الكتابي في القرآن الكريم


فئة :  مقالات

الكتابي في القرآن الكريم

الكتابي في القرآن الكريم

مقدمة:

ما المقصود بالكتابي؟ ولماذا سمي أهل الكتاب بهذا الاسم؟ وهل من فروق بين الكتابي والذمّي في الإسلام؟

تشير عبارة "الكتابي" إلى الأشخاص الذين ينتمون إلى "أهل الكتاب"، وهي مصطلح يستخدم في الإسلام للإشارة إلى الأديان السماوية السابقة، ويعدّ أهل الكتاب أهلًا للكتب السماوية السابقة، مثل التوراة لليهود والإنجيل للنصارى. ومن ثمة تتعلق صفة الكتابي بأهل الكتاب، للدلالة على القيم الدينية والثقافية التي يشاركها أفراد تلك الأديان.

لقد شدد الدين الإسلامي من خلال القرآن الكريم على معاملة أهل الكتاب بالحسنى، قال تعالى: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"[1]، كما حث المسلمين على التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان السماوية المختلفة، لقوله عز وجل: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"[2]؛ ففضيلة الشخص لا تعتمد على دينه، بقدر ما تعتمد على تقواه وعلمه واحترامه للآخر.

1- أصل التسمية:

خصّ الله اليهود والنصارى بأهل الكتاب؛ لأنه أنزل عليهم كتابين؛ الأول التوراة أنزله على موسى، وهو يدعو قومه بني إسرائيل إلى الإيمان بالله. يتكون التوراة من الكتب (الأسفار) الخمسة الأولى، وهي: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، والتثنية. والكتاب الثاني هو الإنجيل أنزله الله على عيسى قصد تحقيق البشرى التي قدَّمها الله إلى أمه قبل حملها بعيسى، جاء في الذكر الحكيم: "وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ۝ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ۝ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ"[3]. وعلى ضوء هذا، حمل اليهود والنصارى اسم أهل الكتاب، أو أهل الكتابين.

ويشير مصطلح أهل الكتاب في الإسلام إلى الأفراد الذين ينتمون إلى الديانات السماوية السابقة، وهم اليهود والنصارى. وقد خصهم الإسلام بمعاملة خاصة بسبب مشتركاتهم الدينية. ويعود مصطلح "الكتابي" إلى العصور الإسلامية الأولى؛ إذ يشير إلى نظام يعيش فيه أتباع ديانات أخرى في دولة إسلامية؛ فـ"الكتابي" يشير إلى الأشخاص الذين ينتمون إلى الديانات السماوية الأخرى، لكنهم يعيشون تحت حماية الدولة الإسلامية، لهم حقوق وحماية معينة بموجب الشريعة الإسلامية، وأطلق عليهم اسم "أهل الذمة". و"الذمي"، هو مواطن غير مسلم يعيش في الدولة الإسلامية ويخضع لسلطتها، ويدفع جزية مقابل الحماية والأمان الذي تقدمه الدولة له.

إن مثل هذه المصطلحات، إنما تعود إلى سياق تاريخي له ظروف خاصة في عصور الفترة الإسلامية الأولى. أما في العصور الحديثة، فقد تغيرت الديانات والنظم القانونية والاجتماعية بشكل كبير، ولا يُستخدم هذا التقسيم بنفس الشكل في العصر الحديث؛ إذ يحرص المجتمع الإنساني اليوم على تخطي الخلافات الدينية والدعوة إلى الإيمان بالتنوع الديني في إطار تعايش يسوده الاحترام وقبول الآخر.

2- أهل الكتاب في القرآن:

يشكل أهل الكتاب (اليهود والنصارى) في القرآن الكريم موضوعًا مهمًّا ومتعدد الأوجه؛ إذ أشار إليهم القرآن في عدة آيات، مؤكدا الاعتراف بكتبهم السابقة التي أنزلها الله عليهم، مثل التوراة لليهود والإنجيل للنصارى، وهي كتب تحمل هدى ونورا، وإن لحقها بعض التحريف، كما دعا القرآن إلى التمسك بالوحدة الدينية بين المسلمين وأهل الكتاب، مادام منهم مؤمنون يؤمنون بالله واليوم الآخر، الأمر الذي يسمح بالتعايش السلمي والتعاون المشترك.

لقد تناول القرآن الكريم قضايا متعددة، وتحدث عن العديد من الشؤون المتعلقة بأهل الكتاب، وفي ما يلي بعض الآيات التي ورد ذكرهم فيها:

قال تعالى: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".[4] ففي الآية الكريمة، دعوة إلى الهداية والإيمان ونبذ الشرك؛ فبالإيمان يتحقق التعاون والبناء لمجتمع إنساني موحد، رغم التنوع الديني.

وقال تعالى: "وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا".[5] فالآية تشير إلى أن من أهل الكتاب من يؤمنون بالله، وبما أنزل على رسله، وقد أخذوا بهذا الإيمان مكانة تميزهم عمن يؤمن ببعض الرسل والكتب، ويكفر ببعض.[6] ولعل من بين الذين آمنوا من أهل الكتاب، يكون لديهم أجرٌ عند ربهم لقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"[7].

