Next Page  301 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 301 / 362 Previous Page
Page Background

301

2016 )9(

العدد

هذا القراءة الجديدة المتدبّرة لأبعاد عمل العقل الفقهي ومنطوق

خطابه الفكري، استنتاجاً على غاية من الوجاهة، بدا واضحاً من

.

85

كلامه «وبما أنّه رأي فهو معرفة بشرية يختلف فيها المختلفون»

معنى ذلك أنّ المدوّنة الفقهية في جوهرها، بنية ثقافة مرجعيّة في

الرّأي والاختلاف، بإمكانا أن تساعد الخطاب الدّيني على أن

يتعقّل ذاته ومنطوقه بحسب التغيرّ الذي يطرأ نتيجة لتغّ الأزمنة

والأمكنة، ومن ثمّ سياقات الواقع وأطر الفهم في كنف التعدّد

والتنوّع والنسبية في القراءة والاجتهاد.

ويبدو أنّه في السياق نفسه يمكن أن نقرأ كتابه الأخير «ما بعد

، إذ الصحوة

86

الصحوة: تحوّلات الخطاب من التفرّد إلى التعدّد»

في نظره بمثابة «ظرف ثقافي، حالها وصفتها كحال وصفة أي

ظرف ثقافي، وكلّ ظرف ثقافي يدخل في مرحلة النضج فإنّه يسود

ويسيطر ويعمّر أفق الاستقبال حتّى ليطغى على المشهد كلّه،

اجتماعيّاً وسياسياً وسلوكيّاً، وبمثل ما يسود ويسيطر فإنّه يتراجع

.

87

وينحسحين يتشبّع ويتوقّف عن التغذية الحافزة والمحفّزة»

تبعاً لذلك أمكن القول إنّ مشروع الغذّاميفي عمقه الفكري

المعرفي وفي جوهر اهتماماته لم يعد يفتح على الأدبي أو على الفنيّ

الإبداعي، بقدر ما صار منشغلاً بعمق تترجمه حتّى تدخّلاته عبر

مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الاتّصال الافتراضي، بقضايا

الخطاب الدّيني ومسائل الدّين والعصر والحداثة في العالم العربي

الإسلامي قضايا اليومي...، وهو ما يجعله في عمق دراسات

الحضارة والثقافة وتاريخ الأفكار، ولمثل هذه المسائل العديد من

الكراسي التي تدرّس في جامعات متقدّمة، دون أن تظهر لدى

أعلام البحث والتدريس في هذه التخصّصات المهمّة ضرورة

لإلغاء البحثفي الجماليات أو إعلان موت النقد الأدبي.

- المرجع نفسه، ص. ن

85

- الغذّامي (عبد الله)، ما بعد الصحوة: تحوّلات الخطاب من التفرّد إلى

86

2015 ،

التعدّد، بيروت، الدار البيضاء

5 .

- المرجع نفسه، ص

87

النقد الثقافي: إشكال المنهج ومأزق النظرية

أدب وفنون: نقد