التفكير الفلسفي ودوره في مكافحة التطرف


فئة :  مقالات

التفكير الفلسفي ودوره في مكافحة التطرف

التفكير الفلسفي ودوره في مكافحة التطرف

محمد رضا عبد الصادق محمد[1]

تمهيد:

لا شك أننا نشهد في عصرنا الحالي طفرة في مجال التطرف والعنف والإرهاب، وثورة صناعية في أنماط عمله وطرائق تشكُله. لقد اتخذ هذا الوباء تحورات فاجأت العالم كله، فبات عاجزًا مرتبكًا مكتوف الأيدي، فتكبد خسائر فادحة على كافة المستويات –بشرية واقتصادية وعسكرية- جرّاء تلك الاعتداءات التي سرعان ما تتزايد ككوارث طبيعية تئنّ من ويلاتها شعوب الأرض جميعًا. فمن تقنيات وأساليب بدائية لترويع وترهيب الآمنين إلى تقنيات حديثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، انستجرام، واتس أب، توتير وغيرها من تقنيات تكنولوجية أخرى)، واستخدام متطور لترويج أيدولوجياتهم مرورًا بالتحول الجذري على مستوى التنظيم الهيكلي، واتخاذ تشكيلات تختلف عما كنا نعهده قبل ذلك، من بينها الذئاب المنفردة[2]. لقد أسفر هذا اللعين عن وجهه ودروبه الوعرة، وطال شتى الأمم والمجتمعات وكشر عن أنيابه وأطل برأسه في وضح النهار عُنوة، حتى بات لا يعبأ بطاعن في السن ولا بجنين لا يزال في رحم أمه، لا يعبأ بأماكن اللهو والترفيه ولا بدور العبادة، بل لا يعبأ بالأخضر ولا باليابس، وكأنه يريد لشعاع نور الحياة أن ينطفئ، ويريد للعقل البشري أن يندثر؛ فلا صوت إلا لما يندفع من بندقيته ولا بوق إلا ما يتفوه به ألسنته من أباطيل وأعاجيب، ولا فهم إلا ما تُمليه عليه وحدوية رؤيته.

إننا دوما أمام خيارين في مكافحة التطرف ودحر جذور الإرهاب، وهما: إما من خلال الحل العسكري أو عن طريق الحل الفكري، وكأننا فقط ردة فعل لما يقترفه ويفعله هؤلاء المتطرفون، حدثُ بحدث وقول بقول. إن الجهود المبذولة في هذا الشأن مضنية ونتائجها لا شك مُبشرة وفاعلة، لكن السؤال الذى قد يطرح نفسه هو: أما آن الأوان أن يندحر هذا الإرهاب؟ ألم يحن الوقت بعد لتلك الظاهرة أن يواريها التراب؟ أم إن هناك من يسعى لتمويلها وتغذيتها بُغية إقرار العالم على ما هو عليه من خراب ودمار؟ أيمّا كان الجواب عن هذا السؤال، فإن علينا كمجتمع إنساني يلقى نفس المصير، أن نعمل سويًا من أجل وأد وتجفيف منابع هذا الشر الذي لا يزال يعثو فسادًا في أراضينا، فيرويها بدماء أحبتنا، ولا يستنبت منها إلا ردئ العقل ممايعُ الحق والخير والجمال. علينا أن نقر أننا اليوم بصدد سرطان مستشرٍ لا يرجى برؤه، وما عادت اللقاحات والمسكنات ملاذًا آمنًا منه ولا حلاًّ جذريًا له.

في ظل هذا الخطر الذي لا يزال يحدق بنا بنو البشر وبأخضر الأرض ويابسها، يتسارع العلم بشتى فروعه، العلوم التجريبية والفلسفات الوجودية، كلٌ بحسب موقعه ومشربه من العلم، إلى معالجة هذا الخطر؛ الحلول الجذرية لهذا الوباء، من أجل معرفة أسبابه وطرائق علاجه، ومنها علم الفلسفة. إن الفلسفة لا تنفك عن واقعها، وهي وليدة العصر كما نص على ذلك الفيلسوف الفرنسي المعاصر "أندريه كونت سبونفيل"[3] وكذا الفيلسوف الألماني هيجل: "إن الفلسفة هي عصرها ملخصا في الفكر"[4]، ولابد أن تكون فاعلة ولها دور في كل المستجدات المعاصرة؛ لأن الفلسفة طريقة للحياة، وتمد بأذرعها على شتى مناحيها من مبادئ الوجود القصوى للموجودات وصولًا إلى الإنسان؛ مصدره وطبيعته ومستقره الأخير. أحاول من خلال هذا المقال، أن أُبرز- من بين وجهات نظر أخرى لها السبق في الاعتبار لا شك في ذلك- دور خصائص التفكير الفلسفي في محاولة الإجهاز على حالة التطرف من ينابيعه الأولى، وكيف من الممكن أن يتم تحصين المجتمع (أطفالا، شبابا، كهولة)، حيث تتوافر لدينا بعد ذلك أجيال جديدة قادرة بعقولها ووعيها على اكتشاف مواطن الداء، فتتفاداها أينما وجدتها، وتخترقها متى تطلب منها ذلك.

