قضية العنف ومسألة الإنسان


فئة :  أبحاث محكمة

قضية العنف ومسألة الإنسان

"لايزال العنف التأسيسي يواصل تحكمه بكل شيء" رنيه جيرار، كتاب "العنف والمقدس"

الملخص:

حاولت في هذا البحث القيام ببناء نقدي يهم مسألة العنف وعلاقتها بالإنسان، وبالتالي الكشف عن ماهية العنف في ارتباطه بالطبيعة الإنسانية، ثم كشف الطابع المركب للعنف الإنساني، وآلياته المعقدة، المتمفصلة مع ما هو غرائزي وثقافي. من هنا حاولت في هذه المقاربة النظرية الانفتاح على أطروحات وتصورات فلسفية وتربوية وعلمية، من أجل إبراز خلفيات وتمظهرات وتشكلات العنف. إنّ العنف لا يقف عند بعده المادي الأدواتي المباشر، بل يفرض تداعيات، على ما هو تربوي وقيمي وحقوقي. من هنا حاولت الربط بين مسألة العنف وأشكال التنشئة الاجتماعية من جهة، ومسألة القيم مثل الحرية والتسامح والمسؤولية من جهة أخرى. وقد أبرزت أنّ الإنسان هو مشروع تربوي وأخلاقي، لن يتأسس دون فهم طبيعة العنف في ارتباط بالطبيعة الإنسانية، بعيداً عن أحكام قبلية مسبقة أو الاستغراق في فهم مثالي للعنف. إنّ الغاية من هذه الدراسة تهدف إلى بعدين أساسيين، وهما: بعد معرفي يتعلق بتفعيل مقاربة منهجية نقدية تفهم العنف في علاقة بشروطه المادية والتربوية والمؤسساتية، في انفتاح على الفلسفة والعلوم الإنسانية، وبعد أخلاقي يتعلق بربط نقد العنف وعملية فهمه بالقيم الإنسانية الأساسية، مثل التسامح والمغايرة والحرية والاختلاف والمواطنة، وأساس ذلك ما أسميته بالشرط الإنساني.

لقد أبرزت الترابط العضوي بين إرادة الفهم العلمي والفلسفي للعنف، وبين تناول المسألة التربوية ودورها في تقديم المداخل العملية والنظرية، لتجاوز العنف والتربية ضده، من دون نسيان الدور المؤسساتي في تكريس العنف عندما تختل المنظومة التربوية لدى الأسرة والمدرسة، دون نسيان المجالات العمومية. إنّ القضية المركزية هي: كيف يتأسس العنف في علاقة بالمنظومة التربوية؟ وما هي تأثيرات ذلك على منظومة القيم؟ وأية تربية قادرة على تجاوز العنف والحد منه؟

إنّ المفاهيم الأساسية الموجهة للبحث هي: العنف باعتباره فعلاً يهم استخدام القوة المفرطة ضد آخر، ويحدث به أثراً أو تلفاً أوعاهة، وهو متعدد المصادر والأصول. وهناك الإنسان باعتباره كائناً مركباً، يمتلك قدرات فكرية وروحية واستعدادات عقلانية، لكنه لا ينفصل عن النزوعات العدوانية، ثم مفهوم الشرط الإنساني، كمجموعة من القيم والمحددات الأخلاقية والعملية والوجودية التي تعطي للإنسان طابع الأنسنة، مقارنة بالحيوان والطبيعة والآلة. ثم أخيراً التنشئة التربوية، وهي ممارسة ثقافية واجتماعية وأخلاقية، هدفها بناء الفرد وإدماجه ليتجاوز أصوله العنيفة. ما يهم إذن هو كشف الترابط العضوي والنظري والعملي بين هذه المفاهيم في ارتباط بإمكانات الأنسنة.

  للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا