العنف والسياسة


فئة :  أبحاث محكمة

العنف والسياسة

العنف والسياسة([1])


ملخص:

يمثل العنف تحدّياً للفلسفة، فالخطاب الفلسفي لا يستطيع تجاهل أفعال العنف وآثارها المدمّرة في الحياة والمجتمع، ولكنَّه، في الوقت نفسه، يعي عجزه وعدم فاعليته إزاء الواقع العملي الموسوم باللاعقلانيّة. تعني واقعة العنف الشامل أنَّ البشر لا يلتزمون في أفعالهم واختياراتهم بما يقضي به العقل، بل يتبعون أهواءهم وميولاتهم الغريزيّة وهو ما يفضي إلى التنازع والصدام. إنَّ العنف هو فعل موجّه ضدّ الآخر. هو استعمال القوّة ضدّ الآخر الذي لم يعد طرفاً في التواصل، كما يعني أنَّ الآخر تحوّل في نظر مستعمل القوّة إلى مجرّد شيء. كيف للفلسفة أن تتجاهل ظاهرة هي من الخطورة بحيث تتماهى مع تجريد الإنسان من إنسانيّته؟ إذا كانت الفلسفة تعرّف كحوار وتفكير، فإنَّ العنف هو بالضرورة نقيضها، ولهذا يطرح السؤال المتعلق بنوع الخطاب الذي يمكن أن تصوغه الفلسفة من أجل فهم آخَرِها المطلق. إنَّ هيمنة العنف على عالم الأناسي يعني نهاية الحوار وانعدام التواصل وإلغاء الحريَّة. إنَّ إدانة الفلسفة للعنف ومعارضتها لكلّ أشكاله إنّما هي التزام بما تقتضيه ماهيتها، بمعنى أنَّ معارضتها للعنف هو انتصار لذاتها ولحقيقتها. إذا كان الأمر كذلك، فكيف نفسّر تقريظ بعض الفلاسفة للعنف والحرب؟ إذا كانت الفلسفة تسعى إلى تصوّر وفهم ما هو كائن، كما يقول هيجل، فإنَّ اضطلاعها بمشكل العنف يصبح أمراً بديهيّاً. بأيّ معنى يكون خطاب الفيلسوف حول العنف إيجابيّاً؟ هل يكون إيجابيّاً عندما يُدينه إدانة مطلقة ويرفضه رفضاً قطعيّاً مهما كانت الأسباب والمبرّرات ويتبنّى موقف اللاعنف بصورة جذريَّة، أم عندما يسعى لفهمه باعتباره عنصراً مكوِّناً للواقع بغضّ النظر عن أيّ مبادئ قبليّة أو قيم أخلاقيّة؟ ما هو كائن أم ما يجب أن يكون؟ الحقيقي أم الواقعي؟ الفعل أم المعيار؟ إنَّها المفارقة الأصليَّة التي يجد المفكّر/ الفيلسوف نفسه مدعوّاً إلى حلّها. ولعلّ حلّها لا يكون ممكناً إلّا بترجيح أحد الطرفين. تتأكّد صعوبة المفارقة بصورة خاصّة عندما يُطرح مشكل العلاقة بين العنف والسياسة. إذا كان العنف ينتمي إلى مجال الممارسة، فإنَّ السياسة يمكن تصوّرها في آن واحد كمسألة عمليّة وكإطار أخلاقي تأخذ فيه الممارسات والأفعال معناها وأهميتها بالنظر إلى قيم وغايات محدّدة. لقد عبّر الفلاسفة عن مثل هذا التصوّر للسياسة بعبارات مثل: "السياسة الأخلاقيّة" أو "الإيتيقا السياسيّة".

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]- نشر في الملف البحثي "العنف: قضايا وإشكالات" بتاريخ 29 مارس 2018، مؤسسة مؤمنون بلا حدود، تقديم وتنسيق: الطيب بوعزة ومحفوظ أبي يعلا.