إن الفلسفة- بما لها من تعريفات عديدة- لا يمكن أن تحيد عن حدها المعروف بين كافة الدارسين والمتخصصين؛ فهي محبة الحكمة، هذا المصطلح اليوناني الذي تسلل إلى البيئة الإسلامية عبر الترجمات، فلم ينص عليه القرآن الكريم ولا السنة النبوية، ولكن هناك لفظ الحكمة، واستعان بها الكثير من مفكري الإسلام كموسوم لمؤلفاتهم؛ (تاريخ حكماء الإسلام لظهير الدين البيهقي، فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال لابن رشد، الجمع بين رأيي الحكيمين لأبى نصر الفارابي). لقد أجاب أرسطو عندما سُئل عن الفلسفة بأنها البحث عن العلل الأولى للوجود، وتبعه في هذا الفارابي (259ه-339هـ) فقال: إنها العلم بالموجودات بما هي موجودة، وابن سينا (ت438هـ)، الشيخ الرئيس: موضوع الفلسفة هو الموجود المطلق. وكذا الحال بالنسبة إلى ابن رشد فيلسوف قرطبة، (520هـ بقرطبة-595هـ بمراكش): «إذا كان فعل الفلسفة ليس شيئًا أكثر من النظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع؛ أعني: من جهة ماهي مصنوعات، فإن الموجودات إنما تدل على الصانع بمعرفة صنعتها، وإنه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم كانت المعرفة بالصانع أتم، وكان الشرع قد ندب إلى اعتبار الموجودات وحث على ذلك، فيبين أن ما يدل عليه هذا الاسم، إما واجب بالشرع وإما مندوب إليه»[5]. لكن يتخلص تعريف الفلسفة في كونها: علم عرفته حضارة اليونان القديمة، وحددته بأنه تفسير عقلاني لظواهر الكون والحياة الإنسانية، ولا يعتمد هذا التفسير إلا على الفروض العقلية التي تقبل النقد والحوار.[6]

يقول ابن رشد الحفيد في إحدى روائعه: (الجهل يقود إلى الخوف، الخوف يقود إلى الكراهية، والكراهية تقود إلى العنف. هذه هي المعادلة)، وكأن ابن رشد يستشرف المستقبل، وكأن قدر الفلسفة أن تصير في عصر من العصور العلاج الناجع لواحد من أشد الأمراض عضالًا ووبالًا على البشرية، وأن يكون دورها في مواجهة الأفكار البغيضة التي تحض على الكراهية والعنف. إن مآثر الفلسفة وظلها الذي تلقيه على شتى مناحي الحياة عديدة، ولم لا؟ وهي أم العلوم وأول العلوم وصناعة الصناعات كما ذكر الفارابي في كتابه تحصيل السعادة. ذكر سيسيرون؛ فيلسوف لاتيني (106-34 قبل الميلاد): أن الفلسفة تعلم كل واحد منا أن يكون طبيبًا لنفسه، وأنها هي الطب الحقيقي للنفس. ونجد الكندي (255هـ) [فيلسوف العرب على حد قول الأستاذ الإمام الشيخ مصطفى عبد الرازق]، يذكر في رسالته التي وجهها للمعتصم، حيث كان معلما لابنه: «إنَّ أعلى الصِّنَاعَاتِ الإنسانيَّةِ مَنْزِلَةً، وأَشْرَفَهَا مَرْتَبَةً صِنَاعَةُ الفلسفة التي حدُّها: عِلْمُ الأشياءِ بحقائقِها بِقَدْرِ طَاقَةِ الإنسان؛ لأنَّ غَرَضَ الفيلسوف في عِلْمِه إصابةُ الحَقِّ، وفي عَمَلِه العملُ بالحقِّ»[7]. والفارابي الذى يعترف بأحقية الفلسفة في معالجة ما يستجد داخل المجتمعات، وكيف أنها لابد أن تلعب دورًا رئيسًا في حاضر الأمم ومستقبلها، فسبق بهذا فلاسفة ومفكرين معاصرين من أمثال هيجل الألماني الذى يصرح قائلا: «إن الفلسفة هي عصرها ملخصا في الفكر. وكما أن من الحمق أن نتصور إمكان تخطى الفرد لزمانه، فإنه لمن الحماقة أيضا أن نتصور إمكان تجاوز الفلسفة لزمنها الخاص»[8]. يقول المعلم الثاني في كتابه الجمع بين رأيي الحكيمين، أفلاطون الإله وأرسطو: (أنه لا يوجد شيء من موجودات العالم إلا وللفلسفة فيه مدخل، وعليه غرض، ومنه علم بمقدار الطاقة الأنسية (الإنسانية). لكننا مع كل ما سبق، لا نجد موقفا في الدفاع والإيمان بالفلسفة أشد قسوة من تعبيرات فيلسوف عصر العقل، وأبو الفلسفة في العصر الحديث رينيه ديكارت (31 مارس 1596 – 11 فبراير 1650): يقول الفيلسوف الفرنسي في كتابه «مبادئ الفلسفة» متحدثًا عن قومه الفرنسيين وسائر الغربيين: «إن الفلسفة هي وحدها التي تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين، وإنما تُقاس حضارة الأمة وثقافتها بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها، ولذلك فإن أعظم نعمة يُنـعم الله بها على بلد من البلاد هي أن يمنحه فلاسفة حقيقيين». وهنا يجب أن ننوه إلى أن البعض قد يعتبر أن الفلاسفة ملحدون أو معالم طريقه، لكننا مؤمنون بأن من يقرأ القليل في الفلسفة سيتجه بأغلب الأحوال إلى الإلحاد ومن يقرأ الكثير منها يتجه للإيمان بكل حال من الأحوال، وفقا لمقولة العلامة عبد الرحمن محمد بن محمد بن خلدون التونسي المتوفى سنة 808هـ.