لقد خص القرآن أهل الكتاب بالحوار الحسن ودعا إليه، لقوله عز وجل: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"[8]، ففي الآية حث على الوحدة الدينية، والإيمان بالله الواحد الأحد، حيث نبّه الله عباده من المسلمين ألا يحاوروا ولا يخاصموا اليهود والنصارى إلا بالأسلوب الأحسن والطريقة المثلى، وهي الدعوة بالموعظة والحجج البيّنة، ما عدا الذين جحدوا منهم واستكبروا فلا جدال معهم، جاء في تفسير السعدي: "ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب، إذا كانت من غير بصيرة من المجادل، أو بغير قاعدة مرضية، وأن لا يجادلوا إلا بالتي هي أحسن، بحسن خلق ولطف ولين كلام، ودعوة إلى الحق وتحسينه، ورد عن الباطل وتهجينه، بأقرب طريق موصل لذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المجادلة والمغالبة وحب العلو، بل يكون القصد بيان الحق وهداية الخلق، إلا من ظلم من أهل الكتاب، بأن ظهر من قصده وحاله، أنه لا إرادة له في الحق، وإنما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله؛ لأن المقصود منها ضائع. {وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ}- أي: ولتكن مجادلتكم لأهل الكتاب مبنية على الإيمان بما أنزل إليكم وأنزل إليهم، وعلى الإيمان برسولكم ورسولهم، وعلى أن الإله واحد، ولا تكن مناظرتكم إياهم [على وجه] يحصل به القدح في شيء من الكتب الإلهية، أو بأحد من الرسل، كما يفعله الجاهل عند مناظرة الخصوم، يقدح بجميع ما معهم، من حق وباطل، فهذا ظلم، وخروج عن الواجب وآداب النظر، فإن الواجب، أن يرد ما مع الخصم من الباطل، ويقبل ما معه من الحق، ولا يرد الحق لأجل قوله، ولو كان كافرا.[9]

وهذا إن على شيء، فإنما يدل على عناية القرآن بأهل الكتاب؛ إذ حث المسلمين على المودة والتسامح في سبيل بناء وحدة دينية، قال تعالى: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ".[10] ففي الآية تذكير بالخير الذي خص به الله هذه الأمة، فهي خير الأمم التي أخرجها الله للناس؛ وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله، وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيّهم وعصيانهم، والحرص على زرع الخير بين الناس[11].

3- موقف أهل الكتاب من القرآن:

يتنوع موقف أهل الكتاب (اليهود والنصارى) بتنوع آرائهم بين فرد وآخر تجاه القرآن تبعاً للخلفية الثقافية والدينية لكل واحد منهم؛ أي إن أهل الكتاب لا يتفقون على رأي واحد ولا يتبنون وجهة نظر مشتركة تجاه القرآن، فهناك تفاوت وتعدد في الآراء والمواقف. ولتوضيح ذلك أكثر، وجب عرض بعض آراء أهل الكتاب وموقفهم من القرآن:

-        الموقف الأول: يعترف بالقرآن ويقبل به وبصحة ما ورد فيه، بوصفه كتابا منزلا من السماء، فهو كتاب مقدس وعليهم احترامه بوصفه مصدرا للتوجيه الروحي، وقد أكد هذا الموقف القرآن الكريم في قوله تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِهِۦ هُم بِهِۦ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوٓا ءَامَنَّا بِهِۦٓ إِنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّنَآ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِۦ مُسْلِمِينَ"[12].

-        الموقف الثاني: يرفض الاعتراف بالقرآن الكريم، وينكر ما جاء فيه، وبالتالي ينكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ويرفض التخلي عن معتقدات ديانته. جاء في آية الرعد قوله تعالى: "وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًۢا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلْكِتَٰبِ"[13].

-        موقف ثالث: وهو موقف وسط يؤمن بالتعايش السلمي، ويتبنى موقفًا إيجابيًا تجاه التعايش والتفاهم بين الأديان، وبالتالي ينظر إلى القرآن كجزء من التراث الديني، وجب الاطلاع عليه قصد المشاركة في حوار بناء لفهم المتشابه والمختلف في الأديان، قال تعالى: "لَّٰكِنِ ٱلرَّٰسِخُونَ فِى ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ وَٱلْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلَوٰةَ ۚ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِرِ أُولَٰٓئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا"[14].

4- التعايش الديني:

يشير التعايش الديني إلى القدرة على العيش بسلام بين أفراد مجتمع يختلفون في العقيدة الدينية؛ وذلك احترامًا للتنوع الديني، الذي يشمل القدرة على التفاهم المتبادل والتعاون على الرغم من الاختلافات الدينية؛ ففي المجتمعات التي يتم فيها التعايش الديني بنجاح، يمكن للأفراد من مختلف الأديان العيش معًا دون تمييز أو تفضيل واحترام حقوق الجميع في ممارسة وتبني معتقداتهم الدينية بحرية، وهذا يتطلب فهمًا عميقًا للتنوع الثقافي والديني، واعتباره كثرة طبيعية تغني المجتمع. ولتحقيق هذا النوع من التعايش، فإن الأمر يتطلب ما يلي:

*- الاحترام المتبادل: وفيه يتم تقدير حقوق الآخرين في ممارسة دياناتهم والتعبير عن معتقداتهم بحرية.

