لاهوت لوثر أو كيف صار المسيحيّ حرًّا؟


فئة :  ترجمات

لاهوت لوثر  أو  كيف صار المسيحيّ حرًّا؟

لاهوت لوثر  أو  كيف صار المسيحيّ حرًّا؟

ملخّص:

ليس من اليسير أن نقدّم نظرة جامعة عن لاهوت لوثر، وذلك لثلاثة أسباب خاصة. في المقام الأول، لأنّ الكتابات العديدة لهذا الأخير - فالطبعة النقدية تحتوي على أكثر من مئة مجلد كبير - هي من حيث المبدأ كتابات ظرفية، وُلدت تحت ضغط الأحداث، وتمّ تجنيدها في جبهات سجالية مختلفة. ولوثر لم يجد ولم يأخذ الوقت أبدا، كي يثبّت الجزء الجوهري في فكره تحت شكل عقيدة دوغمائية، كما كان الحال مثلا مع كلفان. وفي المقام الثاني، لأنّ لاهوته يجد أصوله في جهده لتأويل النصوص المقدسة. وبالفعل، فقد كان في تعليمه الأكاديمي، ومنذ بداية حياته وطيلة حياته برمّتها، مفسّرا شغوفاً ومتحمّسا. وكان الوعي التأويلي الناتج عن ذلك يمنع من كلّ تثبيت جامد للمضامين اللاهوتية. وأخيرا، لأنّ لوثر كان يتّخذ مسافة من مؤلفاته الخاصة. لم يكن يرغب في أن توضع في الصدارة، كراهية أن تصبح عائقا أمام اكتشاف الكتاب المقدس واكتشاف المسيح، عوض أن تؤدّي إليهما: "...أنا أطلب أن يسكت اسمي وألاّ يتسمّى أحد لوثريّا، ولكن مسيحيّا. ماذا هو لوثر؟ ليس المذهب من عند نفسي. كذلك، أنا لم أصلب من أجل أحد [...]. كيف يمكن أن يتجرّأ أحد على استخدام اسمي أنا، الجسد الفقير الفاسد والمعدّ للديدان، للإشارة إلى أبناء المسيح، اسمي أنا، الذي لا يوجد فيه أيّ خلاص؟"

وهكذا، فإنّ تقديم لاهوت لوثر لا يمكن أن يتمّ من خلال الوصف المجرد لجسم من التعاليم، وسلسلة من الدعاوى الملتئمة في منظومة جامدة. إنّ لاهوت لوثر هو فكر حيّ، هو قد عرف، على أساس وحدة عميقة، تطوّرات عديدة وانزياحات في النبرة؛ وتقديمه، هو تقديم لحركة وجهد تأمّلي هو دوما للمراجعة، وهو لا يؤدي أبدا إلى نتائج تؤخذ كما هي. ومن أجل إدراكه جيّدا، ينبغي إذن بادئ ذي بدء أن نحدّد الموضع والمقاربة تحديدا دقيقا.

للاطلاع على البحث كاملا المرجو  الضغط هنا


[1]- ترجمة لمقالة:

Pierre BÜHLER, «La théologie de Luther», Encyclopaedia Universalis, Paris, éd. 1986, vol. 11, pp. 343-347

وقد تمّت إعادة نشر هذه المقالة مرّات عديدة لفائدتها الكبيرة ودقّة النظرة المختصة فيها ضمن:

- Dictionnaire de la Renaissance. Préface de Dominique Fernandez, Paris, Encyclopaedia Universalis/Albin Michel, 1998, pp. 513-524; Dictionnaire de la théologie chrétienne. Préface de Jacques Duquesne, Paris, Encyclopaedia Universalis/Albin Michel, 1998, pp. 526- 537; Dictionnaire de l’Histoire du Christianisme, Paris, Encyclopaedia Universalis/Albin Michel, 2000, pp. 625-635