الاكتئـاب والطـبّ النفسـي في الحضـارة العربيـة الإسـلاميـة


فئة :  أبحاث محكمة

الاكتئـاب والطـبّ النفسـي في الحضـارة العربيـة الإسـلاميـة

الملخّص:

يُعدُّ إسحاق بن عمران (ت892) واحداً من بين أشهر الأطباء والحكماء في الدولة العباسية، وهناك من المؤرّخين من يضيف إلى اسمه (البغدادي). ذاع اسمه في بغداد والعراق زمن العصر العباسي الأوّل، وتضاعفت شهرته حينما ارتحل إلى القيروان، ما جعل المؤرّخ التونسي أحمد بن ميلاد يَعدُّه شيخ أطباء تونس الأغلبية.

المؤكّد تاريخيّاً أنّ إسحاق بن عمران ينحدر من أصول يهودية، ولم يكن ذلك ليمنعه من النبوغ في البيئة الإسلامية، ولكنّ شهرته تجلّت لسببين؛ الأوّل يتمثّل في أنّه كان يُعدُّ حلقة الوصل بين المعارف الطبية السريانية، التي مارسها زمن إقامته في بغداد، وبين جهود التجديد في الطبّ، التي وجدت في القيروان مناخاً إبستمياً ملائماً للازدهار والتطوّر.

أمّا الثاني، وهو الأهمّ، فيعود إلى الاهتمام المبكّر، وغير المسبوق الذي أبداه الرجل بالطبّ النفسي، وبالنفس البشرية؛ لذلك يُعدُّ إسحاق بن عمران مؤسّساً للطبّ النفسي، ويُعدُّ كتابه الفريد (كتاب الماليخوليا) أهمّ كتب المؤلّف، بل من بين أهمّ الكتب في الطبّ النفسي على الإطلاق، على امتداد القرون الوسطى، إلى غاية بروز التباشير الأولى لنشأة الطبّ النفسي النشأة العلمية على يد فرويد وجماعته.

إنّ الإضافة المهمّة، التي يدين بها الطبُّ الإنساني لإسحاق بن عمران، تتمثّل في أنه لم يَعدّ المرض النفسي، والاكتئاب (الماليخوليا) على وجه أخصّ، مسّاً من الجنون، أو ضرباً من ضروب سيطرة الجنّ على الإنسان، كما كان يعتقد معاصروه، وإنّما نظر إليه بطريقة جديدة، وبتوصيف إكلينيكي، حيث عَدّه مرضاً كسائر الأمراض له قابلية الشفاء، وخاضع لكلّ الاستراتيجيات العلاجية المُمكنة.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا