الأمومة، إجبار أم اختيار؟!


فئة :  مقالات

الأمومة، إجبار أم اختيار؟!

ما أن تحبو الفتاة في المجتمعات التقليدية، حتى يقع تدريبها على ممارسة دور الأمومة، وهو دور تتشبّع به حيثما تكون، ويُربط مآل حياتها بهذا الهدف، فينبغي أن تكون كائنًا مُنْجِبًا، وبالإنجاب تتأكد هويتها الأنثوية. وما من فتاة نجت من هذا الدرس، فهو قوام وجودها، فلا ينظر إليها باعتبارها أنثى، بل بوصفها كائنًا يؤدي وظيفة الأمومة؛ أي الإنجاب وما يترتب عليه من رعاية وتربية. ولم يأت هذا الخيار عبثًا، بل انبثق عن تقاليد مطمورة في بواطن المجتمعات التقليدية، التي تفصح عنه برسم الأدوار الجاهزة للرجل والمرأة، وتحدد مواقعهما في سلّم التراتب الاجتماعي. لا يمتلك الرجل شرعية كونه إنسانًا سليمًا، إن لم يترك ورثة تملأ الأرض من بعده، ولا ينظر بعين التقدير لامرأة لا تجرّ وراءها جمعًا من المخلوقات؛ إذ لا تتحقق هوية الإنسان بذاته فردًا معترفًا به من طرف الآخرين، بل بذلك الامتداد المبهم الذي ما يلبث أن يتكاثر، ويتنافس، ويتفكك ويتخاصم، وربما يتقاتل، وكأن عبرة العيش في الدنيا هي الانخراط في ذلك الازدياد الغامض لبني البشر من غير تدبّر، ولا تفكّر. يشنّف الرجل أذنيه بالتركة التي تبعث الفوضى في عالمه، وتنظر المرأة بالرضا إلى نفسها كلما امتلأ رحمها بالأجنّة، فكأن الإتيان بهم يبرهن على صلاحية أمرها فردًا مقبولًا في مجتمع يقيم حياته على قاعدة من الإنجاب، وليس التفكير في حال مَنْ يتدفقون إلى العالم عامًا بعد عام.

إن الوعي الخاطئ بمفهوم الأمومة، الذي كرّسته الثقافة السائدة، والنواميس الشائعة، خلق شخصيات مأزومة من النساء اللواتي لم يتمكنّ من الإنجاب لخلل بيولوجي

في ضوء ذلك، صار من اللازم طرح السؤال الآتي: هل تتحقّق هوية الإنسان به أم تتحقق بقدرته على الإتيان بإنسان آخر؟ وهل الإنجاب غاية بحدّ ذاتها، أو أنه فعل اختياري يلجأ الإنسان إليه إن وجد في ذلك ضرورة تحتاجها حياته؟ والحال هذه، فسوف ينظر كثيرون إلى هذه الأسئلة بازدراء، واستنكار لأن النظام الأبوي لم يحل دون طرح الأسئلة المغايرة، فحسب، بل حال دون التفكير بها، فما للمرأة من قيمة اعتبارية إن لم تكن ولودًا، ولا تكتسب شرعية كونها امرأة إن لم تسلخ حياتها في ممارسة دور اجتماعي اصطلح عليه بـ"الأمومة". ومن أجل تسويغ هذا الفعل الطبيعي، أفرطت الثقافة الاجتماعية والدينية في إضفاء المعاني السامية على هذا الدور، حتى أنه سلب المرأة هويتها الأنثوية، وأحالها مرضعًا ترفد العالم بمزيد من الأطفال من دون أن تتبيّن مصائرهم، وكلما ازداد عددهم، عظمت أهميتها في المجتمع الذي تعيش فيه، وقد أفرز هذا التنميط الاجتماعي امرأة لا تفكر بذاتها، بل بما يطرحه رحمها، وما عاد ينظر إليها بعين التقدير إلا بما تأتي به من كائنات جديدة.

لست أنكر على المرأة دور الأمومة، ولا أجحده، فهي فعل طبيعي يتصل بمسؤوليتها في رعاية أطفالها، غير أنني أتساءل عن حقيقة ما يشاع من اعتبارها غريزة لا تكتمل هوية المرأة إلا بها؛ فأنا من النساء اللواتي شهدن ضروب التقدير التي خُلعت على أولئك النساء اللواتي رفعت الأمومة من قدرهن، وخفض غيابها من نساء كنّ أولى بالتقدير. لم ينظر للمرأة بوصفها مشاركة للرجل في شأن الحياة، ولا في ضوء دورها الاجتماعي والاقتصادي في مجتمعها، ولا في كونها نالت قدرًا جليلًا من العلم والمعرفة، بل فيما كانت تطرحه من أطفال، وتنصرف إلى رعايتهم، فهذه هي الوظيفة المقدّسة التي خلعت على المرأة. إنها حاضنة فحسب، فلا يُنسب لها ابن، ولا تحمل اسمها ابنة، ولا تدرج في شجرة الأنساب، ويتحرّج كثير من الرجال من ذكر اسمها في المجال العام، ويعزفون عن الإصغاء إليها، أو الاستماع إلى رأيها، فقد أدت وظيفتها التربوية ثم رميت في منطقة النسيان، وما عاد لها من أهمية.

ولعلي أفهم تلك السطوة الهائلة التي مارسها الخيال الاجتماعي على النساء اللواتي لم تكن تشغلهن في حياتهن غير ثنائية الإنجاب والأمومة، وقليلات منهنّ نظرن للأمومة على أنها علاقة تكافؤ بين اثنين وليست علاقة تبعية، ومع ذلك فقد أجمعت المرويات الدينية، والاجتماعية على أن خير النساء الولودات، اللواتي يعمّرن بيوتهن بجمع من الأطفال، وكأنّ الأمومة أضحت ركنًا من أركان هوية المرأة، فلا يجوز التعرّض لها بالسؤال والمناقشة. ولقد شهدت في حياتي الشخصية، والثقافية، والأكاديمية، ذلك المجهود العظيم الذي تبذله النساء من أجل أداء هذه المهمة من غير تقدير للنتائج المترتبة على ذلك، وكثير ممن عرفت لم يربطن الأمومة بما ينبغي أن يترتب عليها من نتائج، فليس المهم أن تسهم في رفد المجتمع بنساء ورجال مفيدين له في المستقبل، بل يكفيها الإتيان بهم إلى العالم. وليس هذا انتقاصًا من تلك العاطفة النبيلة التي تغمر بها الأمهات أطفالهن، ولا تقليلًا من ذلك الجهد العظيم الذي يبذلنه في رعايتهم، والاهتمام بهم، إلى أن يقوى عودهم، وتثبت أقدامهم في العالم، بل إنني أتساءل عن طبيعة الربط بين المرأة والأمومة، ومغزى التسليم بأنها غريزة لا تستقيم هوية المرأة إلا بها، بدل القول إنها من الواجبات الأسرية التي يُعهد للمرأة القيام بها، فثمة فرق بين واجب يتولاه فرد في الأسرة ضمن حدود معرفته، وخبرته، وبين القول إنه لا يكون له شأن إلا بأداء هذا الواجب من دون سواه.

كرّست الثقافة الذكورية مواصفات محددة للمرأة الأنثى، وأسهمت المرويات الدينية في تعزيز تلك الصورة

إن الوعي الخاطئ بمفهوم الأمومة، الذي كرّسته الثقافة السائدة، والنواميس الشائعة، خلق شخصيات مأزومة من النساء اللواتي لم يتمكنّ من الإنجاب لخلل بيولوجي، أو مرض أدّى إلى تعطيل الجهاز التناسلي كاستئصال الرحم والمبايض، أو وجود أسباب غير معروفة تمامًا، وعرّضهن إلى متاعب جسدية مؤلمة، ونفسية كذلك، وقد عرفت نساء كثيرات ممن وقعن ضحية هذه العقلية، والثقافة التي حاصرتهن في إطار وظيفة الأمومة، ولأنهن فشلن في تحقيقها نُظر إليهن نظرة دونية، واتهمن بالنقص والعجز، وبعضهن تخلى عنهن أزواجهن واستبدلوا بهن زوجات أخر ولودات، وبعضهن بقين على ذمة أزواجهن، ولم يطلقن ولكنهن أُسلمن للإهمال، وتحولن إلى مربيات وخادمات لأبناء الزوجة الولود التي حظيت بالرفعة لأنها منجبة، وبعضهن كان أزواجهن متفهمين للحالة ومحبين لهن، بيد أن ضغوطات المحيط الاجتماعي، أدخلتهن في حالة نفسية مأزومة، ومن بينهن من تحمل شهادات عليا. ومع تقدم الزمن والطب والعلوم، راحت النساء اللواتي لم يقدّر لهن الإنجاب، يتحايلن على ذلك حتى ولو أدى الأمر إلى سلك طرق غير مشروعة، وبمباركة من الرجل الذي يكون هو العقيم في كثير من الأحيان. ولست بمستنكرة هذه الآراء الدارجة، فهي نتاج موروث عريق يشجع على العزوف عن النساء الناضجات، ويغري بصغيرات السنّ. ومعلوم بأنّ المعلّم الأول، أرسطو، قال بذلك مستفيدًا من الموروث القديم، وانتهى إلى أنّ الزواج المناسب يقع بين امرأة في مقتبل شبابها، ورجل في سنّ الكهولة.[1]

وكلّ هذا بسبب اختزال المرأة في قدرة جسدها الإنجابية، التي تريدها الذكورة أن تكون في اكتمالها الإنجابي التام، لكنّه يخفي أمر الاستمتاع بها، فقد كرّست الثقافة الذكورية مواصفات محددة للمرأة الأنثى، وأسهمت المرويات الدينية في تعزيز تلك الصورة؛ فالمرأة ينبغي أن تكون صغيرة السن، وجميلة، وودودة، ومطيعة، وخصبة، (الولود الودود) وكل ذلك لتلبي احتياجات الذكر الشغوف بذلك لمتعته وإدامة نسله من جهة، ولعدم تقبل الذكر في أن يظهر بمظهر العجز والنقص من جهة أخرى، ولو أدى ذلك لتغييب بعض النصوص الدينية، أو تجاهل بعض الحقائق الناصعة. ولو نُظر إلى الموضوع من منظور آخر، فقد تمارس المرأة الأمومة بطرق مختلفة؛ لأن الأمومة ليست عملية بيولوجية فحسب، والمرأة ليست آلة تفريخ، بل هي سلوك وممارسة وثقافة، فهناك فرق بين المرأة الوالدة التي تنجب، وبين المرأة التي تكون أمًّا، فهناك أمّهات لم يلدن، وهناك والدات لم يرقين ليصبحن أمّهات، ذلك أن "المرأة لا تصبح أمّا في اللحظة التي تنجب فيها لأن الأمومة عملية تعلّم، وهي تأخذ عند بعض النساء وقتًا أطول ممّا تأخذه عند نساء أخريات"[2].

إن تحقيق الأمومة، أو الأبوّة، أو البنوّة لا يشترط الولادة البيولوجية، فقد يكون الأب أبًا لابن لم ينجبه من صلبه، وقد تصير الأمّ أمًّا لابن لم يحمله رحمها، فقد أطلق القرآن الكريم صفة الأمّ على المرضعة التي ترضع ولدًا لم تنجبه، ويصبح أولادها إخوة لمن ترضعه، وكذلك على أمّ الزوجة، قال تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أمّهاتُكُمْ...وَأمّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأمّهاتُ نِسَائِكُمْ﴾، (النساء: 23). وقد يصبح الابن ابنًا لأبوين لا يحمل اسمهما وليس منهما، ومن هنا يمكننا فهم ظاهرة التبنّي في المجتمعات الغربية التي تعبّر عن حاجة شخص ما لتحقيق الأبوّة أو الأمومة بعيدًا عن مؤسسة الزواج، وإنجاب الأطفال. وحتى في المجتمعات الإسلامية، فإن فكرة التبنّي تتخذ مظاهر مختلفة؛ نظرًا لأن الإسلام حرّم التبنّي، فحلّت محلّ هذه الظاهرة ظواهر أخرى تعويضية مثل كفالة اليتيم، والحض عليها. والحال هذه، فإن كفالة اليتيم ما هي إلا نوع من تحقيق الأمومة أو الأبوّة والتبنّي بشكل غير مباشر، ولعلّ الإسلام حرّم فكرة التبنّي بالمعنى البيولوجي؛ أي بإعطاء اسم المتبنِّي للمتبنَّى ما يجعل نسبه يختلط بالنسب الحقيقي لأولاد الشخص المتبنِّي، ولم يحرّم التبنّي بمعنى الرعاية والاهتمام بمن يحتاج لها. وفي المقابل، قد نجد والدًا لا يقوم بدور الأب، ووالدة لا تعرف معنى الأمومة، وولدًا عاقًا لأبويه ولا يراعي مقاصد البنوّة والأبوّة. إن هذه الحقيقة تثير إشكالية بناء الأسرة في المجتمعات الشرقية عمومًا، والعربية على وجه الخصوص، تلك المجتمعات التي تفكر بأنانيّة تجعلها تحقق رغباتها التي ينتج عنها أطفال بلا آباء أو أمّهات. ولاسيما في الطبقات الفقيرة التي يخيّم عليها الجهل والتخلف، فتنشأ الأسر كبيرة العدد، لأن الوالدين يجدان في إنجاب الأطفال متعة لهما، وتحقيقًا لحاجات نفعية، ومساعدتهما في مواجهة صعاب الحياة، بدون أن يفكّرا في مسؤوليتهما تجاه هؤلاء الأطفال، وتحقيق الرعاية الكاملة لهم. ولذلك غالبًا ما ينشأ هؤلاء الأطفال في حرمان من الأبوّة والأمومة الحقيقية، ويفتقدون الرعاية التي يعجز أن يعطيها الوالدان لهذا العدد الكبير من الأولاد، فغالبًا ما يعانون من عقد نقص ظاهرة أو خفيّة. أما في المجتمعات الثرية، فتحلّ الخادمة مكان الأم وتمارس دور الأمومة، ويقتصر دور الوالدة على الإنجاب فحسب.

وعلى صلة بموضوع الأمومة، فيمكن أن تتحقق الأبوّة من غير الولادة، والأب ليس بالضرورة هو الوالد البيولوجي للابن، فـ (الله، الرّب) في الأديان السماوية يرد بوصفه أبًا للجميع يتوجّهون إليه بالصلاة والتقديس والطاعة، وحتى العبودية، ولكنه ليس والدهم بالمعنى المباشر، فقد ورد في الكتاب المقدس: "وَأمّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً"، وأيضا: "فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ"[3]. ولعل الفكرة السابقة؛ أي الأبوّة، مستمدة من اللاهوت المسيحي في فكرته عن الأب والابن والروح القدس، فمن المعروف أن الحديث عن أن المسيح ابن الله لا يعني أن الله هو الوالد البيولوجي للمسيح، فهو منزه عن ذلك في العقيدة الإسلامية ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾، (الإخلاص: 3)، وكذلك الأمر في المسيحية، فالحديث عن الأقانيم الثلاثة يوضح اشتراكهم في الجوهر، واختلافهم في التجلّي. وأبوّة الله للمسيح لا تعني أنه والده، فالمسيح كلمة الله. كما أن آدم أبو البشر، وهو ليس والدهم، وكذلك صفة الأب التي تطلق على الأساقفة والبطاركة.

لابد من تنمية الوعي والاختيار لدى المرأة، فقد تختار أن تكون أمًّا أو لا تكون بحسب احتياجها لهذا الأمر، لا بحسب ما يفرضه عليها المجتمع

وإلى ذلك، فينبغي أن ننشّئ الأنثى على أن تكون مستقلة ماديًا، بعيدًا عن ربط ذلك بمصير حياتها الاجتماعية، فقد تختار بعض النساء أن يكنّ غير مستقلات، أو لا تكون لديهن الرغبة في تحقيق نجاح مهني، ويكون طموحهن واختيارهن أن يُدرن بيوتهن، وهذا لا يقلّل من شأن المرأة. ولكن يشترط في هذا الأمر الوعي والإدراك، فهناك فرق بين امرأة متعلمة ومثقفة وقادرة على أن تكون مستقلة ثم تختار البيت، وبين امرأة مضطرة لأن تكون في البيت؛ لأنّ ليس أمامها خيار آخر. والأمر نفسه ينطبق على الأمومة، إذ هناك فرق بين من تختار الأمومة، وبين من تُجبر عليها. إن الوعي في "اتخاذ القرار بشأن الأمومة شيء من أكثر الأشياء المحرِّرة التي يمكننا القيام بها، سواء من أجل أنفسنا أو من أجل الطفل القادم. حتى لو كنا نريد أن نصبح أمّهات لأسباب غير سليمة، فإن مجرد معرفتها يعني أننا أكثر انفصالًا من المرأة التي لا تتخذ قرارًا على الإطلاق، والتي تنزلق باستسلام إلى الزواج ثم، آليًا، إلى الإنجاب"[4].

وعليه، لابد من تنمية الوعي والإدراك والاختيار لدى المرأة، فقد تختار المرأة أن تكون أمًّا أو لا تكون بحسب احتياجها هي لهذا الأمر، لا بحسب ما يفرضه عليها المجتمع بثقافته الذكورية. ولا ينبغي أن يفرض عليها هذا الأمر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عبر المضايقات التي تتعرض لها منذ لحظة زواجها. فأوّل ما تُسأل عنه بعد الزواج هو الحمل، وكأنّ الهدف الأساسي من زواجها كان هو الإنجاب، وينبغي العمل على تغيير الوعي السائد بأن أنوثة المرأة لا تكتمل إلا بالأمومة، وأن المرأة التي لم تنجب، سواء أكان ذلك بسبب عائق جسدي يحول دون الإنجاب أمّ باختيارها، هي امرأة ناقصة.

ليس الوصول إلى هذه الغاية بالأمر اليسير، ولا هو بالسهل المتاح لكلّ النساء، فيحتاج إلى جهد وصبر وزمن ربما يطول لكي يصبح مقبولًا، ويترسخ من بعد؛ ذلك أن الثقافة الذكورية التي ضربت عميقًا بجذورها في عمق الخيال الاجتماعي ستقاوم كل عزوف عن دور الأمومة، لأن من شروطها قيام المرأة بهذا الدور الوظيفي.


 

[1]- إبراهيم، عبد الله: السرد النسوي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ،2011، ص14 إلى 20

[2]- شافاك، أليف: حليب أسود، الكتابة والأمومة والحريم، تر: محمد درويش، دار الآداب، بيروت، ط1، 2016، ص35

[3]- الكتاب المقدس، العهد الجديد، إنجيل متى: الإصحاح 6/6،9

[4]- فرايدي، نانسي: أمّي مرآتي بحث الابنة عن هوية، ترجمة: راتب شعبو، تيسير حسّون، دار السوسن، دمشق، سورية، ط1، 2000، ص324