2- خصائص التفكير الفلسفي

عند النظر إلى ملامح الشخصية المتطرفة كما يصفها لنا أخصائيو علم النفس والتربية، نرى أنها تتمحور حول النقاط الآتية: 1-عدم قبول الآخر. 2-وحدوية الرؤية، وهذا ضد التعددية الفكرية التي ما إن توافرت في المجتمع، كانت مؤشرًا إيجابيًا على نضوجه وصحيته. 3- الأنا المغرورة وتلك تختلف جذريا عن الأنا الديكارتية القائمة على مبدأ الشك. 4-العمد إلى المسارعة بتشوية الآخر. 5- الجهل وسطحية التكفير. 6-الغلظة في التعبير واستخدام المصطلحات التي تلوث السمع حال سماعها، وربما يخالف هذا العادات والتقاليد التي ورثناها داخل مجتمعاتنا. 7- تكفير المختلف.

إن هذا الملمح الأخير، الذى لا يفوتنا أن ننوه إليه، هو آفة الآفات، ورواجها في مجتمع يؤذن بانهياره وزوال ملكه، وهذا درس يعلمنا إياه مسار التاريخ. لقد لجأت شتى تيارات الإسلاموية السياسية إلى تلك الآفة من جديد في العهد الأخير، على الرغم من أن حظر التكفير يعتبر أصلًا وركنًا بارزًا في عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب الحديث والرأي؛ عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري (260 - 324 هـ/ 874 - 936 م)، حيث يقول: «ولا يكفرون أحدًا من أهل القبلة بذنب يرتكبه كنحو الزنا والسرقة وما أشبه ذلك من الكبائر، وهم بما معهم من الإيمان مؤمنون، وإن ارتكبوا الكبائر، والإيمان عندهم هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره حلوه ومره، وأن ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم وأن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم. والإسلام هو: أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله على ما جاء في الحديث والإسلام عندهم غير الإيمان»[9]. يتحدث الإمام محمد عبده أيضا، عن آفة التكفير فيقول في كتابه الإسلام بين العلم والمدنية والنصرانية: إذا صدر قول من قائل يحتمل الكفر من مائة وجه ويحتمل الإيمان من وجه واحد حمل على الإيمان، ولا يجوز حمله على الكفر.

الخصيصة الأولى: الدهشة الفلسفية

الدهشة هي أولى لحظات التفكير الفلسفي. إن الفلسفة كما يقول الفيلسوف اليوناني أرسطو وليدة الدهشة، وأن القدرة على الدهشة هي التي دفعت الناس إلى التفلسف. يقول دكتور حسين علي في إحدى مقالاته أن: التفكير النقدي هو الذي يمنحنا القدرة على النظر إلى الأشياء وكأننا نراها لأول مرة، فنصاب بالدهشة جراء ذلك، ونرى الأشياء وكأننا لم نرها من قبل، فالنقد يخلع عن وجه الأشياء قناعها العادي. وعن طريق النقد، نحن لا نبتعد عن الأشياء المعتادة في حياتنا اليومية، بل عن تفسيراتها وقيمتها المألوفة. ونحن لا نفعل هذا لكي نشذ عن الآخرين، أو لكي يقال إننا نفكر بخلاف بقية الناس، بل لأن وجها جديدًا للأشياء قد تكشف لنا فجأة، وجها مختلفا عن ذلك الذي تعودنا عليه وسلمنا به في لقائنا معه كل يوم.

لذا، فقد رأينا في الآونة الأخيرة، ولا سيما منذ ظهور تنظيم داعش الإرهابي في عام 2015 سلسة من الاعتداءات المستمرة، والتي تفنن فيها أعضاء هذا التنظيم في إنفاذ عملياتهم الإرهابية. لقد تابعنا حادثة "معاذ الكساسبة"؛ هذا الطيار الأردني الذي تم وضعه في قفص وإشعال النار فيه حيًّا من قبل تنظيم داعش الإرهابي بعد سقوطه أسيرًا في أيدي هذا التنظيم في شمال سوريا، وحادث نيوزيلاندا الدامي المعروف ب "هجوما كرايستشيرش"، 15 مارس 2019، والذي قام فيه أحد أعضاء اليمين المتطرف يدعى "برينتون تارانت" باعتداء إرهابي، وأودى بحياة أكثر من 50 من المسلمين داخل إحدى مساجد نيوزيلاندا، وكذا مقتل "صامويل باتاي"؛ معلم الجغرافيا بإحدى المدارس الفرنسية، بعد أن قام لاجئ شيشاني بقتله وقطع عنقه في العام المنصرم، وغيرها من الأحداث المؤلمة التي تُقدم عليها تلك الجماعات الإرهابية مبررة ذلك باسم الدين. إن اللحظة الأولى التي تنتاب الفيلسوف كمثيله من الأفراد الطبيعيين، يتوقف أمام تلك الأحداث في حيرة عجيبة، ولا يكاد يتوقف قلبه من هول تلك الهزة اللاشعورية: أي يد تبطش بتلك الوحشية؟! بل أي عقل شيطاني دبر وخطط وأقدم على ارتكاب تلك الجرائم النكراء؟!

الخصيصة الثانية: السؤال وحمايته

إن أكثر من يعبر عن هذا النمط من التفكير هو سقراط (469-399 ق.م)؛ أول الفلاسفة اليونانيين، ومنهجه التهكم والتوليد، حيث كان، كما يذكر الأستاذ ألبير نصري نادر في مقدمة كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين، «يتصنع الجهل، ويتظاهر بتسليم أقوال محدثيه، ثم يلقي الأسئلة ويعرض الشكوك، شأن من يطلب العلم والاستفادة، حيث ينتقل من أقوالهم إلى أقوال لازمة منها ولكنهم لا يسلمونها فيوقعهم في التناقض ويحملهم على الإقرار بالجهل. فالتهكم السقراطي هو السؤال مع تصنع الجهل أو تجاهل العالم. وغرضه تخليص العقول من العلم السفسطائي أي الزائف، وإعدادها لقبول الحق. وينتقل إلى المرحلة الثانية، فيساعد محدثيه بالأسئلة والاعتراضات مرتبة ترتيبا منطقيا للوصول إلى الحقيقة التي أقروا أنهم يجهلونها، فيصلون إليها، وهم لا يشعرون، ويحسبون أنهم اكتشفوها بأنفسهم».[10]

استمر التفكير الفلسفي على نمط طرح السؤال بدءًا من ظهور الفلسفة في أثينا، مرورًا بروما والإسكندرية وصولا إلى أنطاكية وبغداد، حيث مهْد الفلسفة العربية الإسلامية، حتى وجدناها هي الأخرى تمارس عملية السؤال بلا قيود ولا شروط، ولم لا؟! فتراثهم الإلهي والنبوي ليس فيه ما يحجب عنه نور المعرفة وضياء الحق واليقين. وقد كان الصحابة-رضوان الله عليه-كما يقول ابن قيم الجوزية (751هـ) يخوضون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دقائق المسائل، ويتفهمون عنه حقائق الإيمان، وكانوا يوردون عليه ما يُشكل عليهم من الأسئلة والشبهات، فيجيبهم عنها بما يُثلج صدورهم. وقد أورد عليه الأسئلة أعداؤه وأصحابه: أعداؤه للتعنت والمغالبة، وأصحابه للفهم والبيان، وزيادة الإيمان، وهو يجيب كلا عن سؤاله، إلا ما لا جواب عنه كالسؤال عن وقت الساعة».[11]

نماذج من تلك الأسئلة:

-عن أبى رزين قال: قلت يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عَمَاء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، وخلق عرشه على الماء.

-عن أبى رزين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب خيره. قال: قلت: يا رسول الله، أو يضحك الرب؟ قال: نعم، قال: لن نعدم من رب يضحك خيرا.

