Next Page  338 / 362 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 338 / 362 Previous Page
Page Background

338

2016 )9(

العدد

ناية المطاف لقتل ابنه). وإذ يتغاضىفرويد عن الماضيبما حفل به

من خطايا وجنايات ُرّم الابن ويبرئ الأب. وقد بينتحليل المتن

الحكائي أنّ «الصراع الأوديبي مرتبط أساساً بنفوذ الأم في الابن»،

وأنّ الذنب «ذنب الأبوين لا ذنب الأبناء»، وهو ما استدعى إثارة

«هُوام قتل الأطفال» الذي اعتبره أحد المحللين النفسيين أكثر

.

10

الهوامات أصالة

يرى فرويد أنّ الخيال الإنساني تنتظمه بنى

ـ الهوامات الأصلية:

تخيلية نموذجية كونية مهما اختلفت التجارب الشخصية للأفراد،

وذلك من قبيل المشهد الأصلي، والإغواء الجنسي، والإخصاء،

س ّها هوامات أصلية. فلنقف على إحداها، وهو المشهد الأصلي

لنتبين دلالاته وخصائصه وتأثيره.

يُقصد بالمشهد الأصلي «مشهد العلاقة الجنسية بين الوالدين

التي يلاحظها الطفل أو يفترضها استناداً إلى بعض المؤشرات،

ومن ثمّ يتصورها هوامياً. ويؤولها عموماً على أنا تعنيف من قبل

. وممّا ييس حصول المشهد مشاركة الطفل فراش أبويه

11

الأب»

كما هو شائع في كثير من الأسرفيتأثر تأثراً بالغاً فيحياته الوجدانية

والجنسية حاضراً ومستقبلاً.

لقد ظهر مصطلح «المشهد الأصلي» لأول مرّة في إحدى

، غير أنّ اتضاح دلالته في ذهنه وتبين

1897

مخطوطات فرويد لعام

معناه استغرق عدة سنوات من الاستقصاء والمراجعة والترصين.

وقد كتبعن حيثيات اطلاع الطفل على مشهد العلاقات الجنسية

بين الأبوين وأثرها النفسيقائلاً: «إن عاين الأطفال في هذه السن

المبكرة اتصالاً جنسياً بين البالغين، وهي فرصة تتوفر لهم لاعتقاد

الكبار أنّ الطفل الصغير لا يستطيع فهم الأمور الجنسية، فإنم

بجامعة

1995

نوفمبر

17

و

16

و

15

  ـ ألقي البحث في ندوة دولية نظمت أيام

10

تولوز لوميراي. انظر:

Ahmed EL MTILI (1997). « Entre Œdipe et Laïos : du lien

parental au conflit oedipien ». In : Abdelhadi Elfakir et Viviane

Bidou- Houbaine (dir.). Pratiques cliniques, psychopathologie et

démarche interculturelle. Edition COFRIMI, 3, 29- 39.

11. Jean Laplanche et Jean-Bertrand Pontalis (1967). Vocabulaire

de la psychanalyse. P.U.F., 1994, 12e éd., p. 432- 433.

يعتبرون الفعل الجنسيحتماً ضرباً من الإيذاء أو الإذلال، أي أنم

يتصورونه بمعنى سادي. ويبين لنا التحليل النفسيكذلك أنّ مثل

هذا الانطباع في الطفولة المبكرة يسهم كثيراً في الاستعداد لتحويل

.

12

الهدف الجنسي فيما بعد تحويلاً سادياً»

وما فتئ فرويد يؤكد حقيقة المشهد وتأثيراته المرضية فيقرر

في آخر كتاب له: «وشيء آخر لم يكن متوقعاً، وهو التأثير الذي

يحدث عن رؤية الأطفال أو سماعهم للاتصال الجنسي الذي يتم

في الغالب بين الكبار (الوالدين) في وقت لم يكن أحد يفكر أنم

سيهتمون بمثل هذه الأمور أو سيفهمونا أو يستطيعون تذكرها

فيما بعد. ومن السهل أن نلاحظ مدى إثارة هذه التجارب لقابلية

الطفل، وكيف أنّ ذلك قد يوجه دوافعه الجنسية الخاصة نحو

اتجاهات معينة لا تستطيع بعد ذلك الرجوع عنها أبداً». فهي

«تُكوّن استعداداً للقهر العصابي الذي سيجعل من المستحيل على

الأنا فيما بعد أن يتحكم في الوظيفة الجنسية، وربما يجعله يعرض

عن هذه الوظيفة نائياً. وتؤدي هذه الحالة الأخيرة إلى العصاب.

فإذا لم يحدث العصاب ظهرت عدة انحرافات مختلفة، أو أصبح

.

13

تدبير هذه الوظيفة ... أمراً متعذراً كليّة»

وقد بدا لي أنّ مفهوم المشهد الأصلي يلقي ضوءاً كاشفاً على

الدلائل النفسية التي تنطوي عليها آية الاستئذان، بما يدل على

وجه الإعجاز النفسي فيها: «يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكُـمُ الذين

ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحُلُم منكم ثلاثَ مراتٍ من قبل

صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة

العشاء ثلاثُ عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن

طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات

والله عليم حكيم، وإذا بلغ الأطفال منكم الحُلُم فليستأذنوا كما

استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم

.

14

حكيم»

). ثلاث مقالات في نظرية الجنس. تر: سامي

1905(

  ـ سيجموند فرويد

12

.77 .

، ص

1963 ،

محمود علي. القاهرة، دار المعارف

.138-137 .

). م. س.، ص

1939(

  ـ سيجموند فرويد

13

برواية حفص). هذا ما

59

و

58

برواية ورش، و

57

و

56

  ـ سورة النور (آية

14

افترضته في البحث الذي ألقيته في المؤتمر المغاربي الأول والوطني الثاني للإعجاز

العلمي في القرآن الكريم والسنّة النبوية، وقد نظم بكليّة العلوم التابعة لجامعة

أحمد المطيلي

شخصيات وأعلام