336
2016 )9(
العدد
أحمد المطيلي
المصطلح من جهتين اثنتين: الأولى أنه مسبوق باصطلاح مشابه
، والثانية أنّ
4
له استخدمه غريمه بيير جانيه وهو التحليل النفساني
استخدام هذا اللفظ كان صدى للجو الفكري المتشبع بالخطاب
التجريبي في تناول الظواهر الإنسانية المدروسة، فكان التحليل
أحد السبل المنهجية المتبعة في وصف الظواهر وتعليلها.
لقد استخدم فرويد في بداية الأمر مفهوم التحليل النفسي
منهجاً في استكشاف اللاشعور قبل أن يصير طريقة في العلاج،
فنظرية مستحدثة في النفس قائمة على اللاشعور الخاضع للنزعة
الجنسية.
وإذا ما شئنا أن نعين مصادر التحليل النفسي وجدنا أنا ثلاثة
هي:
وهو عبارة عن استبطان ذاتي قام به فرويد
- التحليل الذاتي:
. وقد كانت حياته معيناً ثرّاً لتحليل كثير من
1895
بدءاً من سنة
الجوانب المظلمة من حياته صبياً وشاباً وكهلاً، وفي مقدمتها عقدة
أوديب. فقد كتب في رسالة إلى صديقه وليام فليسفي غشت من
قائلاً: «مريضي الأهم الذي يشغلني أكثر من غيره هو
1897
سنة
نفسي».
وقد أوّل ما يعرض لهم من أعراض على أنا
- تحليل المرضى:
تنحدر من نزعات جنسية مكبوتة على نحو ما تطالعنا به «خمس
حالاتمن التحليل النفسي» بوجه خاص. وتمثل هذه الحالاتفي
بابها نموذجاً فذاً في الملاحظة الدقيقة والوصف المستفيض لأدقّ
الخلجات النفسية الشعورية واللاشعورية وحيثياتها ومنشئها،
فضلاً عن التفسيرات التي يقدمها لمجريات حياة المريض على
نحو عزّ نظيره في تاريخ علم النفس.
لقد كان فرويدغزير الثقافة، واسع الاطلاع
ـ الخلفياتالنظرية:
على ما كتب في مجال الطب والعلوم والفلسفة والتاريخ والأديان
ـ أطلق الطبيب والإخصائي النفسي الفرنسي بيير جاني مصطلح التحليل النفساني
4
) على منهج العلاج النفسي الذي ابتكره ما بين
L’analyse psychologique(
. ومن ثمّ وجب التمييز بين مذهب فرويد ومذهب بيير
1893
و
1889
سنتي
جاني بدل الخلط بينهما كما يحصل أحياناً.
والأساطير والآداب والفنون والإناسة. وقد أمدته معرفته
الواسعة تلك بزاد وافر من البيانات أعانته على صياغة تصوراته
عن اللاشعور والعصاب الجنسيوانقسام الأنا واستكشافخبايا
النفس ومجاهلها.
ولعل كتابه «تفسير الأحلام»، الذي يعتبر إيذاناً بميلاد مذهب
التحليل النفسي، يكون نموذجاً لسعة الاطلاع وتنوع المصادر
وتزاوج التحليل النفسيالذاتيلأحلامه بأحلام مرضاه والاستناد
إلى معارف العصروآدابه وثقافته على نحو ظاهر للعيان. وقد قال
عنهصاحبه إنه يحتويعلى «أثمن الكشوف التيشاء حسن الطالع
.
5
أن تكون من نصيبي؛ فمثل هذا الحدسلا يأتي في العمر مرّتين»
وبمقدار ما كان كتابه هذا منطلقاً لتشييدصرح مذهبه فقد اكتسى
مغزى ذاتياً في حياة صاحبه: «فقد تبين لي أنه كان جزءاً من تحليلي
الذاتي، كان استجابتي إلى موت أبي: أي إلى أخطر حادثة، إلى
.
6
أفجع خسارة تصيب امرأ في حياته»
المفاهيم الأساسية للتحليل النفسي
تضمن التحليل النفسيجملة من المفاهيم الأساسية التي اقترنت
بالتحليل النفسيوشكلت معالمه النظرية والمنهجية. ويحسن بنا أن
نقف عند بعضها لبيان قيمتها ومكانتها فيصرح مذهب التحليل
النفسي. وهذه المفاهيم هي اللاشعور والجهاز النفسي والكبت
والحياة الجنسية للطفل وعقدة أوديب والهوامات الأصلية.
لا يذكر اسم فرويد من غير أن يقترن بمفهوم
- اللاشعور:
اللاشعور، وكأنه هو مكتشفه وصاحب الشأن فيه. والحق أنّ
مفهوم اللاشعور من المفاهيم الفلسفية التي كانت رائجة إبّان
القرن التاسع عشر، قبل أن يدخل حظيرة علم النفس على يد
أطباء وعلماء نفس قبل فرويد. وتتمثل جدّة تصور فرويد في أن
جعل منه هيئة لها حيز «مكاني» يعجّ بالتمثلات التي عّ عنها
فرويد بالعواطف والنزعات المكبوتة. فالكبت يعمل على تقسيم
النزعات الغريزية إلى شقين يتحول تمثل أحدهما إلى اللاشعور بينما
تظهر العاطفة التي كانتمتصلة به فيشكل تمثل آخر يسد الطريق
). تفسير الأحلام. تر: مصطفى صفوان. القاهرة، دار
1900(
ـ سيجموند فرويد
5
.15 .
وص
7 .
، ص
2 .
، ط
1969
المعارف
.34 .
ـ م. ن.، ص
6
شخصيات وأعلام