-عن عمران بن حصين قال: قال رجل يا رسول الله: أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال: نعم. قال: فيم يعمل العاملون؟ قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له.

الخصيصة الثالثة: النقد

إن عملية النقد بما لها من قدرة على إحداث انتفاضة على السائد في المجتمعات من أعراف وعادات وتقاليد هي لبّ الفلسفة وجوهرها، وعدم تقديس التراث الإنساني هو احترام لعقلية المتأخرين من العلماء، فضلا عن احترام مقام الإنسان ووجوده في بيئة خاصة تتطلب منه أن يُعمل عقله الذي أعطاه الله إياه في كل ما يطرأ من قضايا، وما يستحدث من أمور. إن هذا المعنى فطري بذاته، وما كان لهذا المبدأ أن يتلون ويشوبه غبار لولا العامل السياسي الذي أفسد على الناس حياتهم الفكرية، حتى صاروا ما بين سندان الفكرة ومطرقة الحاكم، فتراجعوا وتقهقروا، ولم يثبت منهم إلا القليل، حتى سطّروا لأنفسهم وحفروا في صفحة التاريخ عنوان أحرارا ثابتون. إننا نستطيع القول بثبات وقدم راسخة بأن النقد مرآة المجتمعات، ووجهها الآخر الذي يعمل على تكشف الأمور والتثبت من حقيقتها وأحقيتها في الاستمرار بكل شفافية وثبات، وبالتالي نتحصل في نهاية الأمر على مجتمعات صادقة وواعية، تارة بين شعوبها ومرؤوسيها، فيسود الأمن والسلام، وتارة أخرى بين أفراد تلك المجتمعات بعضهم البعض، فيعم الاستقرار ويزدهر الإبداع، وهذا شرط انطلاق الأمم نحو التحضر والرقي الذي كان يقصده ديكارت.

إن عملية النقد تلك، بلا شك، لها أصول وقواعد ترتكز عليها، وتجعل من السؤال عملية مسؤولة تهدف إلى إعادة النظر فيما تم اعتباره ثابتًا عبر عصور مديدة، والنظر إلى الأمور بعين الحال لا بعين الآجال والعرف. فالنقد فحص للشيء وكشف عيوبه، وهو: «فالنَّقْد يختلف بمعاييره وأحكامه باختلاف الفن الذي يُمارَس فيه النَّقْد؛ فالنَّقْد الذي يُوجَّه للأدباء والنُّقاد يختلف عن النَّقْد المُوجَّه للفقهاء، كما أنّ نَقْد الأصوليّين يختلف عن نَقْد المُحدِّثين؛ فلكلٍّ منهم أسلوبه وأحكامه، إلّا أنّ المشترك بينهم هو النَّظر في الأثر الأدبيّ وتحليله مضموناً وشكلاً، ثمّ الحكم عليه وتقويمه، والنَّقْد قد يكون في مجال الأدب، والسياسة، والفلسفة، وفي مختلف المجالات الأُخرى، ومن الجدير بالذّكر أنّ هناك مفردات مقاربة للنَّقْد، كالتقييم، والردود، والمناظرات، والمحاورات، والجدل، والمباحثة، إلّا أنّ لكلِّ مصطلحٍ ما يميِّزه عن غيره من حيث الأساليب، والأحكام، والغايات».[12]

الخصيصة الرابعة: الصياغة المفاهيمية[13]