*- التواصل البناء: وفيه يتحقق تشجيع الحوار المفتوح والفعّال بين أتباع الأديان المختلفة لتعزيز التفاهم والتسامح.

*- التعليم: الحرص على تعزيز التوعية والتثقيف حول التنوع الديني والثقافي لتقليل الجهل والتحيز.

*- السياسات الشاملة: اعتماد سياسات تشجع على المساواة وتحمي حقوق الأفراد بغض النظر عن ديانتهم.

وبهذا يسهم تحقيق التعايش الديني في بناء مجتمع أكثر تسامحًا واستقرارًا، ويقوي روح التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع؛ فالتعايش الديني يشير إلى قدرة الأشخاص من مختلف الخلفيات الدينية على العيش معًا بسلام واحترام دون تمييز أو صراع، وهو ما يحيل على فكرة تقبل الآخر والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع، بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية أو الثقافية.

لقد أكد القرآن في العديد من الآيات على أهمية احترام الاختلاف والتعايش بين أفراد المجتمع بغض النظر عن اختلافاتهم الدينية، ومن ذلك قوله تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ، فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ."[15]؛ فالدين لا يجب فرضه بالإكراه، وإنما للفرد حرية الاختيار. وجاء في آية أخرى إشارة القرآن إلى أهمية دفع الظلم والاضطهاد، والمساهمة في الحفاظ على أماكن العبادة والتعبير الديني؛ وذلك في قوله تعالى: "لَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لُّهِدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".[16]

خاتمة:

يعد موضوع أهل الكتاب من أهم الموضوعات التي ركز القرآن الكريم على بيانها وكشفها، لما في ذلك من حكم وإشارات عظيمة؛ فقد أولى لهذا الموضوع عناية خاصة، حين تحدث عن أهل الكتاب وذكر أنبياءهم، ثم دعاهم إلى الإيمان بالله الواحد دون شرك أو تجسيم، وأكد لهم العيش بسلام مع المسلمين، وهم يتعاونون في سبيل بناء وحدة دينية قوامها التعايش والتسامح، كما نبه أهل الكتاب إلى بعض التحريف في الكتب المقدسة، مع التأكيد على ضرورة اتباع الحق والعدل. وقد ركز القرآن الكريم على مفهوم حرية الدين والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع، سواء كانوا يتبعون الإسلام أو غيره من الأديان في سبيل الحرص على بناء وحدة دينية؛ وذلك باحترامه لتنوع الشعوب والأديان؛ إذ خلق الله الناس مختلفين وجعلهم أجناسًا مختلفة قصد التعارف والتفاهم والتعاون وبناء مجتمع إنساني متماسك رغم الاختلافات في المعتقد والدين.

 

الإحالات والهوامش

  1. العنكبوت/46
  2. الحجرات/13
  3. آل عمران/48-51
  4. آل عمران/ 64
  5. آل عمران/199
  6. قال ابن عباس وجابر وأنس وقتادة: نزلت في النجاشي ملك الحبشة، واسمه أصحمة وهو بالعربية عطية وذلك أنه لما مات نعاه جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم النجاشي، فخرج إلى البقيع وكشف له إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه وكبر أربع تكبيرات، واستغفر له فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على علج حبشي نصراني لم يره قط وليس على دينه فأنزل الله تعالى هذه الآية.
  7. البقرة/ 62
  8. العنكبوت/46
  9. تفسير السعدي: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، على الرابط:

https://surahquran.com/aya-tafsir-46-29.html

  1. آل عمران/110
  2. تفسير السعدي، سورة آل عمران الآية 110، على الرابط:

https://quran4all.net/ar/3/tafsir-assadi-11

  1. القصص/51-53
  2. الرعد/43
  3. النساء/162
  4. البقرة/256
  5. الحج/40

[1]- العنكبوت/46

[2]- الحجرات/13

[3]- آل عمران/48-51

[4]- آل عمران/ 64

[5]- آل عمران/199

[6]- قال ابن عباس وجابر وأنس وقتادة: نزلت في النجاشي ملك الحبشة، واسمه أصحمة وهو بالعربية عطية وذلك أنه لما مات نعاه جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم النجاشي، فخرج إلى البقيع وكشف له إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه وكبر أربع تكبيرات، واستغفر له فقال المنافقون: انظروا إلى هذا يصلي على علج حبشي نصراني لم يره قط وليس على دينه فأنزل الله تعالى هذه الآية.

[7]- البقرة/ 62

[8]- العنكبوت/46

[9]- تفسير السعدي: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، على الرابط:

https: //surahquran.com/aya-tafsir-46-29.html

[10]- آل عمران/110

[11]- تفسير السعدي، سورة آل عمران الآية 110، على الرابط:

https: //quran4all.net/ar/3/tafsir-assadi-110

[12]- القصص/51-53

[13]- الرعد/43

[14]- النساء/162

[15]- البقرة/256

[16]- الحج/40