فلسفة الدين عند ابن رشد: إشكالية الحرية أنموذجًا


فئة :  أبحاث عامة

فلسفة الدين عند ابن رشد: إشكالية الحرية أنموذجًا

الملخص التنفيذي:

التفت الفكر العربي الإسلامي إلى إشكالية "الحرية" منذ بداية تشكل علم الكلام العربي وظلت فيه موضوعًا رئيسًا تداول على السجال في قضاياه نُخبة من فلاسفة العرب من أهمهم محمد بن أحمد بن رشد (520 هـ- 595 هـ) الذي خصها بعنايته في كتب كثيرة وعُدت من ميزات فلسفته. ذلك أنّ مسألة الحرية عند هذا الفيلسوف القرطبي ارتبطت بقضايا الجبر والاختيار والاكتساب والتسيير والإرادة والمسؤولية، وخاض فيها أساسًا عند عرض رأيه في مسألة القضاء والقدر ومناقشته بقية مذاهب المتكلمين وآرائهم فيها.

لقد عالج ابن رشد هذه الإشكاليات بطريقة مُفصلة في مجموعة ثرية من كتبه، [1] وطبق في هذه الكتب منهجًا نقديًّا تحليليًّا جادل من خلاله بعض الفرق الكلامية والمذاهب الدينية ذات المشارب المتنوعة مثل المعتزلة والجبرية والجهمية والأشعرية وخالفها في مسألة "الحرية الإنسانية". إذ ابتعد عن التصور المعتزلي الذي يذهب إلى أنّ اكتساب الإنسان هو سبب المعصية والحسنة، وخالف أيضًا موقف الجبرية الذي يرى -عكس المعتزلة- أنّ الإنسان مجبور على أفعاله. واختلف كذلك مع رأي الأشاعرة الذي لا يبتعد كثيرًا عن موقف الجبرية. ولم يتبن أي موقف من هذه المواقف المشهورة في الإيبستيمولوجيا العربية، ولم يُقْصِها عندما أعلن رأيه في المسألة مُعتبرًا ما قصده هو الجمع بين الرُؤى على "التوسط" الذي: "هو الحق في هذه المسألة" وفق قوله.

وقد توسع اشتغال ابن رشد على إشكالية الحرية ضمن دلالاتها السياسية وما يحيط بها من رهانات وجودية ترتبط بأنطولوجيا الإنسان من خلال تناوله مسألة حرية المرأة ومكانتها في المجتمع وما تكتسبه هذه القضية من دلالات سياسية ثاوية ضمن معاني الحرية والعدالة والمساواة، هذا إضافة إلى دراسته مشكلة العلاقة بين الحاكم والمحكوم وما قد تُثيره من أبعاد إصلاحية اجتماعية وسياسية وأخلاقية من خلال الخصال التي يجب أن يتمتع بها من سيقوم برئاسة المدينة.

وقد حاولنا في القسم الأول من هذا المقال تتبع هذه الإشكالية المركبة في فلسفة ابن رشد الدينية ورصد نظريته فيها، والتي ميزته عن بقية الفرق والمذاهب والنحل وشقت له طريقًا في التعامل مع ما يُعده الفكر الإنساني جوهر الإنسان وكمال وجوده. فتساءلنا بداية عن قراءة فلسفة الدين "لمسألة الحرية" الإنسانية من خلال مفهومي الجبر والاختيار التي تندرج ضمن قضية فقهية شائكة تُعتبر محل نزاع واختلاف داخل الفكر الإسلامي وهي مسألة "القضاء والقدر" لنقف على حل ابن رشد لهذه القضية وجداله مع بقية المذاهب حولها.

ثم عرضنا في القسم الثاني من البحث إلى جملة من الجوانب تجسدت فيها الحرية في كتابات فيلسوف قرطبة وقد انتقينا من هذه الجوانب:

- الحرية مجسدة في المجال الفلسفي

- الحرية مجسدة في المجال الاجتماعي

- الحرية مجسدة في المجال السياسي. 

للاطلاع على البحث كاملا المرجو الضغط هنا


[1]- أفلاطون: كتاب القوانين، ترجمة وتحقيق محمد حسن ظاظا، نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب، سلسلة نصوص فلسفية، 1986