ذكر جيل دولوز في كتابه ما هي الفلسفة؟ بأنها هي الحقل المعرفي القائم على إبداع المفاهيم، وأن مهمتها تكمن في صناعة المفهوم؛ بمعنى أن كل مرحلة من مراحل تطور الفكر الفلسفي على مر العصور، بدءا من الفلسفة اليونانية القديمة، وانتهاءً بالفلسفة العربية الإسلامية، ساهمت في صنع مفاهيم خاصة، كلٌ حسب واقعه ونمط عيشه. لنضع هنا أمثلة حتى يبرز ما نحاول الإشارة إليه: فعندما نتحدث عن مفهوم "الحب" مثلا، فإننا نعود بلا ريب إلى الحب الأفلاطوني أو الحب العذري؛ مفهوم "السعادة"، نعود للحظة أرسطو وأفلوطين ونظرية الاتصال، مفهوم "النفس" نعود إلى كل من أرسطو وأفلاطون وأفلوطين وتأثر الفارابي بهم وابن سينا، وقبل كل ذلك إلى الفلسفات القديمة كالمصرية القديمة والزرادشتية والحضارة الهندية; مفهوم "العالم أو الكون" نعود إلى قدم العالم عند فلاسفة اليونان ونظرية الفيض عند أفلوطين وهكذا؛ مفهوم "التسامح" نعود إلى فولتير وجون لوك وكتاباتهم في رسالة في التسامح، على الرغم من أن أغلب هؤلاء الفلاسفة في عصر التنوير كانوا من الكاثوليك، وبالرغم من كل ذلك هاجموا الكنيسة الكاثوليكية آنذاك، وذلك للجرائم والمجازر التي تم ارتكابها باسم الصليب والكتاب المقدس، وهنا أشير إلى مفهوم "الحرية" أيضا، ومنها الحرية الدينية. نجد أن الفلسفة تساعدنا على بلورة مثل هذا المفهوم، حيث نستطيع أن نكتشف أن هذا المفهوم حرر الكتاب المقدس ذاته من آفات رجال الكنيسة، وفي هذا نعود إلى مؤلفات فولتير وجوستاف لوبون؛ مفهوم "الواحد أو الله أو الملك الحق"، الفلسفة تساعدنا على تحرير هذا المفهوم؛ مفهوم المدينة الفاضلة عند أفلاطون وأفلوطين وابن باجة في تدبير المتوحد؛ مفهوم الأخلاق؛ مفهوم الموسيقى عند الكندي والفارابي، وعن العلاقة بين العقل والنقل عند فلاسفة الإسلام بدءا من الكندي وانتهاءً بابن رشد؛ مفهوم "الصداقة". نستطيع أن نتوقف هنا لنبرز كيف بلور أرسطو هذا المفهوم الأخير، وكيف يمكن أن يطرح نفسه كجزء من العلاج في قضيتنا الرئيسة؛ أي دحر التطرف والإرهاب، عبر تأصيله داخل المجتمعات وتنشئتها على مثل مفهوم الصداقة.

إن أرسطو يخصص مقالتين للصداقة-الثامنة والتاسعة- والسبب في ذلك أن للفظ اليوناني معنى أوسع من اللفظ الذي نترجمه به، فهو يدل على كل تعاطف أو تضامن بين شخصين، فيشمل جميع الروابط الاجتماعية؛ من روابط الأسرة إلى رابطة المدينة إلى رابطة الإنسانية، والصداقة ضرورية للحياة، فلا أحد يرضى أو يستطيع أن يعيش بلا أصدقاء ولو توفرت له جميع الخيرات، بل إن صاحب الخيرات لا يحصلها ولا يحفظها إلا بمعونة الأصدقاء، ولا يتم استمتاعه بها دون أصدقاء يشركهم فيها، الأصدقاء ملاذنا في الشدة يبذلون لنا النصح في شبابنا ويعتنون بنا في شيخوختنا.

الخصيصة الخامسة: الشك

ليس أمام المسلمات والخرافات والأباطيل، وإنما أمام العادات والتقاليد أيضا. قد نرث عادات وتقاليد خاطئة، فتحررنا الفلسفة عبر مبدأ الشك من تلك الخرافات والأكاذيب. إن المرحلة الأولى عند ديكارت (1650م)، هي "أنا أشك إذن أنا موجود". ويتحدث عن فائدة هذا الشك فيقول: «فائدة هذا الشك العام عظيمة جدَّا، وإن كانت لا تظهر لنا، فورًا، فهي تمنعنا عن إطلاق الأحكام المسبقة، وتمهد للفكر سبيلا نحو التحرر من الحواس، وتقوي إيماننا بالأمور، التي اتضح لنا أنها صحيحة»[14].

إن ديكارت كان، حتى وقته، ولا يزال منشغلا بقضايا ومشكلات أنطولوجية كبرى، وهكذا الحال دومًا مع الفلسفة. وكانت القضية الكبرى التي كدرت صفو المجتمعات الإنسانية ولا تزال، هي استغلال الدين من أجل مصالح سياسية أو حتى فردية. فساد قديمًا في عصور الظلام في أوروبا ما عُرف بالتسلط الكنسي وهيمنة آباء الكنيسة على كافة مناحي الحياة وعلى رأسها العلم، حتى وجدنا فلاسفة ومفكرين كبار يؤرخون لهذا في كتاباتهم، وتحدثوا طويلا عن الحروب الدينية التي استمرت لعقود من الزمن بين الكاثوليك والبروتستانت، وراح ضحاياها بالآلاف، بل كيف أنه كان يتم تخيير البروتستانتي بين أن يتحول عن طائفته، وبين أن يهاجر إلى خارج البلاد، مطرودًا أو منفيًا، وخير مثال على هذا عائلة الفيلسوف الشهير جون جاك روسو. إن تلك المعارك الضارية التي تُفنى فيها كافة دول العالم طاقاتها وثرواتها الاقتصادية وعنصرها البشري من أجل هذا الصراع، من أجل الخداع واستقطاب الشباب باسم الدين. لذا، فإن هؤلاء الشباب يجب حمايتهم ضد هذا السرطان القاتل عن طريق توعيته وتنويره عبر مثل تلك الأسس الفلسفية.

