، ويفسِّر ذلك بسيادة الإحساس بالذنب، تزامنا مع انتشار مظاهر الترف والتأنق الحضاري وحب الحياة، التي اجتاحت المنطقة. حقي محمد، الموقف من الموت في المغرب والأندلس في العصر الوسيط، ط. 1، مطبعة مانبال، بني ملال، 2007م.، ص 15

[19]- الشناوي وفاء محمود، "النماذج التراثية في شعر يهود الأندلس، نماذج مختارة"، ضمن، مجلة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ع. 71، الاسكندرية، 2013م، ص 913

[20]- الخالدي يونس، اليهود في الدولة العربية الإسلامية في الأندلس (92-897هـ/ 711- 1492م)، مطبعة دار الأرقم، غزة، 2011، ص 425

[21]- سكر إكرام محمد، "لمحات من التصوف الإسلامى فى الشعر الدينى العبرى الأندلس دراسة في شعر "موشيه بن عزرا" ضمن، مجلة كلية الآداب، قسم اللغات الشرقية، ع. 26، جامعة حلوان، 2009، ص ص 393. 394. ثمة من ينبه إلى وجود نوع من المبالغة في "مرثية ابن عزرا"، ينظر: المغراوي، الموحدون، م. س، ص. 115-117

-[22] المصدر نفسه، ص 397

[23]- الشناوي، النماذج التراثية، م. س، ص. 895 يُعْرَف ابن نغريلة بصمويل الناجيد أو "شموئيل هناجيد" في المصادر اليهودية

[24]- الخالدي، اليهود، م. س، ص ص 425. 426

[25]- المصدر نفسه، ص 419

[26]- إكرام محمد سكر، لمحات، م. س، ص 381

[27]- مطاوع سعيد عطية، التراث الديني اليهودي في الشعر العبري الاندلسي، منشورات سلسلة الدراسات الأدبية واللغوية، ع. 22، القاهرة، 2008، ص.19

[28]- ابن سهل الإشبيلي، ديوان ابن سهل، دراسة وتحقيق، يسرى عبد الغني، دار الكتب العلمية، ط. 3، بيروت، 2003، ص 86

[29]- الخالدي، اليهود، م. س، ص 425

[30]- المصدر نفسه، ص ص 417 -418

[31]- ابن سهل، ديوان، م. س، ص 35

[32]- البغدادي فتحي محمد، "المؤثرات العربية في شعر يهود الأندلس"، ضمن، ندوة اللغات والترجمة الواقع والمأمول، الرياض. 2005م، ص. 30، مورد إلكتروني متاح على الرابط: "https://archive.org/download/Arabi4000/Arabi03772.zip"، تمت زيارة الموقع بتاريخ 4/ 7/ 2018،

[33]- المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

[34]- الغفرانيات أشعار زهد تجمع بين الديني والدنيوي، وتدعو الإنسان إلى ضرورة الاستعداد للآخرة، منبهة إلى تفاهة الدنيا، وزوال متاعها وملذاتها، إكرام سكر، لمحات من التصوف، م. س، ص 378 - 416

[35]- المصدر نفسه، ص 365

[36]- الخالدي، اليهود، م. س، ص 432

[37]- ابن باقودا الأندلسي، الهداية إلى فرائض القلوب، اعتنى بطبعه ابراهيم سالم بن بنيامين بن يهودا، الطبعة البليرية، ط. 1، ليدن، 1912، ص ص. 278 279