نقد النموذج المعرفي للإسلام السياسي: محاولة لتجاوز أزمة نموذج معرفي تاريخي


فئة :  أبحاث عامة

نقد النموذج المعرفي للإسلام السياسي: محاولة لتجاوز أزمة نموذج معرفي تاريخي

محاور الدراسة:

-مقدمة

1- تعريف النموذج المعرفي

2- أزمة النموذج المعرفي للإسلاميين

3- أسباب أزمة النموذج المعرفي للإسلاميين

4- في أفق التفكير فيما بعد الإسلاميين

-خاتمة

ملخص الدراسة:

جرت العادة عند جلّ منظّري ما يُعرف بتيار الصحوة الإسلامية في تناولهم لمفهوم "النموذج المعرفي"، مقابلتهم بين النموذج المعرفي الإسلامي والنموذج المعرفي المادي الغربي، ومحاولة المقارنة بينهما في دلالة على قدرة النموذج الإسلامي على فهم الواقع، وكون النموذج المادي الغربي يعيش في أزمة بعدما فكك الإنسان[1]، وأعلن موت الإله[2]...إلى غير ذلك من التعبيرات الأخرى التي تحاول توضيح أبعاد تلك الأزمة المفترضة عند النموذج الغربي. والغرض الأساسي من وراء مثل هذه المقارنات، هو محاولة الرفع من قيمة النموذج المعرفي الإسلامي عن طريق ادّعاء وجود أزمة عميقة في نظيره الغربي. وهذه مغالطة واضحة، حيث إننا ندعي أنّ لكل نموذج معرفي وجهين: أحدهما إيجابي وفعّال، والثاني سلبي ومأزوم، وليس النموذج الإسلامي استثناء من هذه القاعدة.

ونحن هنا لن نسلك النهج السابق نفسه، رغم أننا نقرّ بأزمة النموذج الغربي في ما يخصّ مآلات مشروع التحديث والتنوير وأسئلة المابعد (ما بعد الحداثة...إلخ) ...

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]- التفكيك بالمعنى العام هو فصل العناصر الأساسية في بناء ما، بعضها عن بعض، بهدف اكتشاف العلاقة بين هذه العناصر والثغرات الموجودة في البناء واكتشاف نقاط الضعف والقوة. وفي هذه الحالة، فإن التفكيك أداة تحليلية تستخدم في اكتشاف البنية الكامنة لأي نظام فكري أو فلسفي ولا تحمل أي مضمون أيديولوجي، وتفكيك الإنسان/ تقويضه، أي رده إلى المادة وقوانينها، فيلغى الحيز الإنساني ولا يبقى سوى الحيز الطبيعي / المادي، وبدلاً من أن يكون الإنسان كائناً مركباً متكاملاً ،الانسان الانسان، فإنه يصبح الإنسان الطبيعي أو الإنسان الوظيفي الذي يمكن تفسيره من خلال النماذج الموضوعية الرياضية. وقد تحدث هوبز عن الإنسان، باعتباره ذئباً لأخيه الإنسان، وتحدث داروين عن علاقة القرد بالإنسان، وأجرى بافلوف تجاربه على الكلاب وتوصل إلى أن النتائج التي توصل إليها تنطبق على. عبد الوهاب المسيري، "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة"، ص ص 161-162 الجزء الأول، دار الشروق، الطبعة الأولى2002

[2]- موت الإله عبارة للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، باعتباره أحد رواد ما بعد الحداثة أو الفلسفة المادية اللاعقلانية السائلة، يقول عبد الوهاب المسيري: ونيتشه بلا منازع رائد الفلسفة المادية اللاعقلانية السائلة... فالعبارة تعني في واقع الأمر: نهاية فكرة المركز الكائن خارج المادة. بل وفكرة الكل ذاتها، باعتباره كياناً متماسكاً يعلو على الأشياء. ومن ثم يسقط المركز بسقوط فكرة الكل المتجاوز فيصبح العالم أجزاء لا تشكل كلاً ولا مركز لها، وذرات لا يربطها رابط، مما يعني إنكار وجود رؤية حقيقية ثابثة، وإنكار فكرة العام والعالمي والإنساني.

فأعلن نيتشه أن الإيمان السائد بأن العقل الانساني قادر على التوصل إلى علم يستطيع أن يزوده بمعرفة يقينية وأنساق أخلاقية (أي أن بوسع العلم والعقل أن يحلا محل الدين) هو وهم ليس إلا، وأن المركزية التي تخلعها الفلسفة الهيومانية على الإنسان فلسفة زائفة، فهو كائن طبيعي ليست له أهمية خاصة, بل أعلن أن الطبيعة ذاتها لا قداسة لها، فهي مجموعة من القوى المتصارعة."الحداثة وما بعد الحداثة"، ص ص 27-28 عبد الوهاب المسيري وفتحي التريكي، دار الفكر، الطبعة الأولى 2003