الخصيصة السادسة: البرهنة والاستدلال

اعتماد الفلسفة على العقل والمنطق والنظر البرهاني المستند على البديهيات العقلية ومعطيات الواقع والتجربة، وفي هذا يقول الفارابي عن الفلسفة: العلم الذى يعطى الموجودات معقولة ببراهين يقينية. إذا كانت تلك حجية الفلسفة وأداتها التي تنافح بها عن نفسها وعن أطروحتها وقضاياها، فإن الدين يدعو كذلك إلى استعمال البرهان، وإن كان النمط الاستدلالي للدين ليس هو البرهان على الدوام، وكان هذا هو جل فلاسفة المسلمين في العصر الوسيط: التوفيق بين الدين والفلسفة أو بين الشريعة والحكمة، وذلك مع الإقرار أنهما يمكن أن يتوافقا وإن اختلفت أداة التفهيم أو آلته. يقول الله عز وجل في معرض الحوار والاستدلال مع المشركين: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، سورة البقرة، آية رقم 111. إن الدين والفلسفة، على الخلاف الذي بينهما، يدعوان إلى التأمل والتفكر والتدبر، وهذا مما لا سبيل إلى الطعن فيه بأي حال من الأحوال، لذا نتساءل: أي مسوغ لتلك التيارات والجماعات الإرهابية فيما يفعلون؟! إننا نستطيع أن نقول إن هؤلاء ليس لهم فيما يفعلون من سفك دماء الأبرياء، وتشريد للأطفال، وتخريب المجتمعات المستقرة غير مصالح دولية ومآرب شخصية يغذيها التعطش للدماء، وتعمل عليها عقول متحجرة.

الخصيصة السابعة: رفع الوعى فى المجتمعات

يمكننا أن نستلهم هنا روح عصر الأنوار، ولا أجد خير من يمثل التنوير وبث روح الوعي داخل المجتمعات أكثر مما قدمه عظماء عصر التنوير. لقد رسمهم التاريخ بتلك السمات ووارى "البانتيون" (مقبرة العظماء) أرواحهم، وسُجلت بحروف من سبحات أشعة الشمس عبارةٌ خالدةٌ زينت واجهته كأنها جنة الله في أرضه، فكانت "فرنسا تدين لهؤلاء العظماء". (فلاسفة الأنوار: فولتير، روسو والعقد الاجتماعي ومونتسكيو في روح القانون ودالمبير في موسوعته الفلسفية وغيرهم). لكن يظل فيلسوف عصر الأنور "فولتير"، هو عنوان الثورة الفرنسية، وعُرف القرن الثامن عشر بـ"عصر فولتير"، كما أطلق عليه "ويل ديورانت"، في أحد أجزاء موسوعته الشهيرة (قصة الحضارة)، نظرا لما قدمه هذا الفيلسوف من تراث إنساني دعا فيه إلى إعلاء قيمة العقل والأخلاق وعلى رأسها قيمة التسامح.

«فولتير كاتب وفيلسوف فرنسي، عارض الميتافيزيقا اللاهوتية، وألح على الفحص العلمي للطبيعة ورفض التعاليم الديكتاتورية، واعتبر الملاحظة والتجربة مصدر كل معرفة، ومهمة العلم هي الكشف عن السببية الموضوعية. وحارب فولتير الإقطاع، ودافع عن المساواة أمام القانون، وطالب بفرض ضريبة على الأملاك، كما طالب بحرية الكلام، وحق النقد، وفسر التغيير التاريخي على أنه تغيير في الأفكار، وانتقد الكنيسة الكاثوليكية، واعتبرها العدو الرئيسي للتقدم».[15]

إن من أهم الخصائص الفلسفية هي رفع وعي العقل الجمعي للمجتمعات؛ الوعي ضد مخاطر ما يهدد أمن وسلامة المجتمع، الوعي لما تتكبده المجتمعات، في الشرق والغرب، جرّاء آفة التطرف والإرهاب. إن تلك المسؤولية لا شك أنها تقع على عاتق الدولة، أفرادا وجماعات؛ وذلك من أجل الوصول إلى بيئة آمنة مستقرة. إن الوعي يبدأ من اليقين بأن العقل قادر، بما لديه من ملكات وهبات، على تفكيك ما من شأنه أن يعكر صفو الأمم، كونه هو الدليل الذى يقود الفرد إلى الوعي على المستوى الفردي من جهة، والنور الذي تستضيء به الأمة الإنسانية الكبرى من أجل خير وسلام العالم من جهة أخرى.

وخلاصة الأمر:

إذا ما كانت هذه هي الخصائص الفلسفية كما عرضناها، فلماذا لا يتم غرس مثل تلك المبادئ الفلسفية داخل مجتمعاتنا ومدارسنا وجامعاتنا؟ ما من شأنه أن يصون الأجيال القادمة من الوقوع في براثن التطرف والإرهاب. إن استقطاب الشباب يتم عن طريق الجهل، فلم لا نضيء الطريق لأبنائنا عن طريق العلم؟

إن التفكير الفلسفي، بما له من خصائص تدعمه، هو أحد الحلول المهمة التي لابد من اللجوء إليها، ولا سيما في الوقت الحالي، لمكافحة آفة التطرف من أجل سلامة المجتمع واستقرار. نجد من الضروري أن نشير في الأسطر الأخيرة من مقالنا أن على المجتمعات أن تعي خطورة التطرف والإرهاب ومدى تأثيرهما على واقع الأمم ومستقبلها، كما يجب أن تعمل كافة مؤسسات الدولة على تدعيم مثل تلك الأفكار والخصائص داخل الكيانات التربوية، وذلك للوصول إلى مجتمع معاف البدن، سليم القلب قوى العقل والبيان.

[1] مدرس مساعد بقسم الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية بكلية اللغات والترجمة- جامعة الأزهر، وباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف- قسم فرنسي.

[2] يقول الباحث السوري "محمود البازي" في دراسةٍ تحمل عنوان "الذئاب المنفردة الملاذ الأخير لداعش": إن مصطلح "الذئب الوحيد" أو "الذئب المنفرد" قد شاع في عام 1990 حين دعا العنصريان الأمريكيان "ألكس كيرتس" و"توم متزغر" الخلايا الفرديَّة والصغيرة إلى العمل تحت الأرض وبسرية تامَّة، بدلًا من العمل من خلال منظَّمات كبيرة تعمل فوق الأرض. ومنذ عام 1990 ظهرت في الولايات المتَّحدة هجمات عنصريَّة تقوم بها هذه المجموعات بصفة منفردة، ومن دون هرم تنظيمي، حيث دعوا إلى القضاء على غير البيض بكل الوسائل المتاحة، والترويج للاغتيال، وحثوا مناصريهم على القول عند القبض عليهم "ليس لدي ما أقول".

انظر: مرصد الأزهر لمكافحة التطرف- وحدة الرصد باللغة التركية

http://www.azhar.eg/observer/details/ArtMID/1142/ArticleID/52711/الذئاب-المنفردة-التعريف-والأهداف

12 نوفمبر، 2020

[3] مقال بعنوان: فـي مفهوم الموت، أندري كونت سبونفيل، ترجمة حسن أوزال.

https://www.facebook.com/ArabPhilosophers/posts/3335165753189432

3 اغسطس 2020

[4] إمام عبد الفتاح إمام، الفيلسوف المسيحي والمرأة، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى 1996، ص7

[5] أبو الوليد بن رشد، فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال، مع مدخل ومقدمة تحليلية للمشرف على المشروع الدكتور محمد عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الأولى، نوفمبر 1997، ص85

[6] د. أميرة حلمي مطر، الفلسفة اليونانية تاريخها ومشكلاتها، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع (القاهرة)، طبعة جديدة عام 1998، ص 8

[7] أحمد فؤاد الأهواني، معانى الفلسفة، دار إحياء الكتب العربية، الطبعة الأولى، 1947، ص3

[8] إمام عبد الفتاح إمام، أفلاطون والمرأة، مكتبة مدبولي، الطبعة الثانية، 1996، ص16

[9] أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، تقديم وتحقيق الدكتور نواف الجراح، دار صادر بيروت، الطبعة الأولى، 2006، ص171

[10] أبو نصر الفارابي، كتاب الجمع بين رأيي الحكيمين، دار المشرق (المطبعة الكاثوليكية)، بيروت-لبنان، قدم له وعلق عليه الدكتور ألبير نصرى نادر، الطبعة الثانية، 1986، ص 4

[11] ابن القيم الجوزية، زاد المعاد، القاهرة، 1950، مجلد 3، ص57

[12] مقال بعنوان: مفهوم النقد، معتمد مجيد حميد العبيدي

http://finearts.uobabylon.edu.iq/lecture.aspx?fid=13&lcid=92496

29 يناير 2021

[13] يعود المصطلح للمفكر المغربي المعاصر / الطيب بو عزة.

[14] رينيه ديكارت، تأملات في الفلسفة الأولى، دار كنوز للنشر والتوزيع، 2019، ص 17

[15] مقال بعنوان: الفلسفة التنويرية، كيف استطاعت الفلسفة تنوير وعى الإنسان وتغيير واقعه، جحلاط فيصل.

https://histgeo.ahlamontada.com/t365-topic

18 يونيو، 2009