الحلّ الإسلامي بين سلفيّة التقليد وتحدّيات العصر


فئة :  أبحاث عامة

الحلّ الإسلامي بين سلفيّة التقليد وتحدّيات العصر

ملخّص:

تعدّدت، ولاتزال تتعدّد، الحلول المطروحة للخروج من معضلة التخلف المتجذّر والشامل في الواقع العربي إلى المسار الحضاريّ السّليم، ويبدو «الحلّ الإسلامي» بينها الأكثر ترويجاً اليوم؛ فهو، من ناحية، يستغلّ فشل المشاريع الأخرى: العروبي والاشتراكي والوطني، ومن ناحية ثانية ـوهذا هو الأهمّ- يعتمد على عمق وسعة حضور الإسلام ديناً، واستمراره في البيئة العربيّة الشّديدة التّدين.

وهذه الدّراسة تناقش أطروحة «الحلّ الإسلاميّ» التّقليديّة، وتبيّن أنّه ليس طرحاً إسلاميّاً جوهريّاً أصيلاً، بقدر ما هو رؤية إسلامية ماضويّة تشكّل امتداداً مسيّساً في الحاضر لعصر الانحطاط المتمثّل، أساساً، بالأنموذج الإسلامي المملوكي والعثماني البعيد عن الأنموذج الحضاري في العهود الراشديّة والأمويّة والعباسيّة. لذا، هو بهذا الشّكل المتخارج مع طبيعة عصرنا الرّفيعة، في مستويي العقل والعلم، يُعدُّ تكريساً للمشكلة، وليس سبيلاً للحلّ. أمّا الحلّ الحقيقي، فله أكثر من شكل ممكن، ومن بينها، من حيث المبدأ، «حلّ إسلاميّ تنويريّ عصريّ»، يقدّم الإسلام في صورة عصريّة جذريّة متوافقة مع العقل والفكر والخـُلق والعلم في العصر الحديث وفق خصوصية إسلاميّة أصيلة مرنة، أو حلّ واقعيّ مدنيّ يقوم على الفصل بين الدّولة والدّين في إطار ثقافيّ منفتح، يمكنه أن يوفر إمكانيّة نموّ ثقافة إنسانيّة عصريّة تتجاوز التّخلف المتأسلم المقرون وهماً وعسفاً بالإسلام.

ويتمّ في هذه الدّراسة تحديد قوى الإسلام السّياسي، وتصنيفها في أشكالها ومواقعها المختلفة، والنّظر في مواقفها السّياسية المختلفة، ومناقشة علاقتها بالإسلام الحقيقي، وبيان أنّها علاقة غير أصيلة، وإنّما ظرفية عارضة.

كما يتمّ التّركيز على المحاور الإشكاليّة الأساسيّة لأطروحة الحلّ الإسلاميّ التقليديّة، وأهمّها: ميتافيزيقيّة المنهجيّة المنفصلة عن الواقع ذي الطّبيعة الزّمنيّة المتغيّرة؛ واعتماد نظام عقائديّ مغلق ومطلق المرجعيّة، لا يستجيب لمقتضيات الواقع بقدر ما يفرض نفسه قسراً عليها؛ ومذهبَة الدّولة المانعة لتشكّل هويّة وطنيّة شاملة، ولاعتماد مبدأ مواطنة عادلة؛ واللّجوء إلى العنف أو التّحاصص أسلوباً لتحقيق الأغراض، والأوّل هو زجّ للمجتمع في صراعات مدمّرة؛ أمّا الثّاني، فهو تكريس لواقع التّخلف.

وتخلص هذه الدّراسة إلى ضرورة اعتماد «الحلّ المدنيّ» القائم على فصل الدّولة عن الدّين، مع التّركيز على تحرّره من الإيديولوجيا أو التسييس، وعلى كونه طرحاً عقلانيّاً وعلميّاً محضاً.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا