Next Page  299 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 299 / 362 Previous Page
Page Background

299

2016 )9(

العدد

. تلك هي

73

والعرق والجنوسة والسياسة وبالحاجة والرغبة»

صورة البنية العميقة لـ: «النقد الثقافي» المسكون بهاجس البحث

عن «النسق المضمر» في لاوعي بنية الخطاب الأدبي، انطلاقاً من

علاقته بالسياق الاجتماعي والبنيات العميقة للوعي وأنماط القيم

السائدة والمتحكّمة في بناء النسيج الاجتماعي ونظام العلاقات بين

الأفراد.

. نقد ثقافي أم دراسات ثقافية وحضارة

4

استناداً إلى ما تقدّم أمكن أن نخلص إلى القول إنّ طرح

مشروع النقد الثقافي بديلاً عن النقد الأدبي أو تجاوزاً له، قد مثّل

إشكاليّة معرفيّة منهجيّة اتّصلت بمتن متنوّع من الكتابات النظريّة

ومقارباتلأدوات الفهم والتحليل والقراءة وتراكم نسق التنظير

لها في ضوء اطّراد نسق تقدّم المناهج الجديدة، وتعدّد منطلقات

صياغة مناويلها. والإشكاليّة تزداد تعقيداً عندما يتعلّق الأمر

بفكّ شفرة «النسق»، و«النسق المضمر» في تلويناتهما المختلفة التي

لا تنفصل عن اشتغال علاقة الفنّ بالقيم والنظرة السائدة إلى

العالم والتراث والجنوسة، والآخر والمقدّس واللغة.

ولئن حاول الغذّامي طرح منوال النقد الثقافي كما لو كان نظريّة

في تحليل الخطاب تتجاوز مدارات اشتغال خطاب النقد الأدبي،

فإنّ ذلك واجه وسيواجه حتماً إشكالات معرفيّة وإبستمولوجية

عويصة، ستطرح داخل الفضاء الأكاديمي والثقافي على السواء،

وهو ما انشغل بالخوض فيه جمعان عبد الكريم صاحب كتاب

.

74

«الثقافة السعودية: مقارباتفي تاريخ الأدبوتحليل الخطاب»

حيث تطرّق إلى ما اعترضعليه فيه بعضالنقّاد، ومنهم تلاميذه،

يقول: «إنّ الهجوم على الغذّامي لم يتوقّف، فقد انتقده بعض

أصدقائه من النقّاد - وهم محقّون في ذلك- لأنّم اعتمدوا على

الأخطاء المنهجية التي ارتكبها في دراساته؛ إذ اعتمد على مناهج

- دويرنغ (سايمون)، الدّراسات الثقافية، ترجمة ممدوح يوسف عمران،

73

الكويت، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، العدد

10

، ص

2015

، يونيو

425

- صدر كتاب جمعان عبد الكريم، الثقافة السعودية: مقاربات في تاريخ

74

الأدب وتحليل الخطاب، بيروت، سلسلة طوى للنشر والإعلام، منشورات الجمل،

2013 /1

ط

، فالنقد

75

تلفيقية ولم يكتف بذلك، بل فهمها على نحو خاطئ»

الثقافي كان مجرّد فكرة أشاعها صاحبها، وأبدى مدى أهميّتها «على

الخارطة النقدّية العربيّة، ولكّنه حين انتقل إلى التنظير، في محاولة

تنظيرية جريئة جدّاً ساعدته هلاميّة الدّراسات الثقافية وقدرتها

على استيعاب كلّ ما يمكن استيعابه، خانته قدراته التنظيرية التي

. ومن ثمّ كان الاعتراض عليه في مسائل أساسية

76

لا أرجل لها»

وجوهرية وجيهاً. من أبرزها قضّية «النسق» و«الوظيفة النسقية

للّغة، إذ «الأنساق المضمرة هي (في ناية الأمر) من صنع المحلّل

نفسه، وفي الإمكان صنع أنساق مضمرة من محلّل آخر، وتعدّد

.

77

النتائج يؤدّي إلى عدم الثقة في النظريّة وجهازها الاصطلاحي»

كما أنّ الوظيفة النسقية للغة، بدورها، «لا تعتمد على أساسنظري

سليم ولا يمكن أن تكون وظيفة أساسية من وظائف اللغة،

بخلاف البنية التصوّرية للدّلالة التي كان من الأولى الاعتماد

. ومن

78

عليها في مقاربة المضمر النسقي في نظريته للنقد الثقافي»

ثمّ أمكن الاستنتاج «أنّ نظرية النقد الثقافي لم تقم على اللسانيات

بمفهومها التّداولي كأحدث تشكّل للنظرية اللسانية في أفعال

الكلام وفي لسانيات النصّ، كما أنّ جعل النسق الثقافي عنصراً

مضافاً إلى عناصر الاتّصال في نظريّة جاكبسون في الاتّصال

اللغوي، لا يبرّر إلحاق هذا النقد الثقافي باللسانيات، لأنّ النسق

ليس جزءاً من وظائف اللغة بقدر ما هو أداة منهجية خارجة

للتحليل، يمكن الوصول إليها عن طريق الوظيفة المرجعيّة التي

.

79

تركّز على السياق والوظيفة المعجمية التي تركّز على الشفرة»

وتبعاً لذلك، فإنّ الأساس النظري الذي استند إليه الغذّامي

في تشييد بناء الجهاز الاصطلاحي لمنهج النقد الثقافي أو لنظرية

النقد الثقافي، لم يرتقِ إلى مستوى البناء العلمي المتماسك، ولم

يستند إلى أرضية معرفية صلبة واضحة المعالم. فهو «لم يعتمد على

التّداخل فيما بين الاختصاصاتكما هيطبيعة الدّراسات الثقافيّة،

. لقد قام مشروع الغذّامي على

80

وطبيعة تحليل الخطاب النقدي»

159

- المرجع نفسه، ص

75

166

- المرجع نفسه، ص

76

170

- المرجع نفسه، ص

77

173

- المرجع نفسه، ص

78

- المرجع نفسه، ص. ن

79

171

- المرجع نفسه، ص

80

النقد الثقافي: إشكال المنهج ومأزق النظرية

أدب وفنون: نقد